اتهمت مندوبية بوذراع صالح التابعة لبلدية قسنطينة رؤساء لجان الأحياء بالمنطقة خاصة ببن شرقي بالتواطؤ مع السكان في ظاهرة البناءات الفوضوية ما أدى إلى صعوبة التحكم في المشكل. وقد اعتبر رئيس مندوبية بوذراع صالح في حديث للنصر أول أمس أن عمل لجان الأحياء لا يساعد على القضاء على ظاهرة السكنات الفوضوية، وذلك بالسكوت عن الحالات المسجلة حديثا وعدم التبليغ عنها الأمر الذي جعلها تنمو كالفطريات. وحسب المصالح التقنية، فإن نسبة البنايات غير المرخصة في حي ابن شرقي بلغت 99 بالمئة من المساحة المستغلة حاليا من الأراضي، كون تحصيص الجباس يعد الحي الوحيد الذي لم تطله الظاهرة الآخذة في الانتشار بريتم متسارع رغم عمليات المراقبة الدورية التي تقوم بها البلدية في كل من الغراب والجباس وحي بن شرقي، بالإضافة إلى تزايد وتيرة عمليات البناء في العطل الأسبوعية وفي الأعياد الدينية والوطنية تتعدى المعدلات المعروفة في عمليات البناء المرخص. وأفادت مصادر مطلعة أن السكان الجدد الذين هم بصدد بناء سكنات فوضوية أخرى،يأتون من قرى وأرياف تقع خارج ولاية قسنطينة، وعادة ما يقومون ببناء منازلهم في الأراضي الفلاحية المتواجدة بالمنية والجهة السفلى للغابة، بالإضافة إلى شغلهم للمناطق التي تشهد فيضانات كالأودية وبالقرب من مجاري مياه الصرف الصحي. ويضيف محدثنا ، أن العائق الرئيسي أمام مسؤولي البلدية، هو الهاجس الأمني الذي يؤرق عمال البلدية الذين يكلفون بهدم البنايات الفوضوية، خاصة في حي مثل ابن شرقي والذي يتطلب تسخيرة أمنية بتعزيزات مكثفة. ويعكف القطاع الحضري على تجسيد مخطط شغل الأراضي في حي ابن شرقي لتنظيم العمران بالجهة، وذلك للحد من الانتشار الكبير للبنايات الفوضوية والتي أخذت تتسع على حساب الأراضي الفلاحية والمناطق الغابية، ويهدف المخطط لتسوية الوضعية القانونية للبنايات وتحديد طبيعة الأراضي غير المستغلة لتفادي الاستيلاء عليها من قبل السكان كما أن المشروع يهدف إلى توسيع الدراسة لتحسين الجوانب الجمالية للحي. و يغطي مخطط شغل الأراضي لحي ابن شرقي كل تراب المنطقة و تحدد فيه وبصفة مفصلة قواعد استخدام الجيوب والبناء من حيث الشكل الحضري للبنايات، ويقنن النشاطات المسموح بها ويحدد المساحات المسموح فيها بالبناء.