التنازل عن ملكية قاعدة للشيخ البليدي لتسجيل المصحف المرتل بالطريقة الجزائرية تنازلت مؤخرا مصالح ولاية البليدة عن ملكية قاعدة لتسجيل القرآن لصالح الشيخ محمد برينيس المعروف باسم الشيخ البليدي لحفاظه على الطريقة التقليدية في تلاوة القرآن الكريم و التي ترمز لتراث المنطقة . وقد تنازلت مصالح الولاية عن هذه القاعدة حتى يتسنى للشيخ الذي تجاوز عقده الثامن من تسجيل تلاوات القرآن الكريم وإعادة استنساخ المصحف المرتل والاستفادة من حقوق التسجيل لصالحه، وقد صادق مؤخرا أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورة المجلس الرابعة على التنازل عن هذه القاعدة لصالح الشيخ البليدي. وحسب والي الولاية فإن هذه المبادرة جاءت من طرف جمعية الأعيان وأهل الاستشارة لولاية البليدة وذلك بهدف المحافظة على تراث الولاية الأصيل بحيث ينفرد الشيخ البليدي بالتلاوة الجزائرية الأصيلة، كما أن الشيخ البليدي كانت له بعض التسجيلات، لكن لم تكن بمقاييس وجودة عالية. وفي نفس السياق تم منذ سنوات تسجيل تلاوة نادرة له على مستوى استيديو الترقية تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، لكن كل النسخ التي تم تسجيلها وزعت على مختلف المؤسسات والمدارس القرآنية والهيئات العمومية إلى جانب وزارة الشؤون الدينية، كما أن القاعدة التي تنازلت عنها الولاية لصالح الشيخ البليدي تكون تحت تصرفه و يستفيد من كل حقوق البث والتسجيل والخدمة، وحسب الوالي فإن هذه الخدمة قليلة جدا ومتواضعة مقارنة لما قدمه الشيخ البليدي بتلاوته للقرآن الكريم. وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ البليدي الذي تجاوز عقده الثامن كان من المؤذنين الأوائل عبر أمواج الإذاعة الجزائرية بعد الاستقلال، كما لا يزال يبث آذانه إلى غاية يومنا هذا عبر أمواج إذاعة البهجة، ويتميز الشيخ المذكور بطابعه الخاص في تلاوة للقرآن الكريم أو الآذان بحيث يحافظ على الطابع الأندلسي الذي تتميز به الجزائر وخاصة مدينة البليدة التي أسسها الولي الصالح سيدي الكبير الذي تعود أصوله للأندلس، ويحافظ الشيخ في طريقته على إخراج الصوت ونطق الحروف بشكل متوازن. و قد انفرد الشيخ البليدي بهذه الطريقة عن غيره من المقرئين الجزائريين الآخرين الذين تأثروا بقراءات المشرق العربي ولم يحترموا الخصوصية الجزائرية في ذلك، ويعرف الشيخ بإمامته للمصلين في صلاة التراويح خلال شهر رمضان بأكبر مسجد بالمدينة وهو مسجد الكوثر، ورغم كبر سنه إلا أنه لا يزال يؤم المصلين طيلة شهر رمضان لوحده بدون انقطاع ولا يناوبه في ذلك أحد، وفي الوقت ذاته معروف الشيخ بممارسته الرياضية في هذه السن المتأخرة و بخلوته بأعالي جبال الشريعة لتلاوة القرآن الكريم .