مواجهات عنيفة بين قوات مكافحة الشغب والباعة الفوضويين بعنابة اندلعت صبيحة أول أمس مواجهات عنيفة بين عشرات الباعة الفوضويين وقوات مكافحة الشغب بمحيط سوق الحطاب وسط مدينة عنابة، واستدعى الأمر استخدام الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، في ملاحقة الباعة الفوضويين الذين استعملوا الحجارة والخناجر وكذا السيوف للرد على قوات الأمن، التي شنت حملة مداهمات واسعة على مستوى شارع ابن خلدون، الحطاب، شوند مارس، ورحبة الزرع للقضاء على كامل أشكال التجارة الفوضوية ، وقد أسفرت العملية عن توقيف 25 شخصا وإصابة 10 آخرين في صفوف الجانبين. المواجهات اندلعت بين الباعة الفوضويين وعناصر الشرطة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، بعد حجز عدد من طاولات بيع الخضار والفواكه، وتوقيف أصحابها لإنجاز ملفات قضائية في حقهم على مستوى الأمن الحضري التاسع، بتهمة البيع غير الشرعي في الطريق العام. و هو ما أثار غضب زملائهم من الباعة على هذا الإجراء، حيث دخلوا في مناوشات مع الشرطة في البداية من أجل إخلاء سبيل أصدقائهم، لكن سرعان ما تطورات إلى اشتباكات مباشرة استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب التي طوقت محيط سوق الحطاب، وسط تواجد أعداد هائلة من المواطنين الراغبين في استعمال حافلات النقل الحضري بمحطة سويداني بوجمعة المجاورة، استخدمت فيها قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع من أجل تفريق الحشود التي كانت بمسرح المواجهات لمتابعة ما يجري، كما أدت أعمال العنف إلى تحطيم عدد من السيارات التي كانت موجودة بالطرق المحيطة بعد أن شلت حركة المرور . وتطورت الأحداث حسب شهود عيان بدخول عشرات الباعة الفوضويين وشباب آخرين في خط المواجهات مع قوات مكافحة الشغب، حيث قاموا بالصعود فوق العمارات وأسطح خانات سوق الحطاب لرشق عناصر الشرطة بالحجارة، ما أجبر ذات المصالح على اقتحام السوق الذي كان يعج بمئات المواطنين و أسفر عن سقوط أربع جرحى نتيجة الدفاع والهروب من مسرح المواجهات، نقلا شخصين على إثرها إلى استعجالات مستشفى ابن رشد لتلقي الإسعافات الأولية، إلى جانب وقوع إغماءات في صفوف النسوة اللواتي كن بساحة المواجهات اختناقا بالغاز تم إسعافهم بعين المكان، كما شلت محطة النقل الحضري سويداني بوجمعة بأكملها لأكثر من ساعة، حيث حرم المئات من المواطنين التنقل إلى منازلهم بأحياء متفرقة بسب مواجهات ورفض أصحاب الحافلات المغادرة خوفا من تحطيمها . ويتواجد المتهمون الرئيسيون المتورطون في أعمال الشغب رهن التحقيق، تمهيدا لتقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، بتهمة الإخلال بالنظام العام وتحطيم ملك الغير والاعتداء على هيئات نظامية. وعرفت وسط المدينة في الأشهر الأخيرة، خاصة قبيل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة مع انشغال مصالح الأمن بالتحضير للاستحقاق الإنتخابي، عودة قوية للتجارة الفوضوية، باحتلال الأرصفة والطرقات، على مستوى محور الحطاب والمسالك والشوارع المؤدية له، في وجه حركة المرور. و هذا بعد أن ابتعدوا لشهور قليلة، عقب الحملة التي أطلقها الوزير الأول عبد المالك سلال غداة تقلده منصب رئيس الوزراء، أين أعلن عن برنامجه الحكومي الذي ارتكز أساسا خلال الستة أشهر الأولى على محاربة التجارة الفوضوية، وأرفق العملية ببرنامج حكومي يتمثل في خلق أسواق جوارية عبر الأحياء والمجمعات السكنية، من شأنها احتواء الشباب من تجار الأرصفة، الذين يقتاتون من عملية بيع الملابس الجاهزة وغير الجاهزة وأثاث المطبخ ومختلف حاجيات المرأة خصوصا من أكسيسورات ومواد التجميل والعطور وغيرها. و جندت لذات العملية لجان خاصة متكونة من أعوان مديرية التجارة، والبلديات بالتنسيق مع مصالح الأمن والدرك الوطني للقضاء على ظاهرة التجارية الفوضوية، بعد إنشاء وخلق فضاءات تجارية جديدة بديلة للباعة الفوضويين لممارسة نشاطهم في إطار قانوني ومنظم، إلا أنها سرعان ما تحول البعض منها إلى أوكار لممارسة الرذيلة وانتهاك الآداب العامة، وفضّل الآلاف من الشباب هجرانها والعودة إلى الشوارع تماما كما فعلوا مع محلات الرئيس التي تحولت إلى خراب و اصطبلات للأبقار والمواشي. فبعد نحو عامين، عادت العربات المتنقلة لعرض سلعها على الأرصفة والطرقات بشكل أكثر من السابق، صعب على وحدات الشرطة مواجهتها والتصدي لها.