تربيت على الشعبي و أغنية "لعلام" هدية المونديال اقتحمت مجال ظل حكرا على الرجال لعقود من الزمن، و كانت طفرة بين ذوات جنسها، تصارع الوقت من أجل التوفيق بين ثلاثية فنية تبدأها بكلمات من القصيد و الشعر الشعبي الجزائري، تسير بها بلوحات فنية فوق ركح مسرح يحركه صوت عذب لصاحبة مواهب متعددة بدأت خطواتها الأولى بكلام شيوخ الشعبي و طورتها مع عالم المسرح و التمثيل أمام الكاميرات قبل ولوج عالم الغناء لنقل كلمات تنبع من قلب يعشق الجزائر التي تتربع على عرش أعمال الفنانة الجزائرية و البومرداسية فايزة مليكشي. اتصلنا بذات المواهب الأربع فايزة مليكشي ابنة ولاية بومرداس، فكان لنا معها هذا الحوار المتنوع و الثري. .النصر:لم يرق الشعر الشعبي عندنا إلى المرتبة التي حققتها مختلف أنواع الأدب كما أنه لم يخرج من حيز البحث الأكاديمي و ظل حكرا على الرجال و الشيوخ دون النساء لعقود طويلة من الزمن، ما الذي شجعك على خوض هذه التجربة؟ فايزة مليكشي:منذ صغري، نشأت و تربيت على أنغام الشعبي و على صوتي و كلمات الشيخ دحمان الحراشي و الهاشمي قروابي، و لم أكن كالأطفال أستمع و أحفظ الأغاني الموجهة لهذه الفئة، و إنما كنت أجالس الكبار و أفراد عائلتي الذين يعيش الفن في قلوبهم، فبدأت بالاستماع و انتقلت إلى ترديد تلك الكلمات التي تحولت إلى كاتبة لها بمرور الوقت مع إتباع القافية و الأوزان التي درستها في وقت لاحق. كيف ترى ابنة بومرداس واقع الشعر الشعبي في الوقت الحالي؟ الشعر الشعبي يسير بخطى ثابتة و يعرف تطورا لم يسجل في مراحل سابقة،ففي الماضي لم يكن يحسب له حساب في مجال الأدب و الفن، لكن و بفضل الملتقيات و المهرجانات التي تخصص للشعر بمختلف الولايات و حتى خارج الوطن، تمكن من أن يحجز مقعدا لا يستهان به، خاصة مع تزايد عدد الشاعرات اللائي اقتحمنه بعد أن اقتصر على الرجال خاصة من الجيل الجديد. شاركت في العديد من الندوات الفكرية و النشاطات الثقافية التي ساهمت في إبراز اسمك و كذا العكاظيات الشعرية، كما أنك عضو في نواد ثقافية كثيرة محلية و وطنية و أنت معروفة بشاعرة الشعبي، فهل كل هذا لم يكن محفزا لك للاشراف على تشكيل نادي مثلا خاص بالشعر الشعبي لحد الآن؟. أنتم تعلمون أنني شاعرة، مسرحية و ممثلة، قبل أن ألج عالم الغناء سنة 2008،غير أنه لدي التزامات أكبر بحكم عملي كسكرتيرة بمستشفى الثنية بولاية بومرداس، و هو ما يجعلني مشغولة طوال اليوم، و لا أكتب أشعاري سوى في أوقات محددة تضبط وفق برنامج دقيق لا بد أن يحترم فيه كل تخصص في حياتي، و في خضم كل هذه الالتزامات و الاهتمامات يصعب علي أن أشرف على تنظيم شئ خاص بالشعر الشعبي باعتباره أمر بحاجة إلى تفرغ تام، غير أنني لا أبخل بمشاركاتي بالتنسيق مع فرق و جمعيات أخرى تحضيرا لأمور ثقافية محلية كانت أو لصالح ولايات أخرى. قلت بأن جذورك قبائلية، غير أن هذا ما لم نلمسه لدى اطلاعنا على رصيدك، فهل لنا أن نعلم لماذا لم تكتب فايزة بالأمازيغية إلى اليوم؟ (تضحك) سؤال ذكي لم يطرحه أحد علي طوال مشواري، أنت محقة بما تقولينه، أصولي قبائلية، لكن كل علاقاتي تخرج من هذا الإطار بحكم عملي مما جعل فني غير قبائلي، و هو ما قررت إعادة النظر فيه عبر ألبومي الذي أقوم بتحضيره و من المنتظر أن يصدر قريبا، فعلى الأقل سيضم أغنية أو اثنتين قبائليتين من بين أغانيه الثمانية التي تصدر قريبا بالأسواق. إذا حاولنا التحدث عن جديد فايزة، ما الذي يمكن قوله؟ أنا حاليا بصدد التحضير لإصدار ديوان شعري جديد يحمل عنوان "الجزاير أحبيبتي 2" من توزيع وزارة الثقافة،بالإضافة إلى ألبوم غنائي يحمل 8 أغان من المنتظر صدوره قريبا .علما أنه يحمل مفاجأة للشعب الجزائري ككل، كما سأحط بتونس نهاية مارس المقبل للمشاركة في المهرجان العربي لشعر الحرية، و بعدها أنتقل إلى المغرب لتمثيل الجزائر في المهرجان الدولي للمسرح و كذا المهرجان الافريقي. هل لنا أن نعرف شيئا عن المفاجأة التي أشرت إليها؟ هي أغنية للمنتخب الوطني لكرة القدم، و ستكون تحضيرا لمونديال شهر جوان في البرازيل، و قد اخترت لها عنوان "لعلام" بعد أن كتبتها بنفسي، و قمت بتقديمها للمخرج صالح بوفلاح الذي ينتظر بأن يتولى مهمة تقديمها على شكل فيديو كليب للجمهور الجزائري.