«سميرة» تفوز بلقب أول امرأة تفتح قناة تلفزيونية متخصصة هي سيدة تمكنت من إثبات ذاتها على المستويين المحلي و العربي، بإطلاق أول قناة جزائرية للطبخ، لم تكن تتوقع حسب ما قالته للنصر في دردشة لطيفة ،بأن تلقى هذا الصدى الكبير سواء كان ذلك بالنسبة للجزائريين و حتى للعرب من مختلف الدول الذين أظهروا إعجابهم الكبير بها و استحسانهم لعمل جزائري يجمعون على أنه يتمتع بكل مقومات التميز و النجاح و هو ما تثبته دراسة لإحدى المواقع أكدت احتلالها للمرتبة الثانية وطنيا من حيث المشاهدة، و تمكنها من مزاحمة قناة «فتافيت» التي ظلت أول قناة للطبخ بالشرق الأوسط و العالم العربي طيلة 10 سنوات. طالبة تتحول إلى مبدعة و تقهر الصعوبات سميرة بزاوية سيدة لم تبلغ بعد العقد الرابع، إلا أن مشوارها الحافل بالنجاحات، يجعل منها امرأة متميزة و بالإمكان القول بأنها أول امرأة جزائرية تقتحم مجالا ظل حكرا على الرجال، و تثبت تفوقها في ذلك .بدأ حلمها يبرز في مرحلة الدراسة و هي تحمل موهبة التصميم و الرسم التي أرادت صقلها من مدرجات كلية الفنون الجميلة، إلا أن تفوقها الدراسي و رغبة والدها حال دون ذلك بعد حصولها على شهادة الباكالوريا تخصص علوم الطبيعة و الحياة سنة 1994، فقررت حينها دخول كلية الاقتصاد أين بدأت وضع أولى خطواتها على الطريق المنشودة، فعدم قدرة سميرة الطالبة في ذلك الوقت على توفير كل متطلباتها كما كانت تريد، و تحالف هذا مع رغبة عارمة في البروز في مجال لطالما عشقته، دفعاها إلى خوض تجربة العمل في سن مبكرة، لتزاوج بين تخصص الاقتصاد المالي بجامعة الخروبة بالعاصمة ، و التدريس بمدرسة معتمدة في الفن التشكيلي و الرسم على القماش، بالإضافة إلى عملها كمدرسة بإحدى دور الشباب تحت غطاء تشغيل الشباب. بمرور الوقت، اكتشفت سميرة بأنها عاجزة عن التخلي عن حلمها، لتقرر تنظيم معارض مناسباتية ، و منها التفكير في إصدار كتب خاصة تجمع فيها تصاميمها و فعلا تحقق كل هذا بعد أن قصدت الشابة إحدى دور النشر بمنطقة الحميز. رفضت أن تأخذها الهجرة و كانت من أخذ منها لفائدة الجزائر عبارة بسيطة، إلا أنها كانت جد معبرة قالتها سميرة في سياق حديثها معنا، "رفضت أن أكون كالخبرات الجزائرية التي تستفيد منها الدول الأجنبية، و قررت التعامل بذكاء، و كنت من استفاد منها لأجل الجزائر"، هكذا عبرت و هي تقص تجربتها بكندا التي عاشت بها لفترة من الزمن بعد زواجها، و كانت مهد ولادة 3 من أبنائها، فسميرة لم تكسر حلمها الأبدي كما تسميه، و قررت استثمار مدة مكوثها في كندا في القيام بعدة تكوينات في مختلف المجالات من التصوير إلى الإخراج و تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، و واصلت طبع كتبها التي كانت تصورها بكندا مع عارضات أزياء كنديات. سميرة و زوجها تمكنا من تحقيق إحدى مراحل الحلم بفتح دار للنشر حملت اسم الريشة، فطبعت كتب و مجلات سميرة، و مختصين آخرين في ذات المجال كالسيدة رزقي و بن بريم، لتبلغ رقم أزيد من 150 مؤلف. لم تكن تراود سميرة فكرة فتح قناة متخصصة في الطبخ الجزائري، فقد بدأت بتصوير برنامج متخصص في الطبخ، غير أن فتح مجال السمعي البصري في الجزائر و تزايد عدد القنوات الخاصة جعلها تفكر في المشروع. و هكذا أطلقت أول قناة عبر الجزائر و المغرب العربي متخصصة في الطبخ ، كان مقرها بمنزلها ببرج الكيفان و خصصت الحديقة لبث برنامج "جنان لالة" الذي يتحدث عن الأطعمة التقليدية بمختلف ربوع الوطن. قناة سميرة التي تخاطب بشكل خاص المرأة الجزائرية، تقول صاحبتها بأنها تهدف لتعليم اللائي يعجزن عن التنقل إلى مراكز التكوين أو المدارس و حتى بالمناطق النائية و هناك إجماع بأن هذه القناة قد فتحت المجال لإبراز مواهب الكثيرات و أطاحت بهوس متابعة المسلسلات التركية.