العقلة المالحة .. بلدية تستضيء بالشموع و صهريج الماء بها ب 2000 دج تصنف بلدية العقلة المالحة جنوب الولاية ضمن البلديات الفقيرة جدا بالولاية ،تصارع تضاريس معقدة حارة صيفا وباردة شتاء، تتربع على مساحة 1043 كلم بتعداد سكاني يفوق 8 آلاف نسمة موزعين على 3 تجمعات سكنية وهي : قرية العقلة المالحة، وعين الزقيق، وفم المطلق مقر البلدية ، ويقطن 70 بالمائة من السكان الأرياف. ويعتمد سكان العقلة المالحة على الفلاحة الموسمية والبعض على تربية الماشية وهي بلدية ضعيفة لا تتجاوز مداخيلها 100 مليون سنتيم سنويا، مما جعلها غارقة وعاجزة في التكفل بمطالب مواطنيها بسبب تدني ميزانيتها التي تشكل أكثر من 85 بالمائة أجور عمالها ، وعجز ميزانية التسيير والتجهيز وتفاقم ديونها التي تجاوزت الخط الأحمر ، وهي كلها عوامل جعلت سكانها يعيشون العديد من النقائص في شتى مجالات الحياة و يئنون في دوامة الاحتياج في ظل نقص المشاريع التنموية وعجزها في التكفل بمطالب السكان. وتتصدر بلدية العقلة المالحة قائمة البلديات في نسبة البطالة التي تشير مصادرنا بأنها تتجاوز 85 بالمائة في ظل غياب المشاريع التنموية خاصة لدى فئة الشباب الأمر الذي أدى بالعديد منهم إلى هجرة المنطقة نحو مدن أخرى بحثا عن العمل، إذ أن المناصب المتوفرة التي استفادت منها البلدية لا تغطي نسبة 10 بالمائة من مجموع طالبي العمل حيث لم يتعد عدد المناصب التي تدخل في مختلف آليات التشغيل 240 منصبا. ويعاني سكان العقلة المالحة معاناة مريرة مع مشكلة التموين بالمياه الصالحة للشرب، وأزمة عطش حادة خاصة سكان الأرياف نتيجة توقف بعض المضخات عن الضخ من حين لآخر، بعد تعطل المولدات الكهربائية داخل الآبار التي تمون السكان منها اثنان تعرضا للحرق وتوقفا عن العمل رغم مبادرة البلدية في اقتناء مضخة جديدة إلا أنها لم تقاوم لمدة طويلة لتلتحق بركب المضخات المعطلة . واستفادت البلدية من مضخة جديدة من مديرية الموارد المائية لتمكين السكان من حقهم في التزود بالماء ، ورغم ذلك أجبرت وضعية الإنقطاعات المتكررة سكان البوادي على اقتناء المياه عن طريق الوسائل البدائية واللجوء إلى اقتناء الصهاريج بأسعار متفاوتة تتراوح بين 1500 إلى 2000 دج للصهريج الواحد ويتم جلبها في الكثير من الأحيان من المناطق البعيدة والبلديات المجاورة مما جعل المواطن يعيش هاجس الخوف والقلق والتذمر مع ما تشهده المنطقة من عوامل مناخية كالجفاف والحرارة . وفي سياق ذي صلة فإن انعدام الإنارة الريفية والطاقة الشمسية أرهق الإطار المعيشي للسكان و عقد حياتهم وبالأخص في المشاتي والمجمعات الريفية ،كما هو الشأن لسكان مناطق بوجلال ، والدرمون ، وقابل أولاد حميدة ، حيث زالت المئات من العائلات توقد الشموع و الحطب لإنارة منازلهم واستعمال البطاريات لتشغيل أجهزة التلفاز والحطب للتدفئة والطبخ. أما الحديث عن واقع الصحة بالبلدية فحدث ولا حرج فلا يمكن وصفها إلا بالمريضة وهي في حاجة إلى علاج لتضميد جراح نقائصها وإسكان آلام تأطيرها وتجهيزها والتي تبقى غير قادرة على تقديم خدمات صحية ملائمة وضرورية لأبناء هذه البلدية المجاهدة ، رغم توفرها على بعض الهياكل الصحية لكنها لا تتوفر على المعدات والتأطير الطبي اللازم إن لم نقل منعدم بصفة عامة، وهو ما دفع بمرضى المنطقة إلى شد الرحال وبتكاليف باهظة للعلاج في البلديات المجاورة وعاصمة الولاية ، لاسيما النساء الحوامل اللواتي غالبا ما يتعرضن لتعقيدات صحية خطيرة لعدم توفر الوسائل اللازمة للنقل كسيارة إسعاف المعطلة منذ شهور بسبب عجز البلدية عن تغطية تكاليف تصليحها، وانعدام القابلات على مستوى قاعات العلاج المتواجدة بتراب البلدية ، ومنها قاعة بمنطقة قابل أولاد حميدة لا تتوفر على طبيب. كما تعاني البلدية نقصا حادا في النقل المدرسي إذ تعرف حظيرة النقل المدرسي وضعية متدهورة فمن مجموع 7 حافلات التي استفادت منها البلدية توجد 3حافلات في وضعية عطب مخصصة لنقل تلاميذ الطور الثانوي الذين يصل عددهم إلى 140 تلميذا يتنقلون يوميا من العقلة المالحة إلى بئر العاتر والماء الأبيض نظرا لانعدام ثانوية بالبلدية. وفيما يتعلق بالسكن بصيغته المعروفة تواجه بلدية العقلة المالحة صعوبات جمة في تغطية احتياجات السكان أمام ضعف الحصة الموجهة إليها في برنامج السكن مع الكم الكبير من الطلبات الخاصة بصيغة السكن الريفي رغم استفادة البلدية من حصة تقدر ب 200 وحدة سكنية تم توزيعها على المجمعات السكنية، إلا أن هذه الحصص تبقى ضعيفة أمام الطلب الكبير الذي وصل إلى أزيد من 450 ملف مسجل لدى المصالح المعنية و20 سكن اجتماعي خلال 6 سنوات الفارطة. أما الطرقات تبقى من أهم الانشغالات المطروحة على السلطات المحلية خاصة المسالك التي تعتبر الرابط الوحيد لحركة النقل والتنقل بين مقر البلدية والتجمعات الريفية كونها من العوامل المساهمة في فك العزلة وتنقل السكان. ورغم أن سكان بلدية العقلة المالحة يعتمدون في حياتهم على الفلاحة وخدمة الأرض إلا أن الاستثمار في هذا المجال لا زال بعيدا ولم يرق إلى الأهداف المسطرة واستغلال المساحات الشاسعة من الأراضي الفلاحية والرعي في ظل غياب الإقبال على الاستثمار في المجال الفلاحي من طرف المواطنين خاصة منها المساحات الموجهة للاستصلاح عن طريق الامتياز ما عدا بعض المواطنين المتواجدين في أراضيهم، وقد أرجع بعض المتتبعين سبب ذلك إلى نقص المياه بالمنطقة فضلا على عامل الجفاف وغياب الإرشاد الفلاحي والحملات التحسيسية. وأمام هذه النقائص والمعاناة التي يعيشها سكان العقلة المالحة وما يواجهونه من صعوبات أثرت سلبا على حياتهم المعيشية، يطالب سكان العقلة المالحة بضرورة تدخل السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية بالتفاتة سريعة وجادة إلى منطقتهم التي يقولون أنها لم تنل نصيبها من التنمية ، وبعث مشاريع تنموية لفك العزلة وطلاسم التخلف لتخليص السكان من تداعيات غياب التنمية ، وتمكينهم من مشاريع تنموية تكون حافزا لخدمة الأرض. نائب رئيس بلدية العقلة المالحة وفي حديثه ل "النصر" أكد أن البلدية استفادت بتغطية هامة من الكهرباء الريفية ستسمح بتلبية احتياجات جميع السكان بنسبة مائة بالمائة ، وذلك بعد أن خصصت مديرية الصناعة والمناجم غلافا ماليا بقيمة 96 مليار سنتيم لبلدية العقلة المالحة، وفيما يتعلق بمياه الشرب ،فحسب المتحدث أن هناك تحسنا محسوسا واعدا بالقضاء على أزمة المياه بعد إنجاز البئر العميقة بقرية العقلة الذي استفادت منه البلدية مؤخرا. وكشف محدثنا أن وضعية الطرقات ستعرف هي الأخرى تحسنا عقب تسجيل عدد من المشاريع التي تدخل في إطار فك العزلة عن المناطق الريفية في إطار البرنامج التكميلي الذي استفادت منه الولاية ، وأضاف أن البلدية تقدمت باقتراح 8 مشاريع لفائدة السكان يأمل من السلطات الولائية الموافقة عليها لتحسين الإطار المعيشي لسكان بلدية العقلة المالحة.