يعد الشيخ "محمد برينيس" المعروف باسم "الشيخ البليدي" أول مؤذن بالإذاعة الوطنية الجزائرية غداة الاستقلال وهو يسعى حاليا الى تسجيل أول مصحف مرتل حسب التلاوة العاصمية. و لا يزال الشيخ البليدي الى اليوم أنيسا للمحراب يؤم المصلين بأكبر مساجد مدينة البليدة وهو مسجد "الكوثر" ويواظب على تقديم دروس الوعظ و الإرشاد للمواطنين وذلك رغم بلوغه عمرا بأكثر من ثمانين سنة. انها الشهادات التي لا يتردد أي مواطن من مدينة البليدة أو من خارجها في تقديمها عن الشيخ ابن مدينة البليدة الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المصلين الذين يأتون من كل حدب و صوب خلال شهر رمضان لأداء صلاة التراويح وراءه و الاستمتاع بما تجود به حنجرته الذهبية من آيات بينات من كتاب الله العزيز الحكيم . ورغم تقدمه في السن لا يزال الشيخ محمد برينيس يحفظ و يرتل القرآن ترتيلا صحيحا. و قد دأب الشيخ البليدي على هذه المهمة النبيلة منذ زهاء ال30 سنة أي منذ إنشاء مسجد "الكوثر" الذي يعد معلما دينيا بالمدينة. كما يشغل الشيخ حاليا منصب إمام خطيب بمسجد "ابن سعدون" الذي يعد هو الآخر من أعرق المساجد بالمدينة و كذا إمام واعظ و قارئ في عدة مساجد منها "البدر" و "الحنفي". و يروي محبوب المصلين الذي نزل مؤخرا ضيفا على برنامج "ناجحون" للإذاعة المحلية للبليدة أنه حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة عن أبيه عبد القادر الذي كان إماما بدوره وكان عمره لا يتعدى ال 14 سنة و استطاع بفضل جهده و عمله الدؤوب في الميدان أن ينشأ لنفسه طابعا خاصا عرف ب"التلاوة العاصمية" المستوحاة من الطابع الأندلسي الذي تعرف به المدينة التي أنشأها الولي الصالح سيد احمد الكبير القادم إليها من الأندلس. كما استطاع الشيخ "محمد برينيس " كذلك حسب الشهادات المقدمة من مقربيه و أصدقائه أن يوفق بين قراءة و حفظ كتاب الله و ممارسة الرياضة (كرة القدم) حيث يعرف على الشيخ البليدي أنه "كان و لا يزال يمارس رياضة كرة القدم" في فريق اتحاد البليدة (حاليا في فريق الكهول) و ذلك منذ أكثر من 50 سنة. و في هذا الصدد ذكر رئيس ودادية قدماء لاعبي اتحاد البليدة السيد "اعمر عمران" أن تقدم سن الشيخ البليدي لم يكن يوما حاجزا أمام ممارسته لهوايته الرياضية "إذ لا يزال و إلى غاية اليوم يداعب الكرة و يشارك في عدة تظاهرات رياضية كانت آخرها تلك المقابلة التي نظمت لإحياء ذكرى ال80 لتأسيس فريق مولودية العاصمة". واعتبر المتحدث الشيخ البليدي "نموذجا حقيقيا يجب على شباب اليوم الاقتداء به و السير في نهجه". و من جهته أشاد رئيس جمعية "أعيان البليدة" السيد برويس حسان ب"الخصال الحميدة التي يتميز بها الشيخ و الهدوء و الوقار الذي يزين وجهه". و ذكر شهود أنهم عرفوا الشيخ في المعاهد "معلما و مقرئا" و بالمساجد "إماما و واعظا" وفي لقاءاته "مزينا بقيم الإيمان". كما أن الشيخ البليدي يمتاز بتفاعله مع القران الكريم حفظا و دراسة و تلاوة بصوته الموهوب الذي يستقطب الجموع الغفيرة من المصلين الذين لقبوه بالشيخ البليدي. أول مصحف مرتل يرى النور قريبا بفضل جهود الشيخ البليدي و يسعى الشيخ "محمد برينيس" حاليا الى تسجيل أول مصحف مرتل حسب التلاوة العاصمة سيكون بمثابة مرجع ديني للأجيال القادمة حسب المختصين . و قد قاربت العملية التي شرع فيها شهر مارس الفارط على الانتهاء حيث سيكون المصحف جاهزا مباشرة بعد شهر رمضان الفضيل -كما أعلن الشيخ. و تأتي هذه العملية التي بادرت بها السلطات المحلية و مولتها في مسعى منها للحفاظ على التلاوة العاصمية للقرآن الكريم و جعلها متوفرة في شكل أقراص بمختلف المدارس القرآنية و المساجد. كما تعد بمثابة تكريم للشيخ الفاضل على الأعمال المقدمة من طرفه ولعطائه الذي لا يزال متواصلا رغم تقدمه في السن . و أبدى الشيخ البليدي الذي لا يزال صوته الشجي يدوي إلى غاية اليوم مع كل وقت صلاة بإذاعة البهجة المحلية موافقته على تسجيل نسخة من المصحف بأستديوهات إذاعة البليدة المحلية حتى يكون مرجعا بالنسبة لها هي الأخرى و يستمتع سكان مدينة الورود بسماع تلاوته العطرة للقرآن الكريم على الأثير.