الضاية ..البحيرة الوحيدة في العالم التي تقع في قمة جبلية تحولت بحيرة الضاية التي تتوسط سلسلة جبال الأطلس البليدي ما بين ولايتي البليدة والمدية إلى قبلة للعائلات بهدف التنزه والترفيه، كما تحولت إلى الوجهة المفضلة للرحلات التي تنظمها المؤسسات التربوية للتلاميذ، وفي الوقت نفسه فهذه البحيرة الساحرة هي وجهة الباحثين المختصين في البيئة والبيولوجيا،ويطلق على هذه البحيرة اسم البحيرة المعلقة كونها البحيرة الوحيدة في العالم التي تقع في أعلى قمة جبلية، بحيث ترتفع عن سطح البحر ب1230 متر،و الوصول إليها يكون بالصعود إلى قمة جبلية عبر مسلكين الأول من جهة عين الرمانة بولاية البليدة مرورا بسلسة جبال الأطلس البليدي من الجهة الغربية، والمسلك الثاني من جهة تمزقيدة بولاية البليدة أين يتم أيضا عبور طريق وعر وصولا إلى قمة الجبل. وتتوسط هذه البحيرة قمما جبلية من كل الجهات، وما زاد في جمالها وسحرها أنها تقع في أعلى قمة سلسة جبلية، و حسب رئيس فرع الحمدانية بالحظيرة الوطنية للشريعة فروجي رضا فإن البحيرة تتربع على مساحة تقدر ب08 هكتارات ويصل منسوب المياه فيها خلال فصل الشتاء إلى 03 هكتارات ويصل عمقها إلى 03 أمتار ، مشيرا في نفس السياق إلى أن هذه المنطقة تحولت إلى قبلة للسياح وفي نفس الوقت تحولت إلى محطة للبحث العلمي لدراسة مختلف النباتات والطيور والحيوانات التي تتواجد بها ، وأضاف نفس المتحدث بأن هناك دراسة لإدراجها منطقة رطبة ومحمية عالمية ضمن اتفاقية رمسال وذلك بعد التأكد مما إذا كانت هذه البحيرة تتوفر على نباتات أو حيوانات نادرة يمكن من خلالها تصنيفها عالميا. لقبت بالبحيرة المنسية في العشرية السوداء لقبت بحيرة الضاية خلال العشرية السوداء بالبحيرة المنسية بحيث انقطع عنها الزوار ولا أحد حتى من سكان المنطقة يمكنه الوصول إليها نتيجة الأوضاع الأمنية المتردية و موقع البحيرة الذي يتوسط سلسة جبلية وتحطيها الجبال من كل جانب وحتى الوصول إليها يكون بقطع عشرات الكيلومترات وسط الجبال، ولهذا انقطع عشاق هذه البحيرة عنها . لكن مع عودة الأمن والاستقرار للمنطقة وخاصة في السنوات الأخيرة عادت الحركية وانتعشت السياحة نحو هذه المنطقة الساحرة التي تتميز بالهدوء والاخضرار الذي يميز سطحها مما يبعث ذلك الارتياح والطمأنينة في نفوس زوارها، كما أن هذه البحيرة لم تعد القبلة المفضلة فقط للأشخاص بل حتى الحيوانات والطيور المهاجرة وجدت فيها الوجهة الأنسب، وفي هذا الإطار تشير الطبيبة البيطرية بالحظيرة الوطنية للشريعة صارة بن قاسمي إلى أنه تم اكتشاف عدة حيوانات وطيور نادرة بهذه البحيرة. وأوضحت في هذا الإطار بأن بحيرة الضاية تحولت إلى ملجأ للطيور المائية المهاجرة ومنها البط الذي يعيش في أوربا وفي فترة فصل الشتاء ومع انخفاض درجة الحرارة في أوربا ينتقل إلى شمال إفريقيا من أجل التكاثر ومع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الربيع يعود إلى أوربا . ومن الطيور التي تتوفر عليها هذه البحيرة البط ذو العنق الأخضر وطائر العرنوق إلى جانب الطيور الغابية المغردة، الحدادة، النسر الملكي، والجوارح، وعن الحيوانات فهي تتوفر على القرد المغاربي والضبع المخطط الذي تتواجد مخابئه بمحيط البحيرة. وحسب نفس المتحدثة فإن الحظيرة الوطنية للشريعة تتوفر على 689 نوع حيواني،أما البرمائيات فتتوفر بحيرة الضاية على مختلف الزواحف بأنواعها المختلفة إلى جانب الضفادع الخضراء التي لا يتوقف أنيقها داخل البحيرة، كما تتوفر على حشرات طائرة وأخرى تعيش داخل المياه وتعد هذه الأخيرة بمثابة غذاء للضفادع، وفي نفس السياق فالبحيرة تتوفر على مختلف النباتات المتواجدة بالمناطق الرطبة . رحلات ونشاطات توعوية حول البيئة للتلاميذ بالبحيرة أصبحت هذه البحيرة من أفضل الأماكن التي تختارها المؤسسات التربوية والجمعيات لتنظيم رحلات للتلاميذ خاصة مع نهاية الموسم الدراسي، وفي نفس الوقت تحولت إلى المكان المفضل لتنظيم حملات تحسيسة للأطفال في مجال البيئة والتنوع البيولوجي، بحيث يجمع منظمو هذه الرحلات بين الترفيه والتوعية،و قد استغلت مديرية تهيئة الإقليم والبيئة لولاية البليدة الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي يوم24 ماي لتنظيم رحلة ترفيهية وتوعوية لتلاميذ مدارس الابتدائي والمتوسط ، وذلك بالتنسيق مع مكتب النشاط الثقافي والرياضي بمديرية التربية وعدة جمعيات ناشطة في المجال البيئي، كما نظمت عدة نشاطات للتلاميذ بالبحيرة بمشاركة الكشافة الإسلامية الجزائرية والحماية المدنية وكل هذه النشاطات كانت بهدف زرع الوعي البيئي والتنوع البيولوجي لدى الطفل.من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى المنطقة ومع ما تمتاز به من مناظر طبيعية خلابة وتعد البحيرة الوحيدة في العالم التي تقع في أعلى قمة جبلية، إلا أنها بحاجة لانجاز مرافق سياحية بمحيطها لتوفير الراحة لزوارها ومنها محلات ودورات مياه و غيرها إلى جانب تعبيد الطريق الذي يربط عين الرمانة بالبحيرة الذي يوجد في وضعية مهترئة تجد الحافلات والسيارات صعوبة كبيرة في الوصول إليها .