خيار المقاطعة يفجر خلافا بين قياديين في النهضة بدأت تبعات القرار الذي اتخذه المجلس الشورى لحركة النهضة بمقاطعة الرئاسيات، تظهر إلى السطح، بعد تمرد احد قياديي الحركة وعضو مجلسها الدكتور عز الدين جرافة، على القرار وترؤسه لجنة لمساندة المرشح علي بن فليس، ما دفع بقيادة الحزب إلى تجميد عضويته وإحالة المعني على لجنة الانضباط، وقالت الحركة في بيان إعلامي لها أمس، أن القرار جاء بسبب خرق جرافة، قرارات مؤسسة المجلس الشورى. بدأت قيادة حركة النهضة، في اتخاذ أولى الإجراءات العقابية ضد أعضاء الحزبين الذين خالفوا قرار مجلس الشورى بمقاطعة الرئاسيات، وطالت العقوبة، عضو بالمجلس الشوري، والذي يكون قد تقرب من احد المرشحين للرئاسيات وأعلن دعمه له، متجاوزا بذلك ما تقرر خلال الاجتماع الأخير للمجلس الشورى للحركة. وقد اصدر الأمين العام للحركة، محمد ذويبي، أمس تصريح مكتوب، يعلن فيه بان حركة النهضة قررت تجميد عضوية السيد عزالدين جرافة لخرقه قرارات مؤسسة المجلس الشورى، وجاء في البيان انه تبعا لتقرير الأمانة الوطنية للإعلام حول خرق السيد: عز الدين جرافة لقرار مجلس الشورى الوطني القاضي بمقاطعة رئاسيات أفريل 2014، فإن المكتب الوطني للحركة يعبر عن أسفه لهذا الموقف غير المسؤول، ويتبرأ من أي تصرف للمعني يخالف قرارات مؤسسات الحركة ويقرر تجميد عضويته وإحالة ملفه على لجنة الانضباط للفصل فيه. ويعد هذا القرار الأول من نوعه، ويؤكد وجود معارضين داخل الحزب للقرار الذي صدر بمقاطعة الرئاسيات، وقد تعقبه قرارات أخرى قد تطال أعضاء في الحركة، التي رفضت الزج باسمها لصالح أي مرشح من المرشحين لخوض السباق الانتخابي، وقال قيادي في الحركة، بان عز الدين جرافة، كان من المدافعين عن خيار المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 افريل الجاري، وطرح موقفه خلال جلسة المجلس الشورى، إلا أن اقتراحه قوبل بالرفض. وفي اتصال مع "النصر" نفى عضو المجلس الشورى في الحركة، عز الدين جرافة، علمه بالقرار وقال "لم اقرأ ولم اسمع عن هذا الخبر ولم استدعى من قبل الحركة حول هذا القرار الذي لا أساس له من الصحة"، وأوضح جرافة، بأنه "يمتنع عن التعليق" على هذا القرار طالما لم يوجد أي شيء رسمي، مضيفا بان مجلس الشورى لم يجتمع، رافضا التعليق على اتهامات الحركة له بالخروج عن القرار الذي اقره المجلس الشوري، وأضاف قائلا "ليس لدى تعليق حول كل ما قيل". من جانبه أكد القيادي في الحركة المكلف بالإعلام، محمد حديبي الخبر، وقال بان قيادة الحركة كانت قد حذرت "جرافة" في الدورة السابقة من الخروج على القرار الذي تبناه مجلس الشورى الوطني للحركة بالإجماع إلا أن هذا الأخير لم يلتزم بذلك، وأوضح حديبي، بان "جرافة معروف بخرجاته من قبل وقام بعدة خروقات واكبر خرق قام به هو الخروج عن قرار الحركة بمقاطعة الرئاسيات والذي اتخذ بالإجماع نظرا لعدة أسباب". وأوضح حديبي، بان المعني ( في إشارة إلى جرافة) كان قد طرح وجهة نظره خلال اجتماع مجلس الشورى الذي ناقش الموقف من الرئاسيات، وقوبل موقفه بالرفض، بعدما صوت أغلبية الأعضاء على خيار المقاطعة، مشيرا بان القواعد النضالية أيدت الموقف، الذي يلزم كل أعضاء الحركة بتنفيذه، وقال بان المعني لم يلتزم بتنفيذ القرار "عندما قام بترؤس لجنة مساندة لأحد المترشحين". وأوضح حديبي، بان الأمانة الوطنية للإعلام، أبلغت قيادة الحركة، واتخذ المكتب الوطني قرارا بتجميد عضويته، وجاء ذلك كما قال حديبي "طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب"، موضحا بان الحركة تتبرأ من أي سلوك يقوم به أو تصريح يدلى به المعني، والذي لا يلزم الحركة.