جدد عز الدين جرافة، عضو مجلس الشورى الوطني للنهضة، التأكيد على أن العمل مع الشيخ جاب الله ومن معه تحت عنوان واحد وهو حركة النهضة التاريخية، لا يلغي ميثاق التنسيق مع حركة الإصلاح الذي تم توقيعه بين الحركتين نهاية الصائفة الماضية، مضيفا ''أنه ينبغي أن ينطلق العمل المشترك مع جاب الله، من حيث انتهى ميثاق التنسيق الإسلامي ويأتي ليتمم مسار لم شمل التيار الإسلامي''. عز الدين جرافة، قال في اتصال مع ''البلاد''، ''إن ميثاق التنسيق مع الإصلاح مستمر وهو اليوم في أفضل مراحله، لأنه عرف كيف يستفيد من دروس الماضي ليحول الفشل إلى أوراق رابحة''.. هذا الميثاق الذي اعتبر النائب السابق للنهضة ''أنه يسير وفق استراتيجية واضحة ولن تؤثر عليه الانتخابات الرئاسية أو غيرها من الأحداث السياسية'' القيادي في النهضة اعتبر أن العودة الثنائية للنهضة التاريخية مع جناح الشيخ جاب الله، تعتبر خطة مكملة في إطار العمل القائم على لم الشمل ورص الصفوف بين أبناء التيار الإسلامي الواحد تصريح عضو مجلس الشورى الوطني لحركة النهضة، جاء بعد ما تداولته بعض وسائل الإعلام مؤخرا عن أن ميثاق التنسيق بين حركتي النهضة والإصلاح في طريق مسدود، وهذا بعد الأحداث المتسارعة عشية الموعد الرئاسي وكذا دخول الشيخ جاب الله في خط التنسيق الشامل. كما يرى بعض متتبعي الشأن السياسي في الجزائر، أن ذهاب حركتي النهضة والإصلاح في اتجاهين متعاكسين إزاء الرئاسيات المقبلة، ساهم في خلق شيء من الفتور بين حركتي فاتح ربيعي وجهيد يونسي، ورغم هذا، فإن موضوع الرئاسيات، حسب المعطيات المتواترة من بيتي الحزبين الإسلاميين، لا يعدو أن يكون سوى سحابة صيف عابرة وأن التنسيق بينهما قائم وهو في الطريق الصحيح، وخير دليل على ذلك ما صرح به الدكتور جهيد يونسي أمين عام حركة الإصلاح خلال حفل ترشحه للاستحقاق الرئاسي المقبل، أن بعض المنتخبين المحليين لحركة النهضة قاموا بمنح توقيعاتهم لصالح المرشح الإسلامي وهذا التصرف السياسي من طرف المنتخبين لا يمكن أن يكون عفويا أو عملا ذاتيا، بل يأتي تطبيقا لتوجيهات قيادة النهضة ويصب في الاتجاه الداعم لميثاق التنسيق بين الحركتين، رغم أن كل منها اتخذ موقفا مغايرا اتجاه المشاركة في رئاسيات الربيع المقبل. وما يعزز هذا الطرح القائل بأن هناك نية جادة - لدى الأطراف الثلاثة - الممثلة في حركتي النهضة والاصلاح وجناح الشيخ جاب الله، للارتقاء بالعمل المشترك، والعمل على الترفع عن كل ما من شأنه زرع التفرقة، هو بوادر حسن النية بين تيار جاب الله والقيادة الحالية لحركة الإصلاح، خاصة بعد أن أقدم سعد عبد الله جاب الله منذ أكثر من شهر على سحب الدعوى القضائية وما تمثله من إشارة قوية للجميع بالاستعداد الجاد للعمل المشترك.