المسؤولون عن قطاع الثقافة يتجاهلون الشاعر الجزائري حتى يكرم في الخارج يتأسف عضو اتحاد المدونين العرب و نائب اتحاد الكتاب الجزائريين فرع عين وسارة ، الشاعر يوسف الباز بالغيث لوضعية الأدباء و الشعراء الجزائريين ،حيث يتنكر، حسبه، المسؤولون عن قطاع الثقافة للمبدعين الجدد و لا يمنحون للشعراء و الأدباء الذين يمثلون بلادنا بالخارج و يفوزون بجوائز في مسابقات عربية و دولية الاهتمام و الدعم اللازمين، مما يجعلهم عرضة للإحباط و التهميش. ابن مدينة البريين بالجلفة الذي حصد العديد من الجوائز الوطنية و العربية في الشعر، آخرها تتويجه بالجائزة الأولى في مجال شعر التفعيلة، مناصفة مع الشاعرة اللبنانية مريم الترك في مسابقة أدبية نظمتها مجلة همسة للآداب و الفنون بالقاهرة، قال في اتصال بالنصر، بأن الإعلام مقصر في حق الأدباء و الشعراء و إذا ما تظاهرت بعض وسائل الإعلام بالاهتمام بالثقافة ،حسبه، تكون موجهة تتجاهل أسماء أدبية بعينها و تركز على أسماء أخرى معروفة، فتساهم في احتكار هذه الأسماء للساحة الثقافية الجزائرية، دون إعطاء قيمة للجانب الإبداعي والفني لأعمال هذه الأسماء، مرجعا ذلك للعلاقات الشخصية والمحسوبية الإعلامية. هذه الأخيرة تساهم ،كما قال ، في طمس مواهب وطاقات شابة و لو وجدت الظروف المواتية لتألقت و أوصلت إبداعاتها إلى خارج حدود الوطن، و تمكنت من تمثيل الأدب الجزائري. داعيا في سياق حديثه من قال عنهم بأنهم ممسكون بدواليب الإعلام إلى الانفتاح أكثر على الأسماء الأدبية الجديدة، و المساهمة في التعريف بها بدلا من انتظار تسليط الضوء عليها بمسابقات دولية أو تكريمات أجنبية. صاحب ديوان " أنفاسٌ تحت القصف" اعتبر نفسه محظوظا مقارنة بالعديد من الشعراء الجزائريين، كونه درس في جامعة الجزائر تخصص أدب عربي، بالإضافة إلى فوزه في العديد من المسابقات الوطنية التي جعلت الجمهور الجزائري يتعرف عليه على غرار فوزه بالجائزة الوطنية الأولى في الشعر في الملتقى الوطني الأول للأدب و السياحة، وجائزة الإبداع في الشعر لسنة 2010 بلبنان بيروت. وقد فند صاحب قصيدة " لحن الوفاء "صحة المقولة التي تقول أن الشعر في لحظاته الأخيرة في الوطن العربي، دون أن ينكر في السياق ذاته بأن الزمن الحالي هو زمن الرواية بامتياز. مستدركا بأن بعض المدن الجزائرية لا تزال متمسكة بتقاليدها المحافظة على روح الشعر و من بينها الجلفة فهي ، كما أكد، من أهم قلاع ديوان العرب في الجزائر، لكنه لم ينف ظاهرة جمود الشعر بشكل عام في الجزائر، خاصة مع تقلص عدد قرائه، مقارنة بما تشهده حركة الشعر في بلدان عربية أخرى، على غرار المغرب أو تونس. وفي سياق متصل أضاف الشاعر بلغيث بأن النقد الأكاديمي يتميز بالركود هو الآخر في الجزائر، نتيجة عدم متابعته للنشاط الأدبي بها، و النقد إذا وجد يكون خاضعا لاعتبارات أخرى خارجة عن جوهر النص الإبداعي ، داعيا النقاد الأكاديميين إلى مواكبة النصوص الإبداعية الجديدة دون مراعاة لأسماء أصحابها تفاديا لحسابات شخصية، حسب ما عبر عنه محدثنا .