كشف خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في أول حوار له بعد حادثة الإعدام، وخص به جريدة "الشروق اليومي" أمس عبر الهاتف، عن أن السلطات الإيرانية التقت المحامي حاتم شاهين وبعض أعضاء هيئة الدفاع وعرضت عليهم مبلغ 100 مليون دولار مقابل عدم التحدث عن قضية حلبجة . وأكد الدليمي أنه يمتلك وثائق وأدلة قاطعة تثبت أن الذي ضرب حلبجة هو الجيش الإيراني بغاز السانيت، الذي لا تملكه أي دولة بالشرق الأوسط، والتي قتل فيها أكثر من 5 آلاف كردي عراقي. وأضاف الدليمي أن هذه الوثائق ملك هيئة الدفاع، وقال: لا نستطيع البوح عن أي منها الآن، مشددا على أنها وثائق قانونية، ولكنه رفض التأكيد فيما إذا كانت "أوراقا مكتوبة أو أشرطة تسجيلية كما رفض تحديد المكان الذي كانت هذه الوثائق فيه". قرأنا في تصريحات صحفية نقلا عنكم أن إيران عرضت مبلغ 100 مليون دولار مقابل سكوت محاميي هيئة الدفاع عن صدام عن قضية حلبجة، فهل لكم أن تقدموا توضيحات جديدة للرأي العام؟ حقيقة، حدث ذلك في يوم من الأيام عندما كان عضوان من هيئة الدفاع في زيارة إلى باريس و التقوا بعضو ثالث من الهيئة وهو محامي لبناني فرنسي الجنسية.. وبعد عودتهم أخبروني أن ممثلا عن سفارة الفرس في فرنسا قد عرض عليهم مبلغ 100 مليون دولار مقابل عدم الحديث عن علاقة إيران بمذبحة حلبجة وإنما يجب عليهم أن يقولوا أن مجاهدي خلق هم من ضربوا حلبجة بالسلاح الكيماوي. وأحب أن أوضح أن هذه الرواية نقلت إليّ عبر زميلي المحامي شاهين وليس بواسطتي مباشرة، لكن من المؤكد وبشكل مطلق لكل العالم وحتى لدى المخابرات الأمريكية بأن إيران هي التي ضربت حلبجة بغاز " السيانيت" الذي لا تملكه لا العراق ولا أية دولة أخرى في الشرق الأوسط سوى إيران. وهل أنتم متأكدون بصفتكم رئيس هيئة الدافع عن الراحل صدام بأن إيران فعلا هي من ضربت حلبجة بغاز السيانيت؟ أنا متأكد جدا من أن الذي ضرب حلبجة هم الفرس المجوس تعويضا منهم عن هزائمهم في العمليات الحربية في القاطع الجنوبي.. وهذا مؤكد أيضا لدى كل مواطن عراقي ومن يريد أن يتأكد من صحة هذه المعلومات فليسأل وكالة المخابرات الأمريكية) السي أي إيه( و بالتحديد الجنرال ستيفن بتلير. هل تعتقدون إذن أن التعجيل بإعدام صدام يدخل في إطار غلق هذا الملف نهائيا للحيلولة دون الحديث عن موضوع حلبجة؟ تصفية الرئيس الشهيد تدخل ضمن صفقة أمريكية إيرانية صفوية كردية الغرض منها دفن الحقائق. أية حقائق تقصد ؟ الحقائق كثيرة ولا مجال لذكرها، منها طبعا قضية حلبجة هذه، ولكن ستُكشف هذه الحقائق لاحقا للتاريخ. ما هو أهم شيئ كان يشغل بال الرئيس الشهيد صدام حسين في أيامه الأخيرة؟ كان يرغب في أن يعرف الشعب العراقي والعربي وكل الخيّرين في الإنسانية، حقائق الأمور التي تم تزييفها من طرف الأمريكان والفرس ضمن " إلتقاء أجندة" مشتركة بينهما.. كل الحقائق التي تم تزويرها في قضايا الدجيل وحلبجة وليس مثلما جاء في أطوار محاكمته. هل ترك صدام كتابات معينة أو حاجيات خاصة وأين هي؟ الكتابات والأغراض توجد بحوزة الأمريكيين. وهل صحيح أن مصحفه أحرق بعد إعدامه؟ بالتأكيد، الصفويون أحرقوا كل ملابسه وحرقوا أيضا المصحف الشريف الذي يقرأ فيه قبل استشهاده. هل لكم من كلمة أخيرة تودون قولها؟ أكتفي بما قلت وأوجه شكري للجزائريين شعبا و حكومة على شهامتهم . حوار: رمضان بلعمري:[email protected] طارق عزير يريد الإدلاء بشهادته في قضية الأنفال يتوافق هذا الرأي مع موقف النظام العراقي السابق الذي كان قد اتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتنفيذ مذبحة حلبجة. ومن الأدلة التي قدمها في هذا الصدد قيام إيران بتزويد عائلات من الأكراد الموالين لها فى منطقة حلبجة بأدوية وأقنعة واقية، وهو ما اعتبر أنه تمهيد لقصف كيماوي، كما أثيرت شبهات حول استخدام القوات الإيرانية لغاز السارين فى معركة "الفاو" التي انهارت فيها الجبهات الإيرانية قبيل وقف إطلاق النار عام 1988 وانتهاء الحرب العراقية الإيرانية .. ومن جانبه، كشف بديع عارف عزت محامي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز قبل يومين من إعدام صدام أن موكله "يريد الإدلاء بشهادته في قضية الأنفال". وأكد أن عزيز أبلغه أن "لديه معلومات وحقائق خطيرة جدا يريد توضيحها للعالم" وأن هذه المعلومات ستسبب حرجاً كبيراً لكثير من المسئولين في الداخل والخارج". ويرى العديد من المراقبين بأن التعجيل بتنفيذ حكم الإعدام في حق صدام قبيل الانتهاء من محاكمته في قضية الأنفال يعود إلى الخوف من فضح الحقائق الخفية حول تورط مسؤولين أجانب ودول على -رأسها الولاياتالمتحدةوإيران- في المذبحة التي وقعت بقرية حلبجة الكردية خلال عملية الأنفال عام 1988. ومعلوم أن واشنطن ساعدت أنظام صدام في تلك القضية وكانت على علاقة جيدة معه في فترة الثمانينات. وكشف كتاب أعده فريق متخصص في دراسات الشرق الأوسط من جامعتي كولومبيا وهارفارد بالولاياتالمتحدة حول دور الولاياتالمتحدة في الحرب العراقية الإيرانية فيما عرف وقتها ب(إيراك جيت)، عن وثائق تؤكد أن واشنطن دعمت العراق بأسلحة متطورة فى حربه ضد إيران. وكان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق مبعوث الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان للعراق قد التقى بصدام عام 1983 في إطار توطيد العلاقات الأمريكية العراقية. رفاق صدام للشرق الأوسط : برزان : ُأعدمتُ عدة مرات يوم إعدام صدام البندر: لم أتسلم مصحفه كان من المفترض أن ينفذ حكم الإعدام على كل من برزان إبراهيم التكريتي، الأخ غير الشقيق لصدام حسين، والقاضي عواد حمد البندر بعد إدانتهما في قضية الدجيل، صباح اليوم نفسه الذي نفذ فيه حكم الإعدام على صدام حسين، إلا أن السلطات أرجأت التنفيذ إلى وقت لاحق. ووجهت الشرق الأوسط أسئلة إلى كل من برزان التكريتي وعواد البندر عبر أحد المحامين، وقد جاءت تعليقاتهما عليها في ما يلي: برزان إبراهيم التكريتي: أخذونا في نفس يوم إعدام صدام من داخل الزنازين إلى مكتب تابع للإدارة الواحدة بعد منتصف الليل. أبلغونا بأن نجمع متعلقاتنا لأن الإعدام سيتم فجرا وأبلغونا أيضاً بأن أمامنا بضع ساعات لتحضير كل منا لوصيته. عواد البندر: جلسنا لمدة ساعات هناك في الانتظار. الإعدام كان واردا في أي وقت. أبلغونا بصورة مفاجئة حوالي الساعة الثامنة و45 دقيقة صباحا بأن تنفيذ حكم الإعدام قد تأجل. كيف تمت المقابلتان قبل أن يغادر إلى بغداد تحدث معي عصام غزاوي، وهو واحد من محاميي صدام حسين. كان غزاوي في طريقه لمقابلة طارق عزيز وطه ياسين رمضان، الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، لكنه أيضا قد يواجه حكم الإعدام إذا قررت محكمة الاستئناف ذلك. أعطيت غزاوي بضعة أسئلة موجهة إلى كل من برزان التكريتي وعواد البندر اللذين ينتظران تنفيذ حكم الإعدام، بعد الفضيحة الدولية حول تصوير إعدام صدام بالفيديو. قضى غزاوي بعد ظهر الأربعاء ساعة وعشرين دقيقة مع طارق عزيز وحوالي خمسين دقيقة مع كل من السجناء الثلاثة برزان والبندر وياسين. بدا التأثر واضحا على عواد البندر وبرزان التكريتي، وعلى العكس من صدام حسين الذين كان يمازح محاميه بعد أن سمع بموعد تنفيذ حكم الإعدام، بكى كل من عواد البندر وبرزان التكريتي عندما تحدثا حول تنفيذ إعدام صدام. عواد البندر: كنت أريد أن أموت معه في ذلك الوقت، وهذا شيء يشرفني. كان برزان التكريتي أكثر حزنا، وقال: أعدمت في تلك الليلة عدة مرات عندما كنا منتظرين نحسب الدقائق... مرة أخرى؟ هذه المرة لن نستيقظ على الأقل. سألهما غزاوي حول رأيهما في رفض صدام تغطية وجهه قبل أن يوضع حبل المشنقة حول عنقه. قال عواد البندر: سنفعل كما فعل صدام. لن ننسى ابتسامته عندما ذهب. هل طلب أي منهم توصيل أي رسالة إلى أسرهم أو إلى أي شخص آخر؟ قال غزاوي انه لا يبدو عليهما شعور بالاكتئاب. خصوصا عندما يتذكرا صدام. وقال أيضا، أنهما يريدان أن يعرفا ما إذا كان هناك أي وسيلة لدى المحامين لإبقائهم على قيد الحياة، وأضاف أيضا قائلا أنهما يشعران بأنهما كانا يؤديان واجباتهما تجاه البلد الذي كان تحت الغزو. تظاهرة أمام مرقد الإمامين في سامراء تنديدا بإعدام صدام تظاهر المئات من أهالي مدينة سامراء أمام مرقد الإمامين العسكريين، علي الهادي والحسن العسكري، أمس تنديدا بإعدام الرئيس المخلوع صدام حسين في 30 ديسمبر 2006 الماضي. وأطلق المتجمعون النار في الهواء ورفعوا صورا لصدام كما هتفوا منددين بالحكومة وقوات "الاحتلال" الأمريكي. وتم عرض شريط مصور لتنفيذ حكم الإعدام يتضمن إطلاق هتافات باسم رجال دين شيعة من بعض الحضور فقام المتظاهرون بإطلاق عبارات نابية ضد مراجع دينية وضد رئيس الوزراء نوري المالكي. وقد نفذ حكم الإعدام شنقا في صدام حسين في مقر الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد، بعد أن أيدت محكمة التمييز الحكم الصادر في 5 نوفمبر اثر إدانته في قضية قتل 148 شيعيا في الدجيل في ثمانينات القرن الماضي. وتجمع المتظاهرون أمام المرقد الذي أغلقت أبوابه منذ تفجير قبته في 22 فبراير الماضي ما أسفر عن اندلاع أعمال عنف مذهبية أودت وما تزال بحياة الآلاف من العراقيين. القسم الدولي