روميرو الحارس "المنبوذ" الذي تحول إلى بطل قومي في الأرجنتين - سطع نجم الحارس سيرجو روميرو في نصف نهائي مونديال البرازيل، بعدما صنع تأهل راقصي «التانغو» إلى النهائي على حساب هولندا بتصديه لركلتي جزاء، ما جعله يتحول إلى بطل قومي في الأرجنتين، لأن الملايين هتفوا بإسمه بعدما كانوا يشيدون بالنجم ميسي. روميرو كان محل انتقادات لاذعة، حتى أن الكثير أعاب على المدرب سابيلا إدراجه ضمن القائمة المعنية بمونديال البرازيل، واعتبروا منصب حراسة المرمى بمثابة نقطة صعف «السيليستي» بوجود روميو، لكن هذا الحارس «المنبوذ» الذي كان طيلة الموسم «بطالا»، أصبح محل إشادة كبيرة و صانع الأمجاد، في سيناريو مشابه لذلك الذي عايشته الكرة الأرجنتينية قبل 24 سنة بإيطاليا، لما خرج الحارس غوي كوتشيا من دائرة الظل إلى النجومية بعد تألق غير منتظر في المونديال، و من محاسن الصدف أن كتيبة «التانغو « إنتظرت بلوغ نجم حارس آخر لتبلغ النهائي الذي غابت عنه منذ إنجاز غوي كوتشيا. و لعل ما جعل روميرو عرضة لحملة من الإنتقادات قبيل المونديال غيابه من أجواء المنافسة طيلة موسم كامل، حيث لازم دكة البدلاء في نادي موناكو الفرنسي، بعدما تمت إعارته من نادي سامبدوريا الإيطالي إثر عدم الإقتناع بمردوده الشخصي في «الكالشيو»، و مع ذلك فإن المدرب سابيلا أصر على إدراجه ضمن التعداد الرسمي و المراهنة على خدماته كحارس أساسي، رغم أن الكثير من الأرجنتينيين كانوا يطالبون بمنح الفرصة لحراس محليين بدلا من روميرو، الذين كانوا يعتبرونه الحلقة الأضعف في تشكيلة منتخب بلادهم، لكن روميرو البالغ من العمر 24 سنة إنتظر الفرصة المواتية للرد على منتقديه بطريقته الخاصة، لما تألق في نصف النهائي و صنع تأهل «السيليستي» إلى النهائي، فتحول السخط و الغضب على هذا الحارس و المدرب سابيلا إلى عبارات مدح و ثناء، إلى درجة أن روميرو اصبح بطلا قوميا في الأرجنتين منذ سهرة الأربعاء الماضي، و كأن «آلهة الملاعب «أنصفته بتصديه لركلتي جزاء، ليسير على خطا غوي كوتشيا الذي كان نجمه قد سطع من العدم في مونديال إيطاليا 1990، لأن غوي كوتشيا كان الحارس الثاني لمنتخب بلاده في تلك الدورة، غير أن الإصابة التي تعرض لها الحارس الأساسي بومبيدو في المقابلة الأولى أتاح الفرصة لغوي كوتشيا للمشاركة اساسيا، و دخول التاريخ عبر أوسع الأبواب بعدما ساهم في وصول الأرجنتين إلى النهائي، خاصة بعد تصديه لضربتي جزاء في نصف النهائي ضد إيطاليا. هذا و قد شاءت الصدف أن يسطع نجم الحارس روميرو بعد موسم كامل في الإحتياط في نصف نهائي المونديال أمام منتخب هولندا الذي يدربه لويس فان غال، و هو المدرب الذي يعد صاحب الفضل الكبير في وضع اللبنة الأساسية للمسيرة الإحترافية لروميرو في أوروبا، على إعتبار أنه دربه في نادي ألكمار الهولندي، و قد إعترف الحارس بفضل لفان غال عليه حتى بعد التأهل، في الوقت الذي خاطب فيه روميرو الأرجنتيين طالبا منهم الإستمتاع بلحظات التأهل التاريخي، و كأنه يرد على منتقديه الذين كانوا قد طالبوا بإبعاده من التعداد قبل أن يخرجوا إلى الشوارع للإحتفال بفضل تألقه الشخصي.