بلعيد: الجزائر تعاني من مشكلة أخلاق و تهميش الاطارات القادرة على بناء الدولة اعتبر مساء أمس عبد العزيز بلعيد المترشح لرئاسيات 17 أفريل القادم عن حزب جبهة المستقبل، أن ما تعانيه الجزائر من أزمات ناتج عن مشكل أخلاقي استفحل بجميع القطاعات، بالإضافة إلى تهميش الاطارات و الكوادر التي تتوفر على الكفاءة اللازمة و فسح المجال لأناس ليس لهم علاقة بالتسيير للعبث بمؤسسات الدولة و الإدارة، في وقت يحاسب فيه العامل النظيف و الاطار الكفء لإبعاده عن مواقع القرار . و أضاف عبد العزيز بلعيد في تجمع شعبي نشطه بقاعة الحفلات البشير الابراهيمي بولاية برج بوعريريج، أن برنامجه يولي أهمية كبرى للعامل البشري باعتباره أهم معامل في بناء أي دولة على أساس صحيح، لأن الجزائر كما قال بحاجة «إلى أمة بأخلاق عالية و هو ما نبحث عنه « و إيجاد أرضية سياسية ذات أخلاق، مستدلا بما يحدث من انعدام الثقة بين الحاكم و المحكوم لما يروج من مغالطات في الأرقام التي تسوقها السلطة و غلق أبواب الحوار و انعدام الشفافية في تسيير الدولة، و تفضيل المتخاذل و العابث في تسيير أمور الادارة و الدولة على الكوادر و الاطارات الحقيقية التي تهمش و تبعد عن مراكز القرار لأنها تعمل بنزاهة على حد قوله . و في هذا السياق ذكر بلعيد أن البرامج ما هي إلا تقنيات لتطوير البلاد و أن تجسيدها لا يكون إلا بترتيب البيت الداخلي، لأن قوة أي بلد تكمن في قوة نسائها و رجالها و توفر الأخلاق، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري تمكن من اخراج العدو الفرنسي و نيل استقلاله بالتنظيم و الأخلاق رغم الاختلاف الكبير في القوى . و طالب بلعيد بعرض حصيلة الحكومة لمعرفة نقاط القوة و الضعف، و اظهار الحقيقة للشعب و الابتعاد عن المغالطات التي تسوق في أرقام يتم تضخيمها و مخالفة للواقع المعاش، في حين لازالت الجزائر تستورد الطماطم و الكبريت من الخارج، و تطرق في هذا الصدد إلى الأرقام المقدمة حول نسب البطالة و السكنات المنجزة و قال « نسمع ارقاما مذهلة بناء 2 مليون سكن نأمل ذلك لكن في الحقيقة لم ننجز العشر و لو أنجزت هذه السكنات حقا لتم القضاء على مشكل السكن بالجزائر» كما تحدث عن تقديم « أرقام مغلوطة « بخصوص نسب البطالة أين أشار إلى هجرة الشباب البطال عبر قوارب الموت و الحرقة و فشل آليات التشغيل المستحدثة معتبرا أنها زادت من تعميق معاناة الشباب، بحيث ينتهي مصير الشاب المستفيد من عقود التشغيل بتسريحه في النهاية بدون دخل و هو ما يجعله يبحث عن مخرج لهذا المشكل بالتوجه إلى أمور لا تبشر بالخير، و تحدث كذلك عن قروض « اونساج « التي اعتبرها « حقا أريد به باطل « لكونها جرت المئات من الشباب ممن فشلوا في تسيير مشاريعهم الى العدالة ناهيك عن البيروقراطية التي يواجهونها في ايداع ملفاتهم و ما يقابلهم في سوق الشغل من « لوبيات في منح الصفقات و المشاريع «. و أضاف أن الشباب يأمل في بناء مستقبله و بقي يحلم بأشياء هي في الأساس من حقوقه منها منصب عمل و السكن و الزواج ، و تساءل كيف لنا أن نتحدث عن العزة و الكرامة في بلد يفتقر فيه الشباب و أرباب العائلات لمناصب عمل . مرشح جبهة المستقبل أعاب أيضا على السلطة الطرق التي تسير بها البلاد، منها ما وصفه بالإنفاق غير المبرر للأموال و ارتباطه بالاستحقاقات الانتخابية و توزيع السكنات في مواسم الانتخابات، حتى توزيع العلف على الموالين مرتبط بالانتخابات كما قال. و عن برنامجه أوضح بلعيد أنه شمل جميع القطاعات و يأمل من خلاله ترتيب البيت و زرع الحب و نبذ الكراهية و النميمة و محاربة كل ما من شأنه تكسير البلاد، و ركز في حديثه على جانب التشغيل أين ربط تطور القطاع بالعودة إلى الفلاحة و الاعتماد على الطرق الحديثة و التخلي عن تسيير القطاع بالطرق البدائية و الكلاسيكية، و ذلك من خلال فتح المجال لاستحداث تعاونيات شبانية فلاحية يشرف عليها أهل الاختصاص من المهندسين و توفير التكوين لليد العاملة و تأهيلها، إضافة إلى استصلاح الاراضي و اشراك المؤسسات الكبرى للمساهمة في التنمية الفلاحية مع تدعيم القطاع الخاص و إشراك البنوك في دعم التنمية لأنها تحوز- كما قال- على أرصدة مالية ضخمة جامدة و غير متحركة و لا تستغل في تطوير الاقتصاد الوطني . ع/بوعبدالله