الصحافة البلجيكية تصف غيريتس بالخائن و تنشر غسيل ماضيه " الأسود " شنت الصحافة البلجيكية حملة إعلامية شرسة ضد المدرب إيريك غيريتس، وقد ذهبت بعض العناوين إلى حد وصفه بالخائن، و ذلك على خلفية موافقته على قيادة المنتخب المغربي، وهو القرار الذي إتخذ بعد أقل من سنة من رفضه العرض الذي تقدم له به الإتحاد البلجيكي لكرة القدم لقيادة منتخب بلاده، لكن التقني المعني، أعتذر حينها، واعتبر نفسه غير جاهز لقيادة أي منتخب، كونه لم يسبق له و أن خاض مغامرة من هذا القبيل، بعدما إنحصرت تجربته في مجال التدريب مع النوادي، فضلا عن كونه لم يبادر إطلاقا إلى دراسة العرض المقترح عليه، و تحجج بإرتباطه بعقد مع إدارة الهلال السعودي، و هو " السيناريو " الذي حدث مباشرة عند رحيل التقني الهولندي ديك أدفوكات من على رأس العارضة الفنية للمنتخب البلجيكي، و إلتحاقة بالمنتخب الروسي، و قد دفع موقف غيريتس بالإتحاد البلجيكي إلى التعاقد مع جورج ليكنس الذي سبق له قيادة تشكيلة "الخضر" في بداية الألفية الجارية. حملة الإنتقادات اللاذعة التي تعرض لها إيريك غيريتس من قبل مختلف وسائل الإعلام ببلده الأصلي، كانت بدايتها إثر ترسيم إلتحاقه بالرباط يوم الاثنين المنصرم، والتوقيع على العقد الذي سيشرف بموجبه على تدريب " أسود الأطلس"، رغم أنه رفض قبل ذلك بأقل من سنة تدريب " الشياطين الحمر"، و هو ما دفع ببعض العناوين إلى إدراج موقف غيريتس في خانة " الخيانة "، لأنه على دراية بالأزمة التي تهز أركان المنتخب البلجيكي، و تراجعه الكبير على الساحتين الأوروبية و العالمية، و مع ذلك رفض وضع خبرته وتجربته في خدمة منتخب بلاده، سيما و أن الصحف البلجيكية كانت قد وصفت الإتصالات الأولية التي أجرتها الجامعة الملكية المغربية مع هذا المدرب خلال شهر جوان المنصرم بالحلم الذي لن يجد طريقه إلى التجسيد على أرض الواقع، و عللت هذا الطرح برفض غيريتس قيادة المنتخبات، ليتواصل نفس السيناريو حتى بعد موافقته على العرض المقترح عليه، لأن بقاءه في السعودية مع نادي الهلال كان في نظر الإعلاميين البلجيكيين تمهيدا لفسخ العقد، مادام المدرب المعني لم يلتحق بمنصبه لمدة خمسة أشهر، غير أن الأمور أخذت مجرى آخر عندما حط غيريتس الرحال بالأراضي المغربية، بعدما خرج عبر أضيق الأبواب من السعودية، حيث رشقه أنصار الهلال بالقارورات للمطالبة برحيله الفوري.و عرجت بعض الصحف البلجيكية في أعدادها الصادرة نهاية الأسبوع على قضية الجانب المادي، و أكدت أن سبب رفض غيريتس العرض الذي تلقاه من الإتحاد البلجيكي يعود بالدرجة الأولى إلى مشكل المستحقات المالية، لأن الراتب الذي إقترحه مسؤولو الإتحادية البلجيكية لم يكن يعادل ربع الأجرة الشهرية التي كان يتلقاها غيريتس في نادي الهلال السعودي، لكنه وافق على فكرة تدريب المنتخب المغربي، لأن العرض يضمن له راتب 66 مليون درهم شهريا.من جهة أخرى فضلت بعض العناوين العودة إلى " الماضي الأسود " لهذا التقني، حيث علقت سبب عزوفه عن قيادة منتخب " الشياطين الحمر " على مشجب الخلافات المبنية على خلفيات الماضي، و التي كانت له مع مسؤولين حاليين يشغلون مناصب حساسة في الإتحاد البلجيكي لكرة القدم، لأن غيريتس كان " بطل " فضيحة تلاعب بإحدى نتائج مباريات الدوري، لفريقه نادي ستاندار دو لياج لما كان لاعبا و قائدا للفريق سنة 1982، و هي الفضيحة التي جعلت الإتحادية البلجيكية تعاقب غيريتس بإبعاده من الميادين لمدة معينة، وشطبه من تعداد اللاعبين الدوليين في تلك الفترة، و قد إعترف غيريتس عند تنشيطه الندوة الصحفية يوم الثلاثاء المنصرم بالمغرب بضلوعه في هذه الفضيحة، إلا أنه صنفها في خانة الماضي الذي يفضل عدم الخوض فيه.بالموازاة مع ذلك، و تحسبا لأول خرجة رسمية للمدرب غيريتس مع المنتخب المغربي، والمقررة في أواخر شهر مارس من السنة القادمة بالجزائر أمام " الخضر " في إطار الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى " كان 2012 ". قرر التقني البلجيكي برمجة مباراة ودية لأسود الأطلس يوم التاسع من شهر فيفري المقبل، مع إقتراحه إما منتخب بولونيا أو أنغولا كمنافس في هذا الموعد، والاعتذار رسميا للإتحاد الليبي الذي كان قد طلب مواجهة المنتخب المغربي.هذا و من المنتظر أن يتدعم تعداد " أسود الأطلس " بخدمات بعض المحترفين الجدد الذين استفادوا من القانون المتعلق بمزدوجي الجنسية، و في مقدمتهم المهاجم مهدي كارسيلا البالغ من العمر 21 سنة، و الذي يلعب لنادي لياج البلجيكي،لأن هذا المهاجم كان قد تقمص ألوان منتخب بلجيكا للشباب، لكن غيريتس أقنعه بالإنضمام إلى المنتخب المغربي، كونه ينحدر من أصول مغربية، و هو أمر زاد في الحملة التي شنتها الصحافة البلجيكية على غيريتس، وقد كان من المقرر أن يلتحق كار سيلا بالتعداد الذي سيمثل منتخب المغرب في لقائه الودي المبرمج يوم 17 نوفمبر القادم أمام منتخب جمهورية ايرلندا الشمالية. للتذكير كان غيريتس البالغ من العمر 56 سنة لعب لنادي ستاندار دو لياج و المنتخب البلجيكي خلال السبعينيات و الثمانينيات، قبل أن يبدأ مغامرته في عالم التدريب في موسم (1992 / 1993 ) مع نادية لياج، قبل أن تكون له تجربة أخرى مع فريق ليرس البلجيكي، قبل أن ينتقل إلى هيندهوفن الهولندي، ليحط بعدها الرحال ببلد الجرمان، أين درب نادي كايزرسلاوترن و بعده فولفسبورغ، كما كانت له محطة بتركيا عند إشرافه على نادي غلطة سراي، و كذا بفرنسا مع فريق أولمبيك مرسيليا، لتكون محطته الأخيرة السعودية مع نادي الهلال.