ترسيم 25 ألف شاب في مناصب عمل قارة و استحداث بطاقية وطنية للعمل أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي أن قطاع الوظيف العمومي متشبع، و أنه على طالبي العمل التوجه إلى القطاع الاقتصادي و الفلاحي لخلق مناصب شغل جديدة، وأعلن عن استحداث بطاقية وطنية للعمل للقضاء على التحايل وتطهير هذا المجال، كما قال أنه تم مؤخرا ترسيم إدماج 25 ألف شاب من أصحاب عقود ما قبل التشغيل في مناصب عمل دائمة على مستوى الإدارات. و أشرف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي رفقة وزير التكوين والتعليم المهنيين نورالدين بدوي وبحضور ممثلين عن عدة قطاعات وخبراء أمس بفندق «هيلتون» بالعاصمة، على أشغال الملتقى الوطني حول المدونة الجزائرية للمهن والحرف الذي نظمته الوكالة الوطنية للتشغيل. وقال الغازي في تصريح هامشي له بعد ذلك أنه تم مؤخرا ترسيم 25 ألف شاب ممن استفادوا من جهاز المساعدة على الإدماج المهني في مناصب قارة على مستوى الإدارات العمومية، مضيفا أن الحكومة أحصت منذ بداية السنة الجارية 43 ألف منصب شاغر على مستوى الإدارات عبر كامل التراب الوطني، وسيتم إدماج الشباب المستفيد من عقود ما قبل التشغيل في هذه المناصب لاحقا، مؤكدا أن الحكومة تعمل على إدماج الشباب العامل في إطار صيغة عقود ما قبل التشغيل في مناصب قارة كلما كانت الفرصة متاحة، ويوجد اليوم 500 ألف شاب يعملون بهذه الصيغة. لكن محمد الغازي نبّه في ذات التصريح إلى أن قطاع الوظيف العمومي أصبح متشبعا وعلى هذا الأساس يتعين على طالبي العمل التوجه إلى القطاع الاقتصادي و الفلاحي وغيره لخلق مناصب شغل جديدة. و في سياق متصل، جدد الوزير تعهد الحكومة بإعطاء الأولوية لشباب الجنوب عند التوظيف بهذه المناطق، مشيرا إلى أنه تم توفير 8 آلاف منصب شغل لهؤلاء العام الماضي. وكشف عن زيارة ستقوده الأسبوع المقبل إلى ولاية ورقلة لتقييم وضع قطاع التشغيل هناك، و قال من جهته محمد الطاهر شعلال مدير الوكالة الوطنية للتشغيل أن شركة سوناطراك أبرمت عدة عقود شراكة لتوظيف شباب الولايات الجنوبية في مختلف فروعها. و في موضوع التشغيل تحدث وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي عن استحداث بطاقية وطنية للعمل شبيهة ببطاقية السكن للقضاء على كل أشكال التحايل المسجل في قطاع العمل، خاصة بالنسبة للشباب المسجل في أكثر من وكالة للتشغيل الموزعة عبر أرجاء القطر الوطني، والذين يزاولون أكثر من مهنة، ومن شأن هذه البطاقية تقديم خارطة دقيقة لسوق التشغيل، و للبطالة و لعدد مناصب الشغل. وكان محمد الغازي قد ذكّر في كلمته عند افتتاح أشغال الملتقى، أن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية تولي مكانة مركزية لمسألة التشغيل في إطار إصلاح هياكل الدولة و عصرنة المرفق العمومي، وقال أن عصرنة مصالح التشغيل وتحسين كفاءاتها تعتبر إحدى أولويات الحكومة. وبعد أن استعرض المتحدث كافة المراحل التي اقرتها الحكومة لتحسين التشغيل منذ اعتماد مخطط العمل لترقية التشغيل ومحاربة البطالة الذي تبنته الحكومة سنة 2008 إلى اليوم، أوضح أن المدونة الجزائرية للمهن والحرف التي يتم إعدادها من طرف الوكالة الوطنية للتشغيل، بالشراكة مع المرفق العمومي الفرنسي للتشغيل «بول امبلوا» تهدف إلى وضع وتوحيد لغة اصطلاحية مشتركة يسمح بتسهيل التقارب ما بين العرض والطلب في سوق العمل، إضافة إلى تحديد الاحتياجات في مجال التكوين من أجل تحقيق استجابة أفضل لمتطلبات هذه السوق، وتوسيع مجال التخصصات المهنية المتاحة أمام الأشخاص الذين يواجهون الحراك المهني. وشدد على أن هذه المدونة التي تم إنجازها من طرف مجموعة من إطارات الوكالة الوطنية للتشغيل، وفق مقاربة بالكفاءات ستمثّل الأداة المُوحّدة لجميع الشركاء المتدخلين في قطاع التشغيل في الجزائر. وقد استطاع الفريق العامل في إطار هذا المشروع، إنجاز 408 بطاقة للمدونة الجزائرية للمهن والوظائف، وذلك بعد إجراء 3523 مقابلة مع 882 هيئة تمت زيارتها في 19 قطاع نشاط مختلف. وأعلن أنه سيتم استعمال هذه المدونة قريبا إلى الخدمات المقدمة عن بعد عن طريق شبكة الأنترنت، مثل التسجيل الأوّلي عن بُعد لعروض وطلبات الشغل، و الاطلاع على العروض وطلب الوظائف عبر الأنترنيت، وتعتبر هذه المدونة الأولى من نوعها في العالم العربي وستكون وسيطا بين طالبي العمل وعارضيه وستقدم مساعدة كبيرة للوكالة الوطنية للتشغيل.