طالب المستفيدون من حصة 300 مسكنا تساهميا بالمنطقة العمرانية الجديدة بالشعيبة التابعة إداريا لبلدية سيدي عمار مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري لولاية عنابة بضرورة التدخل العاجل من أجل التحقيق في نوعية أشغال إنجاز هذه الحصة السكنية، و ذلك بعد ظهور العديد من العيوب التقنية، خاصة منها تشققات الجدران، و عدم إتمام الأشغال التي كانت مسجلة على مستوى مداخل العمارات. فضلا عن التأخر في ربط البنايات بشبكتي الكهرباء و الغاز و كذا تدهور المحيط الحضري، بتحول الحي إلى ورشة عمل مفتوحة مع تراكم أكوام الأتربة و بقايا مواد البناء في كل أرجاء الحي، الأمر الدي يشكل خطرا كبيرا على أمن و سلامة السكان، سيما منهم الأطفال، و أكد ممثلون عن السكان أن مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري كانت قد أوفدت لجنة معاينة قبل نحو 4 أشهر، بعد تضرر السكنات من الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على ولاية عنابة، لأن عيوبا تقنية تم الوقوف عندها في تلك الفترة، ترتبط أساسا بتسجيل تسربات من أسقف العمارات، مع ظهور تشققات في جدران بعض البنايات، لكن من دون إتخاذ أية إجراءات ميدانية، الأمر الذي دفع بالسكان إلى المطالبة بضرورة إتخاذ تدابير إستعجالية كفيلة بتغطية الغش المسجل في اشغال الإنجاز، على إعتبار ان المشروع كان قد عرف تأخرا كبيرا في اشغال إنجازه بسبب جملة العراقيل التي إصطدم بها منذ تسجيله، سيما و أن الوعاء العقاري الذي كان موجها له كان محتلا من طرف عديد العائلات التي انجزت سكنات قصديرية، و طالبت بالترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة لإخلاء المكان، الأمر الذي إنعكس بصورة مباشرة على المدة المحددة لإنجاز المشروع، كما أن إنتظار المكتتبين أزيد من 5 سنوات من أجل إستلام سكناتهم كان وراء إستعجال تسليم السكنات قبل إتمام شطر من الأشغال في محيط الحي. من جهة أخرى فقد أعرب السكان عن إستيائهم الكبير من تدهور المحيط البيئي على مستوى هذا الحي، لأن اشغال البوابات الرئيسية للعمارات كانت قد توقفت بمجرد توزيع السكنات، و المقاولات المكلفة بالإنجاز تحولت إلى مشروع آخر دون إتمام الأشغال المبرمجة، كما أن مشكل أكوام الأتربة و بقايا مواد البناءالتي تبقى تصنع ديكورا يوميا لمعاناة السكان تسببت في تدهور المحيط، نتيجة إقدام بعض السكان على الرمي العشوائي للقاذورات و النفايات المنزلية، مما أدى إلى إنتشار روائح كريهة في محيط الحي، بصرف النظر عن مشكل حاويات تجميع القمامات التي عمدت مصالح البلدية إلى تداركه، لكن من دون النجاح في وضع مخطط فعلي يسمح بتجاوز حالة التسيب التي يشهدها هذا الحي. على صعيد آخر فقد اثار السكان قضية التأخر في ربط حيهم بشبكة الإنارة العمومية و كذا الغاز الطبيعي، رغم أن مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري كانت قد إستكملت كل الإجراءات الإدارية المتعلقة بصفقة توصيل شبكة الغاز إلى الحي، حيث تم إختيار مقاولتين لإنجاز المشروع، و الإشكال الذي كان مطروحا يتعلق في إقدام السكان على القيام بأشغال داخلية على مستوى الشقق، الأمر الذي تسبب في تدهور جزئي لوضعية الشبكات الصاعدة في العمارات، و هي قضية كانت موضوع تحفظات الفرق التقنية لمصالح مؤسسة سونلغاز، لأن الربط بشبكة الغاز لا يتم إلا بموافقة المصالح المعنية. و ختم ممثلون عن سكان الحي شكواهم بتجديد التأكيد على قرار رفضهم الكلي لمشروع إنجاز سوق جوارية على مستوى حي 300 مسكن تساهمي بالشعيبة، موضحين بأن الوعاء العقاري الذي تم إختياره لإنجاز محلات جاهزة في شكل سوق جوارية كان موجها لإنجاز مساحة لعب للأطفال وفق المخطط الرسمي للمشروع، كما أن السلطات المحلية لولاية عنابة كانت بعد زيارة المعاينة التي قادتها إلى هذا الحي في بداية السنة الجارية قد أمرت بضرورة تسجيل عمليات تتعلق بتحسين المحيط الحضري على مستوى كل التجمعات السكنية الجديدة، فضلا عن كون هذا التجمع يتوفر على فضاء تجاري يبقى خارج دائرة الإستغلال، بعد إنجاز عشرات المحلات التي ظلت مهجورة لسنوات طويلة.