السيدة حورية / تصوير: يونس أوبعييش هي جزائرية دخلت، ببشاشة وجهها وبساطتها وعفويتها في التقديم، قلوب الآلاف من العرب وخصوصا الجزائريين الذين وجدوا فيها فخرا لهم وهي التي تروّج لأطباقهم من مختلف ربوع الوطن وتتحدث بلهجتهم وهي في قلب الخليج، فأصبح برنامجها "حورية المطبخ" من أنجح برامج قناة "فتافيت" وأعلاها مشاهدة... خصت "الشروق اليومي" بزيارة الأسبوع الفارط وكان لنا معها هذا الحوار... * * الشروق اليومي: سؤال تقليدي يطرح نفسه عند بداية كل حوار... من هي "حورية المطبخ"؟ وكيف بدأت مغامرتها مع الطبخ وتخصصت فيه مع أن دراستها في القانون؟ * السيدة حورية: اسمي حورية زعنون المولودة سوداني، من مدينة معسكر، متزوجة وأم لولدين وأقطن حاليا بأبو ظبي. هي فعلا مغامرة بدأت بهواية كبيرة وفي سنّ مبكرة للمطبخ ولمختلف الأطباق الجزائرية، حيث كنت في الخامسة عندما كنت أدخل المطبخ وأعدّ بعض الوصفات بمساعدة أمي التي يعود لها الفضل الكبير في تعلّمي فن الطبخ على أصوله. وكبرت وهذه الهواية تكبر معي إلى أن قررت صقلها بتكوين فعلي، وهو ما حدث فعلا عندما سجلت بمدرسة فندقية بكندا وتعلمت القواعد العلمية للطبخ، خاصة ما يتعلق بالحلويات. ولما رجعت إلى الخليج طلبت مني صديقتي أن أدير لها مطعمها المختص في الطبخ والحلويات الفرنسية فصقلت موهبتي بالتجربة... وكلها محطات ساعدتني كثيرا في برنامجي على قناة فتافيت. * الحديث يجرّنا إلى السؤال عن قصتك مع هذه القناة، وكيف تم الاتصال بينكما لإعداد "حورية المطبخ" ؟ * كنت أتابع القناة كمشاهدة عادية، إلى أن رأيت إعلانا بثّته تبحث فيه عن طباخين وطباخات من مختلف أنحاء الوطن العربي، أعجبتني فكرة المشاركة وفعلا كتبت لهم طلب الترشح وأرسلت سيرتي الذاتية، وبعد مدة ردّوا عليّ وطلبوا مني إجراء مقابلة، والحمد لله كانت ناجحة وتم الاتفاق على إعداد برنامج" حورية المطبخ" في 2007، توقف لمدة قبل أن يتم الإعداد للموسم الثاني الذي لاتزال حلقاته تبث هذه الأيام. * ما الذي أردته أن يميّز برنامجك عن برامج الطبخ الأخرى التي تبثها قناة فتافيت أو قنوات أخرى؟ * أردت أن يكتسي برنامجي طابعا جزائريا، فأنا جزائرية ولهجتي أيضا وحتى الأطباق التي أقدمها معظمها جزائرية وقصدت أن أنوّع فيها وأن آخذ من كل منطقة في بلادي طبقا يميزها... كانت نيّتي أن أعرّف بالمطبخ الجزائري وأن أنشر ثقافتنا دون أن أغفل طبعا المرأة العربية والمطبخ العربي والعالمي عموما... فمتتبعو القناة والبرنامج ليسوا جزائريين فقط، بل من مختلف الأقطار العربية. * المتتبع لبرنامجك في بدايته يلاحظ بعض الصعوبة والارتباك في تقديمه بلهجة كانت مزيجا بين الجزائري والمشرقي، فهل شكّل ذلك مشكلا لك؟ * صحيح، وجدت صعوبة في البداية كأي إنسان يقف لأول مرة أمام الكاميرا، فقد كنت متخوفة، خصوصا فيما يخص اللهجة التي أردتها أن تكون جزائرية حفاظا على طابع البرنامج وفي نفس الوقت مشرقية حتى يفهمها باقي العرب. والحمد لله، فقد كانت لديّ فكرة عن هذه اللهجات، كوني عشت 5 سنوات في أبوظبي وتعلمت اللهجة الخليجية وحتى اللبنانية والمصرية، كما أنني كنت قبل البرنامج أسأل زملائي من مختلف الجنسيات عن الأسماء المختلفة للمقادير. لكن المشكل الحقيقي الذي لايزال يواجهني يخص المصطلحات الفرنسية للمقادير والأكلات التي لا يوجد لها مقابل بالعربية ولا يفقهها المشارقة، فأجد صعوبة حقيقية في شرحها. * * ما هو جديد حورية المطبخ في القناة ولماذا كتابها مفقود في الجزائر؟ * أحضّر حاليا للموسم الثالث لبرنامجي، وأعد جمهوري بوصفات جديدة جزائرية وأوروبية. لكن حلمي الكبير فتح مدرسة لتعليم الطبخ، والحقيقة أن هناك مشروعا مع القناة لفتح مدرسة فندقية للطبخ والحلويات من المنتظر أن أشرف عليه... لكن لا شيء رسمي إلى حد الساعة. * أمّا عن كتابي الذي يضمّ 90 وصفة، بالإضافة إلى نصائح وتدابير مطبخية، فقد صدر عن قناة فتافيت في منتصف هذه السنة وهو موجود في كامل البلاد العربية، ما عدا الجزائر. والسبب عدم وجود موزع جدير بتوزيعه هنا في الجزائر، لذلك أوجه نداء إلى كل موزع مهتم بالأمر أن يتصل بالقناة ويتفق معها حتى يصبح في متناول من يطلبونه مني باستمرار.