الدبلوماسية الجزائرية أكدت صحة نظرتها في عدة قضايا و دورها الإقليمي يزداد حضورا أكد مصطفى بوطورة المستشار لدى وزير الشؤون الخارجية أمس الاثنين، صحة المقاربة الدبلوماسية الجزائرية وبعد نظرها في التعاطي مع عدد من القضايا الإقليمية والدولية المطروحة. وأشار السفير الأسبق للجزائر في عدة دول إلى أن السنوات أثبتت رجاحة مواقف هذه الدبلوماسية التي ينعتها البعض بدبلوماسية الرجل الصامت والمتدخل الأخير في العديد من القضايا بالرغم من فعاليتها، مشيرا في هذا السياق إلى أن ما سبق أن حذرت منه الجزائر قبل التدخل العسكري في ليبيا مثلا قد وقع، بحيث وقف العالم بعد سنوات على ما كانت الدبلوماسية الجزائرية قد حذرت منه، حيث دعت إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول لأن ذلك من شأنه أن يساهم في تكريس حالة اللاأمن وتهريب للأسلحة والمخدرات والإرهاب . وعن أداء الدبلوماسية في السنوات الأخيرة واتهامها بقصر النظر في التعاطي مع الحراك الدائر في المنطقة العربية والساحل، أوضح السفير الأسبق في مداخلة له بمناسبة انعقاد الملتقى الدولي المنظم بجامعة تبسة حول "دور الجزائر الاقليمي، المحددات والغايات" أن هذا التوصيف مجانب للحقيقة وليس له ما يبرره،وأن الحكم على أداء دبلوماسيتنا محكوم بمدى تنفيذ واحترام المبادئ المحددة للسياسة الخارجية على غرار مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول، مضيفا بأننا لم نعد اللاعب الوحيد في هذه المنطقة وأن لكل دولة سياسة خارجية ولكن ليس لكل دولة دور إقليمي، معرجا على المقومات المساعدة على لعب دور إقليمي بالنسبة للجزائر بحكم موقعها الجيواستراتيجي ومساحتها وهي الأعباء التي كما قال تفرض عليها لعب هذا الدور، مشيرا إلى أن الجزائر تقوم بهذا الدور دون الاخلال بالأطر المحددة للسياسة الخارجية على غرار مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول،بحيث تصرفت الجزائر بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحكمة وتبصر في مجمل القضايا بالرغم من التطورات والمتغيرات المتسارعة التي تجري في الفضاء المحيط أو القريب منها. وأوضح المتدخل بأن أداء الدبلوماسية الجزائرية لم ينقطع رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الجزائر،إذ لم تتنكر الجزائر لمبادئ سياستها الخارجية رغم التطورات الإقليمية مستدلا في ذلك بموقف بلادنا الداعم للقضية الفلسطينية منذ عام 1963 إلى يومنا هذا، وكذلك الشأن بالنسبة للصحراء الغربية وتصفية الاستعمار،وبرأي السفير الأسبق فإن القوى الكبرى انحازت متأخرة للمواقف الجزائرية وللمقاربة الوطنية التي ترفض حل النزاعات بالقوة والتدخل في شؤون الغير، و التي تسعى بالمقابل إلى معالجة كل التوترات باللغة الدبلوماسية والحوار، مذكرا في السياق ذاته بأن مبدأ عدم التدخل في شؤون الغير الذي تتبناه الجزائر وتعمل على تكريسه لا يعني ترفا فكريا ولكن قناعة راسخة لأن اللجوء للعنف من شأنه أن تنجر عنه الكثير من المشاكل التي يمكن للحلول الدبلوماسية تفاديها. تجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى الذي انطلق أمس و يدوم يومين حضره أساتذة و أكاديميون من فلسطين واليمن و من عدة جامعات وطنية تعرض فيه أكثر من 50 مداخلة و محاضرة.