حظي الفنان حمدي بالمسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطارزي” بتكريم خاص اعترافا بإسهاماته في ترقية الموسيقى الجزائرية وتقديرا لمسيرته الفنية، ويأتي هذا التكريم الذي نظمّه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالتعاون مع وزارة الثقافة ليضاف لسلسلة من التكريمات التي دأبت الوزارة على تخصيصها لردّ الاعتبار لفنانين أسهموا في إثراء الثقافة الجزائرية الأصيلة. هذا الحفل التكريمي كان وقفة استذكارية لإسهامات حمدي بناني في حقل الفن الجزائري من خلال حضوره المتميّز في أكثر من 40 ألبوما بين طبع المالوف، الحوزي، المحجوز والمدح الزجول، وحضر الحفل الذي أقيم على شرف صاحب “الكمان الأبيض” وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي ومحبوه والأسرة الفنية التي شاركته فرحته أمثال عبد القادر شاعو والممثل حسان بن زراري وغيرهما، واستهلت الأمسية بعرض “ديابوراما” احتوت صورا نادرة للفنان وهو صغير في المدرسة الابتدائية وكذا لقطات تجمعه بعائلته وأصدقائه وأخرى التقطت خلال مشاركته في مختلف المهرجانات الدولية التي كان فيها خير سفير للجزائر. كما عرف الحفل مداخلة لشقيق الفنان حمدي بناني وأخرى للمختص في الموسيقى الشعبية السيد نصر الدين بغدادي اللذين تناولا مسيرة بناني الفنية معتبرين إياه “ملاك الأندلسي” التسمية التي أطلقها عليه الفنان جمال بن صاري نظرا لإعجابه بصوته الشجي، وتمّ بالإضافة إلى ذلك عرض بورتري عن الفنان مقتبس من حصة “أرشيف من ذهب” التي أعدها التلفزيون الجزائري في التسعينيات. وقد وقف خلال هذه الأمسية التي جرت وسط أجواء مميزة على المنصة ثلاثة فنانين من بينهم نجل الفنان حمدي بناني وهو محمد كمال بناني والمطربة الصاعدة أمال زان والفنان عبد القادر شاعو، وأطرب ثلاثتهم الجمهور الحاضر بالمسرح الوطني من خلال تأدية وصلات موسيقية رفقة اوركسترا السيمفونية بقيادة مختار بوجليدة في طبوع مختلفة تراوحت بين المالوف، الفلامنكو والشعبي. كما أضفى الفنان حمدي بناني حيوية على هذا الحفل بحلته وكمانه الأبيضين ليمتع الجمهور العاصمي بباقة من أغانيه التي تميّز بها كأغنية “عينين لحبارة” ورائعته “يا باهي الجمال” التي من خلالها كسب إعجاب الجمهور العنابي سنة 1963، وأكّدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أنّ “الفنان حمدي بناني يستحق هذا التكريم نظرا لعطاءاته للموسيقى الجزائرية المتمثّلة في موسيقى المالوف التي تمكّنت من بلوغ العالمية”، واستلم بناني في آخر الحفل درع التكريم وعبّر إثر ذلك عن امتنانه مشيرا إلى أنّ التكريم سيبقى راسخا في ذهنه. للإشارة، ولد الفنان حمدي بناني سنة 1943 بعنابة من عائلة فنية، وقد بدأ الفنان خطواته الأولى على درب أغنية المالوف سنة 1959، وبعد تسجيله لأولى أغانيه سنة 1968 انضم حمدي بناني - الذي سجّل منذ ذلك التاريخ نحو 30 أغنية ناجحة- إلى نادي المالوفجيا وسار على خطى كبار فن المألوف أمثال محمد الكرد، حسن العنابي، عبد العزيز ميمون ومصطفي تريكي. وحظي الفنان حمدي بناني بمساعدة ودعم عميد المألوف بقسنطينة الحاج محمد الطاهر الفرقاني ليجوب منذ سنة 1962 بلدانا متعددة عبر العالم ويزرع من خلال محطاته بذرة المألوف ويحصد جوائز، وقد مكّنته جولاته الفنية في الخارج من ترقية أغنية المألوف حيث غنى أمام شخصيات تاريخية بارزة من بينهم العاهل الأردني الراحل الملك حسين والرئيس الكوبي فيدال كاسترو الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وكرّم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة حمدي بناني سنة 2000.