إطلاق تحقيق حول النفقات الاستهلاكية للأسر الجزائرية كشف أمس المدير العام للديوان الوطني للإحصاء منير خالد براح، أن الحكومة ستشرع قريبا في عملية إحصاء لمسح النفقات الاستهلاكية للأسر الجزائرية وهي العملية التي تتم حسبه كل 10 سنوات، كما أشار إلى إطلاق أول إحصاء اقتصادي في الجزائر بداية من الثلاثي الأول لسنة 2011 . وأوضح المتحدث أن هذا الإحصاء الاقتصادي يكتسي أهمية كبيرة جدا من حيث التحقيق (بمعناه الاقتصادي) حول مجموع الكيانات الاقتصادية المتواجدة في الجزائر مهما كانت أطرها وصفاتها القانونية، وهي العملية التي يحفّزها-كما قال- التطور الاقتصادي للبلاد، كما أنه من الضروري أن يتعرف الجهاز الإحصائي حسبه على الحقائق الاقتصادية والاجتماعية التي تطورت بصفة محسوسة خلال السنوات العشرين الأخيرة التي نما فيها القطاع الخاص كما ظهرت فيها العديد من النشاطات الجديدة، وذلك بالإضافة إلى وضع وصف دقيق للحقائق الاقتصادية-الاجتماعية الوطنية، كما يهدف هذا الإحصاء المقرّر إطلاقه العام المقبل حسبه إلى تأسيس بطاقية وطنية تتسم بالفعالية وتشمل كل المؤسسات والشركات الاقتصادية في الجزائر، وهو ما سيشكل مستقبلا قاعدة بيانات تسمح بالتحقيق في كل العمليات التي سيتم إطلاقها.وأشار السيد براح في حديثه للقناة الإذاعية الثالثة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للإحصاء المصادف لتاريخ 20 أكتوبر الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة هذا العام، إلى أن أعوان الديوان الوطني للإحصاء الذين تم تكوينهم خصيصا للقيام بهذه المهمة قد باشروا بالفعل التحضيرات على المستوى الوطني للقيام بعملية الإحصاء مطلع سنة 2011، ليؤكد أن هامش الخطأ في عمليات الإحصاء الرسمية ظاهرة عالمية، وهو ما سيأخذه ديوان الإحصاء بعين الاعتبار عن طريق تكثيف عملية الاتصال وشرح العملية للمعنيين بها وتوعيتهم بأنها ضرورية لإجراء أي تقييم للسياسات العمومية للتنمية، وأشار إلى أن ديوان الوطني للإحصاء يقوم حاليا بإجراء عملية تحقيق حول الشغل سيتم إعلان نتيجتها نهاية العام. ومن جهته أكد الأمين العام للأمم المتحدة أمس في رسالة بهذه المناسبة على أهمية الإحصاء في تشكيل المجتمعات، وفي جميع جوانب الحياة العصرية إذ يعتبر حسبه الأساس الذي تقوم عليه كثير من القرارات التي تتخذها الحكومات والشركات والمجتمع المحلي، كما توفر الإحصاءات معلومات عن الاتجاهات والقوى التي تؤثر على حياة المجتمعات وتسمح بفهمها كما تساعد تعدادات السكان والإسكان على التخطيط للمدارس والمستشفيات والطرق ومرافق كثيرة غيرها.وأضاف المسؤول الأممي أن الإحصاء يعد أداة حيوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية عن طريق جمع البيانات والتحليلات الإحصائية لمستويات الفقر ومدى إتاحة التعليم وانتشار الأمراض، ما يعتبر عاملا -كما قال- في تبرير جميع جوانب الميزانيات والبرامج التي تسمح بإطعام الأطفال الجائعين وتوفير الملاجئ والرعاية الصحية الطارئة لضحايا الكوارث الطبيعية.وقد وضعت اللجنة الإحصائية بالأمم المتحدة المنشأة في عام 1947 معايير منهجية ومبادئ توجيهية دولية في جميع مجالات الإحصاء تقريبا، والتي أدت دورا أساسيا في مساعدة الحكومات على تحسين تقاريرها الإحصائية وزيادة إتاحة البيانات وتيسير مقارنتها من بلد لآخر ومن منطقة لأخرى أكثر من أي وقت مضى.