تسجيل مصحف مرتل ذو طابع أندلسي بصوت الشيخ البليدي بادر الشيخ محمد برينيس المدعو البليدي منذ أيام في تسجيل مصحف مرتل باستديو الترقية بمدينة البليدة . ويعد الشيخ البليدي الذي تجاوز الثمانين من عمره من المؤذنين الأوائل عبر أمواج الإذاعة الجزائرية بعد الاستقلال ، ولا يزال يبث آذانه إلى يومنا هذا عبر إذاعة البهجة ، كما يعد من شخصيات ورموز مدينة الورود . ويعرف بطابعه الخاص سواء في تجويد القرآن أو تلاوة الآذان بحيث يحافظ على الطابع الأندلسي على عكس المقرئين الآخرين الذي تأثروا بالمشارقة ،وذلك بالمحافظة على خصوصية الطابع الجزائري فيما يتعلق بإخراج الصوت ونطقه. ورغم كبر سنه الذي تجاوز عقده الثامن إلا أنه لا يزال يحافظ على إمامة المصلين في التراويح في شهر رمضان بمسجد الكوثر بوسط المدينة ، وإذا كانت أغلب مساجد الولاية الأخرى يقتسم صلاة التراويح فيها عدة حفاظ لكتاب الله إلا أنه يِؤم المصليين لوحده ولا يستريح حتى لدقائق قليلة . ويشهد هذا المسجد خلال شهر رمضان إقبالا كبيرا للمصليين لسماع تلاوته للقرآن التي تتميز عن كل التلاوات الأخرى، وترمز إلى تاريخ وثقافة وخصوصيات المنطقة، كما يكون حاضرا في كل المناسبات والتظاهرات أين يتم استدعاؤه لافتتاح الجلسات بآيات القرآن الكريم. أما عن فكرة تسجيله مصحف مرتل فقد جاءت من طرف والي الولاية الذي استفسر عنه وعلم أنه يتنقل يوميا إلى أعالي الشريعة لتجويد القرآن بعيدا عن ضجيج المدينة ، فاقترح عليه تسجيل مصحف بصوته حتى يبقى للأجيال اللاحقة ، خاصة وأنه تجاوز سن الثمانين ولا يوجد له أي مصحف مسجل رغم خصوصيته . وقد استحسن الشيخ فكرة تسجيل مصحف مرتل مباشرة بعد إعطاء إشارة انطلاق التسجيل بالإستديو . وحسب المشرف على هذا الإستديو فإن التسجيل سيكون بتقنيات فنية عالية ، وقال أن عملية تسجيل مصحف كامل قد تتراوح مابين شهر إلى شهرين حسب طاقة الشيخ على التسجيل في كل يوم ، كما ستوزع الأشرطة بعد تسجيلها على المدارس القرآنية عبر الوطن إلى جانب تجزئة بعضها خاصة قصار السور للاعتماد عليها في حفظ القرآن الكريم .