الحكام يخطفون الأضواء بأخطائهم الفادحة في بداية المونديال إذا كان مدرب المنتخب الجزائري وحيد حليلوزيتش قد أطلق صفارات الإنذار وصرح بأن التحكيم يبقى أكبر هاجس يخشاه في هذا المونديال فإن هذه الخرجة الإعلامية لها ما يبررها، لأن الحكام خطفوا الأضواء بقراراتهم الخائطة في اليومين الأولين من النسخة ال20 من العرس الكروي العالمي، مما جعل الأصوات تتصاعد لمطالبة الفيفا بإتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بتبديد المخاوف من التحكيم. وقد عرفت المباريات الأربع الأولى من مونديال البرازيل إرتكاب الحكام 6 أخطاء تقديرية فادحة، كان لها تأثير مباشر على النتائج النهائية للمقابلات، لأن الحكم الياباني نيشيمورا كان قد أهدى ضربة جزاء خيالية لمنتخب البلد المنظم في لقاء الإفتتاح ضد كرواتيا، مما مكن "راقصي السامبا " من التقدم في النتيجة، قبل أن يكون هدف الإطمئنان من خطأ تحكيمي ناتج عن عدم الإعلان عن مخالفة لمدافع كرواتي، ليكون فوز البرازيل ببصمة واضحة من الفارس الياباني نيشيمورا. و كان الجميع يعتقد بأن "سيناريو " لقاء الإفتتاح هو بمثابة محاباة من التحكيم لمنتخب البلد المنظم، فإن اليوم الثاني كشف عن أخطاء تحكيمية فادحة، لأن ظاقم التحكيم الكولومبي حرم منتخب المكسيك من هدفين شرعيين في الشوط الأول من مقابلته ضد الكاميرون، بعد إشارة المساعد كلافيو هومبيرتو إلى وضعيتي تسلل وهميتين، واحدة منها كانت فيها الكرة بلمسة من مدافع كاميروني، لكن هدف جيوفاني رفض بحجة التسلل، ومع ذلك فإن المنتخب المكسيكي نجح في تحقيق الفوز. "سيناريو " توجيه أصابع الإتهام للحكام تواصل في القمة التي جمعت العملاقين الإسباني والهولندي، لأن الحكم الإيطالي ريزولي المتعود على التألق على الصعيد الأوروبي، أعلن عن ضربة جزاء وهمية لمنتخب إسبانيا، بعد تمويه من كوستا داخل منطقة العمليات، قبل أن يقدم على محاولة تصحيح خطأه بإرتكاب خطأ آخر، عندما إحتسب الهدف الثالث لمنتخب هولندا، رغم تعرض الحارس الإسباني كاسياس لخطأ واضح من فان بيرسي، الأمر الذي حرمه من مسكه الكرة، لكن الحكم الإيطالي أقر شرعية الهدف. بالموازاة مع ذلك وإذا كان الكل خلال السنوات الماضية يخشى كثيرا التحكيم الإفريقي، فإن أول ظهور لحكم من القارة السمراء في مونديال البرازيل كان ناجحا بفضل الحكم الإيفواري دويه نوماندياز الذي أدار بامتياز مباراة الشيلي وأستراليا، من دون تسجيل حالات مثيرة للجدل.البداية غير الموفقة للحكام في المونديال تزامنت مع اعتماد الفيفا تكنولوجيا خط المرمى بداية من هذه النسخة لتسهيل مهمة الحكام في تقدير شرعية الأهداف المسجلة، لأن بلاتير كان قد صرح عقب الكونغرس الأخير بساوباولو بأن هيئته وافقت على إعطاء فرصة للمدربين للاعتراض على الحكام و مشاهدة العرض البطيء لشريط الفيديو، رغم أنه كان في البداية من معارضي هذه الفكرة، لكن الإشكال طرح بخصوص القرارات التقديرية التي يمتلك فيها الحكم سلطته، سيما ضربات الجزاء، فضلا عن تقدير وضعيات التسلل، وهو أمر كان رئيس الإتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني قد تحفظ عليه كثيرا، حيث أكد بأن إعتماد تكنولوجيا خط المرمى يجرد الحكم من صلاحياته، مشيرا إلى أن المستقبل سيعرف إعتماد تكنولوجيا منطقة الجزاء و أخرى تتعلق بخط التسلل، كما أنه أعرب عن رفضه التام لإدخال التكونوجيا لعالم كرة القدم، مع مساندته للتحكيم البشري.