العثور على هياكل عظمية لشهداء وظروف فارغة لأسلحة حربية بمدينة الشريعة كشفت أشغال الحفر الخاصة بمشروع الصرف الصحي بالحي الوقائي رقم 05 المجاور للمركب الرياضي الجواري بمدينة الشريعة في ولاية تبسة عن موقع للذخيرة الحية يعتقد أنه يعود للحقبة الاستعمارية، وأفضت الأشغال اللاحقة أمس إلى العثور على هياكل عظمية من بينها جمجمة وبعض الأطراف تأكدت مديرية الثقافة التي أوفدت عنها لجنة للتحقيق من أنها لشهداء كانت فرنسا قد نكلت بأجسامهم وأقبرتهم جماعيا. وقد طلب أفراد من الأسرة الثورية وعدد من الجمعيات بتوقيف أشغال الحفر وإخطار الجهات المعنية للتكفل بهذا الملف،ويأتي هذا الاكتشاف بعيد أسابيع من اكتشاف عدد من هياكل عظمية أخرى كانت موزعة عبر طول شبكة الصرف الصحي وأعتقد في بداية الأمر أنها لحيوانات، وكان عدد من عمال إحدى الورشات قد عثروا بهذا المكان غير البعيد عن المقر الإداري لبلدية الشريعة الأسبوع المنصرم عن كميات من بقايا الذخيرة الحية وظروف فارغة تعود للفترة الاستعمارية، ليتم تبليغ المصالح المختصة وتوقيف عملية الحفر. وبالموازاة مع ذلك تنقلت فرقة مختصة من كتيبة الدرك الوطني بالشريعة إلى عين المكان لمعاينة الذخيرة المكتشفة وتحديد تاريخ إنتاجها والحقبة التي تعود إليها،ولم تستبعد المعاينات الأولية وآراء المجاهدين إمكانية تصفية الكثير من الجزائريين بهذا الموقع وترحيلهم فيما بعد إلى الموقع المجاور الذي كانت السلطات قد اكتشفته ذات مارس من عام 2001، حيث وقف العالم خلال تلك السنة على بشاعة الاستعمار الفرنسي الذي نكل بجثث 650 شهيدا وشهيدة ورماهم في حفر عميقة ظلت في طي الكتمان إلى أن تم اكتشافها هي الأخرى بالصدفة أثناء عملية حفر. وطالب يومها العديد من المجاهدين السلطات المركزية والمحلية بجعل الموقع المكتشف معلما ثوريا وتاريخيا ومتحفا جهويا لحفظ الذاكرة الوطنية وتمجيدا للشهداء بعد تحويل رفات 650 شهيد مكتشفا بالموقع إلى المقبرة الجديدة بطريق تبسة، وطالب أمس البعض بإتمام عمليات الحفر لهذا المحيط لاكتشاف المزيد عن هذا المخبأ السري وما يحمله من أسرار كانت فرنسا الاستعمارية قد أخفتها عن الأعين لكي لا ينكشف وجهها الحقيقي، ولا يتعرف الجيل الجديد على ما فعله أذنابها بقيادة «كونور› من تعذيب وقتل للجزائريين العزل ومن مختلف الأعمار،غير أن الجريمة انكشفت وربما يحمل الموقع الجديد مفاجآت أخرى في الأيام القادمة. الجموعي ساكر