أكد استشاري الأورام، الدكتور سامي الخطيب، أمين عام رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان ورئيس المؤتمر العربي للأورام السرطانية الذي انعقد في الجزائر يومي 01 و02 ماي الجاري، ل''المساء''، على هامش اختتام أشغال المؤتمر، أن أعداد مرضى السرطان في دول العالم العربي تتزايد بشكل مخيف في السنوات الأخيرة. موضحا أنه على الرغم من ذلك فإن نسبة الإصابة مازالت أقل من الدول المتقدمة. وقال الدكتور أن أعداد المصابين في المنطقة العربية تتراوح بين 100 و150 حالة جديدة لكل 100 ألف مواطن سنويا. وأكد الدكتور سامي الخطيب، أن مشكلة مرضى السرطان أصبحت خطيرة جدا في العالم كله، ويجب تكثيف جهود الحكومات مع منظمات المجتمع المدني لمكافحة المرض والحيلولة دون الإصابة به، من خلال حملات مكثفة لمقاومة التدخين والتلوث ودعم عمل البرامج وتوصيلها للآخرين للمساهمة في نشرها بين الناس. 40 من حالات السرطان سببها الغذاء أسباب انتشار السرطان في الدول العربية مختلفة ومنها التدخين والتلوث. ويأتي سرطان الثدي في المرتبة الأولى في العالم العربي، خاصة في مصر ودول المغرب العربي، بينما ينتشر سرطان الجهاز الهضمي في دول الخليج العربي، وتزداد نسبة الإصابة بسرطان الرئة في المنطقة العربية بشكل كبير، خاصة في الأردن ولبنان، حيث تأتى الإصابة بهذا المرض في المرتبة الأولى. وعموما، فإن أسباب السرطانات الأكثر شيوعا بالمنطقة العربية يوردها الأخصائي في: التدخين (ثلث الإصابات السرطانية)، وحوالي 40 % من باقي الإصابات مردها العادات الغذائية الخاطئة وانعدام ممارسة الرياضة، وباقي الإصابات نتاج عوامل وراثية وبيئية. وأكد الأخصائي في معرض حديثه إلينا، أن ''معظم الدول العربية تغطي جانب العلاج جيدا، ولكن مع دخولنا مرحلة العلاجات الجديدة وهي الأدوية الموجهة حيث يوجه العلاج مباشرة إلى الخلية المسرطنة وقتلها، فإن المشكل الذي يثار هنا هو كلفة هذه العلاجات العالية جدا، ولذلك فان إحدى التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر العاشر، هي وضع استراتيجيات بقرار سياسي لكل وزارات الصحة وبالتعاون في العالم العربي، لتحديد أنواع هذه العلاجات التي يجب إدخالها بدقة وحرص، لأن تكلفتها عالية جدا لا تستطيع ميزانيات الدولة تحملها في أي بلد عربي. لقد تم بدء سحب مجموعة من هذه الأدوية في الدول المتقدمة لعدم قدرة وزارة الصحة والتأمين الصحي على تحمل كلفتها''. وأبدى الأخصائي تفاؤله من التكفل عموما بالسرطان في الوطن العربي، بسبب حملات التشخيص والكشف المبكر لأنواع سرطانية، ما يعني ارتفاع نسبة الشفاء، ودعا إلى تكثيف هذه الحملات للتثقيف المجتمعي حول السرطان وطرق الوقاية منه، فالسرطان حسب الدكتور الخطيب '' لم يعد حاليا مرادفا للموت وإنما هو المرض المزمن الوحيد الذي يمكن الشفاء منه''، في رسالة تفاؤلية يبعث بها عبر ''المساء'' إلى كل مصاب بالسرطان في المنطقة العربية استسلم لإصابته وأقنع نفسه بموت وشيك. ومن العلاجات الجديدة التي تمكن تماما من الشفاء من المرض، هناك لوكيميا الأطفال أو سرطان الدم عند الأطفال، حيث كانت نسبة الشفاء منه في السابق 20 بالمائة ووصلت الآن إلى 75 بالمائة، فيما كانت نسبة الشفاء من سرطان الغدد الليمفاوية 30 بالمائة وأصبحت 80 بالمائة. كما تطورت أساليب التأهيل النفسي في علاج المريض، من خلال مساندة الطبيب المعالج وإعداد برنامج تأهيلى خاص لكل مجموعة من المصابين بنفس المرض للتعايش معا، إضافة إلى مساندة المريض من الأصدقاء والأسرة والمجتمع. وأوضح الدكتور الخطيب، أنه على الرغم من أن السرطان له علاقة بالجينات، لكن هذا لا يعنى أنه مرض وراثي، ولكن هناك عائلات تنتشر فيها بعض الأورام مثل سرطان الثدي والمبيض عند المرأة. ألف إصابة جديدة بسرطان الثدي في العالم العربي من جهة أخرى، أكد الدكتور الخطيب أن سرطان الثدي يشكل الرقم 01 في الوطن العربي، حيث تصاب به ما يقارب 40 امرأة لكل 100 ألف امرأة سنويا، فيما يصل عدد مرضى السرطان بشكل عام إلى 100 شخص لكل 100 ألف شخص. وأعاب الأخصائي على تخوف المرأة العربية من إصابتها بسرطان الثدي بحيث تتهرب من الفحص الذاتي لثدييها، أي أنها تعزف عن وضع يدها على ثديها خوفا من أن تكتشف بأنها مصابة بالسرطان، ودعا المجتمع المدني إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية لكسر هذا الحاجز. وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن عدد المصابين في العالم يصل إلى أكثر من 20 مليون مريض وأن هذا العدد متوقع أن يضاف إليه نحو 10 ملايين أخرى سنويا. مشيرا إلى أن أعداد الذين يموتون سنويا جراء الإصابة بالمرض يصل إلى أكثر من 6 ملايين مصاب.