مبولحي يكتب تاريخه في بلاد السامبا أختير أمس الحارس رايس وهاب مبولحي كأحسن لاعب في مقابلة الجزائر وألمانيا في اعتراف عالمي بقيمة هذا الحارس العملاق الذي أثبت أنه من طينة الكبار. و ليس من الصدفة أن يكون الحارس الأول لمنتخب ليس ككل المنتخبات يحمل إرثا تاريخيا كبيرا، لقد كان مبولحي على قدر كبير من المسؤولية طيلة المونديال وأ سكت كل المشككين في قدراته، واظهر انه الحارس الذي الأمين على شباك الفريق الوطني. في مباراة تاريخية ستظل عالقة في كل أذهان الجزائريين، سيتذكرون الولد الأسمر الذي قهر الجرمان و سبب لهم صداعا حتى الأنفاس الأخيرة من الوقت الرسمي من المواجهة، و أمام شجاعته و صبره، لم يجد كل من شفايشتيغر و كروس و غوتزو و لا مولر الطريق إلى شباكه ، بل أن تدخلاته أفقدت الألمان توازنهم و أفشلتهم تصديات الموفقة التي زادت من سكينة و طمأنينة حارسنا الأمين الذي دخل التاريخ من أبوابه الواسعة. لحظة تاريخية انتظرها مبولحي، بعد طول معاناة و كفاح مرير مع الحياة التي لم تبتسم له يوما فظل يكابد تقلباتها، إلى أن حان وقت أن يعلن عن نفسه و يأخذ بثأره من الذين سدوا الطريق في وجهه، من أول ناد لعب له اولمبيك مارسيليا إلى سيسكا صوفيا البلغاري، فجلوسه على دكة البدلاء علمه الصبر، وأن القادم أحسن مما فات ، انتظر ساعة، كالمحاربين الذين ينتظرون بروية وصبر ساعة المجد، التي دقت في البرازيل ، في بلاد عبدة كرة القدم، أين كان طيف اللؤلؤة السوداء بيلي و غارينشا و دي دي و توستاوت و زيكو ، و رونالدو، يخيم على العرس العالمي، في هذه الأجواء المفعمة بالكرة الأصيلة و صانعي الإبداع الكروي. تألق مبولحي وتركه بصمة واضحة ليس في أذهان الجزائريين و إنما في الذاكرة الكروية العالمية، وكما نتذكر اليوم بوبكر و عبروق و كاوة و بوهروم و سرباح و دريد يضاف إلى هؤلاء اسم الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي دخل التاريخ، والذاكرة ومن الصعب أن يسقط اسمه، كما انتظرنا اللحظة التاريخية في كسر حاجز المرور إلى الدور الثاني ، انتظر رايس لحظة ، انتظر مونديال البرازيل ليؤكد مرة أخرى أنه أسد الخضر، في مونديال جنوب إفريقيا شاءت الصدف أن يخطو خطواته الأولى، و أربع سنوات من بعد في بلاد السامبا يرقص منافسيه غيظا بتدخلاته الشجاعة. مبولحي و بهامة المحاربين الكبار ودع المونديال، على أمل لقاء قادم لن يكون سوى لرفع تحديات أخرى و تحقيق إنجازات تكلل مشوار هذا الحارس الذي سيظل اسمه على كل لسان. شكرا مبولحي.