حكم الإعدام على طارق عزيز ليس تغطية على فضيحة الوثائق السرية العراق يريد الاستفادة من التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب نفى السفير العراقي بالجزائر عدي الخير الله أمس أن يكون قرار المحكمة الجنائية الخاصة في العراق بالحكم بالإعدام ضد طارق عزيز في هذا الوقت، هدفه توجيه الرأي العام العراقي عن فضيحة الوثائق السرية التي نشرها موقع " ويكيليكس " مؤخرا، مؤكدا أن "قضية طارق عزيز، قضية محكمة "، وأرجع مسألة تنفيذ الحكم للقضاء الذي يعتبر حسبه مستقلا، كما لم يستبعد أن يتم الأخذ بالظروف الصحية لطارق عزيز ولا ينفذ الحكم عليه بالإعدام . وأوضح السفير العراقي خلال لقائه بالصحافة بفندق "الروايال" بوهران، أن القضاء العراقي مستقل في كل قراراته و لا دخل للسياسيين في عمله، وأن محاكمة طارق عزيز جاءت بناء على أدلة وشواهد وقرائن منها المقابر الجماعية التي قال أن عددها في العراق لا يماثله في أي بلد آخر في العالم ، مشيرا إلى أن تنفيذ الحكم عليه بيد العدالة والرئيس العراقي القادم الذي من صلاحياته أن يعفو عنه، وأكد أن العراق سيتكفل بتوفير الأمن خلال انعقاد القمة العربية القادمة التي ستكون في بغداد في مارس القادم، وأن مجرد احتضان بغداد العاصمة للقمة دليل على التحسن الأمني الكبير الذي يشهده العراق- كما قال- خاصة بعد التحكم في مصالح الاستخبارات التي كانت بيد الأمريكيين والإسرائيليين بوجه خاص، مضيفا أن الأوضاع تغيرت ايجابيا رغم أن ضمان الأمن بنسبة 100 بالمائة غير ممكن في كل بلدان العالم.من جهة أخرى، أكد المتحدث أن دولة الكويت قد أبدت موافقتها على المشاركة في القمة، ما يدعو للتعامل بعقلانية مع دول الجوار لتسوية الخلافات القائمة عوض اللجوء إلى الحروب، وبخصوص التعاون الجزائري العراقي قال السفير أن التعاون الأمني يأتي على رأس الاهتمامات كون الجزائر لها تجربة ناجحة في مكافحة الإرهاب والتحكم في الوضع الأمني، والعراق بحاجة لتبادل الخبرات والتجارب والتعاون في هذا الإطار كونها ستواجه تحديات أمنية كبيرة خاصة مع تواجد القاعدة في العراق وما تقترفه في حق الأبرياء، كما أن التعاون سيشمل حسبه الجانب الاقتصادي أيضا في عدة قطاعات خاصة في حالة ما تم رفع التجميد عن الاتفاقيات المشتركة وإحيائها، وأكد أن الخطوات الأولى بدأت بدعوة المستثمرين الجزائريين لتقصي فرص العمل في العراق وتم عقد لقاء مع بعض المستثمرين الجزائريين مؤخرا شرح فيه السيد عدي التطور الذي تشهده البنوك العراقية والتسهيلات المتوفرة وكذا مدى التغيير الذي شهده نظام التأمين، كما تم توجيه دعوة لسوناطراك لدخول منافسة مشاريع آبار النفط، مشيرا إلى أن المشكل في العراق هو أن كل التراخيص تخضع للسوق الحرة والمنافسة ولا يمكن تفضيل مستثمر على آخر . وعن زيارته لولاية وهران التي تعد أول خرجة له خارج العاصمة منذ تنصيبه في جويلية 2010 بعد 7 سنوات من غياب تمثيل دبلوماسي عراقي في الجزائر، أكد أنها تندرج في إطار لقاء الجالية العراقية المتواجدة حسبه بكثرة بوهران وذلك قصد التواصل معها ومنها العائلات المختلطة (عراقية - جزائرية)، و كذا قصد التعرف على المنطقة عن قرب، علما أنه يوجد بالجزائر حوالي 800 رعية عراقية حسب السفير الذي نفى علمه بعدد الجزائريين في العراق ما عدا المعتقلين في سجن سوسة شمال العراق و الذين يصل عددهم إلى 5 جزائريين، وأكد أنه يوجد تعاون عراقي مع الجزائر في هذا المجال وأنه تم تقديم كل المعطيات الخاصة بهؤلاء المعتقلين للسلطات الجزائرية، مستبعدا الإفراج عنهم وتسليمهم للجزائر بسبب عدم وجود اتفاقية.