"الماتادور " لتجنب كارثة الإقصاء التاريخي تخطف المباراة التي ستقام سهرة اليوم بملعب ماراكانا الشهير الأضواء، سيما و أن حامل اللقب العالمي منتخب إسبانيا سيكون أحد طرفيها، و الكل ينتظر رد فعل "الماتادور " بعد الهزيمة المذلة التي كان قد مني بها على يد هولندا، كما أن "الإسبان " قد يدخلون السجل التاريخي للمونديال في حال هزيمتهم، على اعتبار أن مواصلة الإنهيار ستدفع بالمدرب ديل بوسكي و أشباله إلى حزم الحقائب و توديع المونديال من أول الأدوار، في الوقت الذي سيعمل فيه منتخب الشيلي على ضرب عدة عصافير بحجر واحد، و ذلك بالبحث عن فوز يعبد له الطريق إلى ثمن النهائي و بالتالي ترسيم الخروج المبكر للبطل. و لعل الآداء الباهت للمنتخب الإسباني ضد هولندا أجلس الحارس كاسياس و رفقائه على كرسي قادف، لأنهم فقدوا نجوميتهم و أصبحوا مهددين بمتابعة باقي أطوار المونديال عبر شاشات التلفزيون، رغم أن المدرب ديل بوسكي عمد إلى محاولة تمرير الإسفنجة على الهزيمة الكارثية و تحضير لاعبيه لبقية المشوار، سيما و أن "لاروخا " كانت قد مرت بوضعية مماثلة في مونديال جنوب إفريقيا، لما دشنت مشاركتها بهزيمة، لكنها تربعت في النهاية على العرش العالمي، و لو أن المعطيات تختلف كلية هذه المرة، لأن المردود الجماعي للمنتخب الإسباني فتح باب التساؤلات على مصراعيه، بصرف النظر عن تخوف مناصريه من الأثار السلبية للهزيمة التاريخية. هذا و يرتقب أن يدخل ديل بوسكي بعد التعديلات على تشكيلته، لأن الوافد الجديد كوستا لم يقدم الإضافة المطلوبة، مما يرجح إمكانية الإعتماد على توريس لتفعيل القاطرة الأمامية إلى جانب دافيد سيلفا سهرة اليوم، رغم أنه إعترف بأن المنتخب الشيلي يشغل باله بطريقة لعبه المميزة و التي يفرض من خلالها ضغطا نفسيا رهيبا على المنافس، لكنه أعرب عن تفاؤله بتقديم لاعبيه رد فعل إيجابي و تكرار "سيناريو " مونديال جنوب إفريقيا، لما تأهلت إسبانيا من دور المجموعات بعد فوزها على الشيلي بثنائية نظيفة.و ما يزيد من درجة الضغط النفسي في المعسكر الإسباني هو أنه حامل اللقب و الهزيمة اليوم تعني توديعه المنافسة من أول الأدوار، في "سيناريو " حدث في دورتين منذ بداية هذه الألفية، لأن فرنسا كانت قد أقصيت في طبعة 2002 من الدور الأول، ليتكرر الأمر مع إيطاليا في النسخة الأخيرة بجنوب إفريقيا، و لو أن تاريخ المونديال عرف إقصاء البطل من الدور الأول في 4 مناسات، كانت واحدة لإيطاليا في دورة البرازيل 1950، و كذلك منتخب البرازيل في مونديال 1966.من الجهة المقابلة فإن منتخب الشيلي سيسعى لتحقيق فوز يجعله يحسم أمر التأهل قبل مواجهة منتخب هولندا في اللقاء القادم، لأن كل الحسابات كانت تصب في رصيد بطل العالم و نائبه للتأهل عبر بوابة هذا الفوج، لكن الشيلي سيعمل على قلب الطاولة بالإستثمار في إنهيار "الإسبان "، سيما و أن تشكيلة المدرب الأرجنتيني سامباولي تضم 5 عناصر تنشط في "لاليغا " الإسبانية، يتقدمها نجم "البارصا" سانشيز و الحارس برافو ، و هي مهارات زادت من آمال الشيليين في التأهل إلى ثمن النهائي للمرة الثالثة في مشاركاتهم الثلاث الأخيرة في المونديال، سيما بعد التأكد من جاهزية نجم جوفنتوس فيدال للمشاركة في هذا اللقاء، و لو أن المدرب سامباولي رفع من شحن لاعبيه بإقامة هذه المباراة بملعب ماراكانا الشهير.