تزايد الاهتمام بنشاطات الصيد القاري و استزراع الأسماك بالسدود و الحواجز المائية بالبرج يشهد قطاع الصيد القاري و تربية المائيات بولاية برج بوعريريج خلال الفترة الأخيرة انتعاشا من حيث التوجه الشباني و كذا تزايد عدد المستثمرات المختصة في تربية المائيات و الاسماك بالإضافة إلى تسطير برنامج لإستزراع صغار الأسماك بالحواجز المائية و بسد عين زادة و المستثمرات الخاصة، و إطلاق حملات للتشجيع على استهلاك أسماك المياه العذبة التي بدأت تستحوذ على جانب من سوق الأسماك و تأخذ نصيبا من المبيعات أمام الإرتفاع الجنوني لأسعار الأسماك البحرية بجميع أنواعها حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من سمك السردين في أسواق الولاية إلى حدود 600 دينار و استقر بين أسعار تراوحت بين 300 دينار و 500 دينار منذ عدة أشهر. و بينما كانت توجه كميات هامة من أسماك المياه العذبة بسد عين زادة و الحواجز المائية و المستثمرات الخاصة إلى الصناعات التحويلية، في ظل عزوف المستهلكين عن شرائها بالنظر إلى التعقيدات في عملية طهيها و تفضيل الأنواع الأخرى من الاسماك المستورة من الولايات الساحلية خصوصا سمك السردين الذي كان يعرف رواجا كبيرا بالأسواق، أدى الارتفاع الكبير في أسعاره إلى تراجع مبيعاته، ما سمح بدخول أنواع أخرى من أسماك المياه العذبة إلى الأسواق على غرار سوق بومزراق بالبرج و نقاط البيع على مستوى سد عين زادة و المسمكات، مع تسجيل ارتفاع في مبيعاتها بالنظر إلى الانخفاض المسجل في أسعارها مقارنة بأسعار السمك البحري. و قد عرف نشاط تربية المائيات و الصيد القاري بالولاية تزايدا خلال العام الفارط، تعكسه الأرقام المقدمة من طرف محطة البرج التابعة لمديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية بولاية سطيف، حيث ارتفع عدد المستثمرين في مجال الصيد بسد عين زادة الكائن ببلدية عين تاغروت شرق ولاية البرج الى 08 فرق للصيد بعد منح امتيازات لأربع مستثمرين شباب بالمنطقة و تكوينهم من طرف اطارات المديرية في مجال الصيد القاري، بالإضافة الى دخول مستثمرتين لتربية الأسماك حيز الخدمة و هي مستثمرة تربية سمك السندر و البوري بمنطقة عين السبيكة ببلدية حسناوة و مستثمرة أخرى لتربية سمك البلطي بمنطقة الزنونة ببلدية الياشير و استلام مقر جديد للصيد القاري بسد عين زادة و تجهيزه بغرف للتبريد. و زيادة على المشاريع المستلمة توجه العديد من الشباب إلى الاستثمار في نشاطات الصيد القاري على اعتباره البديل المفضل بالولايات الداخلية لتوفير الثروة السمكية، حيث انطلق أحد المستثمرين بمنطقة أولاد حريز ببلدية الياشير في انجاز مشروع مشتثمرة فلاحية مدمجة تجمع بين الفلاحة و تربية الأسماك و مستثمرة أخرى لتربية الأسماك بمنطقة توبو ببلدية لقصور. و لتشجيع الشباب المستثمرين في هذا المجال أطلقت المديرية المعنية عديد العمليات لإستزراع الحواجز المائية و السدود بصغار الأسماك من بينها استزراع كميات من صغار سمك الشبوط الفضي و سمك السندر على مستوى الحاجز المائي ببلدية مجانة و حاجز تيقودين ببلدية المنصورة، و تسطير برنامج خلال العام الجاري لاستزراع الاحواض المائية المعدة للسقي التابعة للمستثمرات الفلاحية بصغار الأسماك و ذلك في اطار مشاريع إدماج نشاط تربية الاسماك ضمن النظام الفلاحي التي تعود بالفائدة من خلال تكامل النشاطين لمضاعفة الفوائد إلى جانب تزويد مياه الأحواض بالمواد العضوية التي تفرزها الأسماك و التي تساهم حسب المختصين في المجال الفلاحي و تربية المائيات في زيادة المنتوج الفلاحي و تدعيم الثروة السمكية و تجديدها و الحفاظ على النظام البيئي بالسدود و المجمعات المائية و تنمية و تطوير الصيد القاري بنوعيه التجاري و الترفيهي بشكل يساهم في توفير ثروات اضافية و تلبية احتياجات الولاية من الثروة السمكية بالإضافة إلى فتح أفاق العمل للشباب البطالين من خلال توفير مناصب عمل سواء في المستثمرات الخاصة و كذا فرق الصيد و المناصب غير المباشرة في عمليات النقل و الصناعات التحويلية للثروة السمكية .