محمد الأمين سعيدي جرحك الذي أيقظ في كل جهةٍ عينا باكيةً لا تفهمهُ النساء العابرات في غفلة من فرحتك النَّائمةِ لا تدركه العيون المفتونةُ بشموس الكذب العمياءِ أنتَ وحدكَ في مواجهة ذئاب العدم المحيطة بوجودك النّازفِ أيّها المسكون برثاء العالمِ وحدكَ يؤلمكَ خوف الورقة اليابسة تسوقها يد الجاذبية إلى فناء جائعٍ.. تبحرُ بها الريح المجنونة بعيدا عن حضن أمها الشجرةِ وحدكَ تحتفل بانكسار الأشياءِ لهشاشتها التي تشبه الطفل النائمَ في أعماقك تعلن الولاءَ.. للغراب الذي يمدحُ احتضاركَ تمنح سبعَ قمحاتٍ واحدة على شرف كل يومٍ تبقى من عمرك اليابسِ والبقية لسعادة الغراب برحيلكَ. «ستموتُ قريبا وتشيّعك اللامبالاةُ إلى وسط الغابةِ بلا قبرٍ ولا كاهنٍ عند رأسك يتلو تمائمهُ ليشعل في غرفةِ توحّدكَ الأبديّ مصباح الأنسِ.» هكذا قال العرّاف الأمازيغيُ الذي نسيه الأجدادُ في دمك الدّافقِ ذات نفيٍ خارج جنان الذّاتِ كان يعرفُ قلبَك العامر بالشوكِ والمحبةِ فأجّج فيه غريزة البكاءِ ووهبَ بساتين نبضه للعراءِ أنت لم تكذّبْ نبوءة العرّافِ لأنك صدَّقْتَ الصّدأ يتسلّقُ مرايا باطنكَ الشّقيّ فاستلقيْتَ في كهف الهاجسِ ثملا بنبيذ المعاناةِ تغني مع جون لينونْ:Imagine وتشكرُ المخيِّلة على شجاعة التحليقِ ثمّ . . .