تختتم سهرة اليوم، ابتداء من الساعة الثامنة ليلا بتوقيت الجزائر آخر مباريات ال64 من منافسات كأس العالم بالبرازيل، والتي ستجمع بين منتخبين عملاقين ويملكان رصيد كروي عريق في هذه البطولة، ويتعلق الأمر بين المنتخب الأرجنتيني والألماني، حيث ستكون أنظار سكان المعمورة مشدودة إلى ملعب "ماراكانا" الأسطوري في ريو دي جانيرو في موقعة الكبيرين على ارض "العمالقة" البرازيليين في المباراة النهائية لمونديال 2014، والتي يسعى فيها الأرجنتينيون إلى نيل اللقب الثالث، فيما يطمح الألمان إلى معادلة رقم الإيطاليين بالتتويج باللقب الرابع لهم في هذه البطولة. سيتولى الألمان تنشيط النهائي الثامن لهم في تاريخهم بكأس العالم بعد الفوز ببطولات سويسرا 1954 وألمانيا 1974 وايطاليا 1990، وخسارة الكأس في المباراة النهائية (4 مرات) أعوام (1966و1982 و1986 و2002)، في المقابل تخوض الأرجنتين النهائي للمرة الخامسة بعد 1930 (خسارة أمام أوروغواي) و1978 (الفوز باللقب على حساب هولندا) و1986 (الفوز باللقب على حساب ألمانيا) و1990 (خسارة اللقب أمام ألمانيا). ورغم أن المنتخب الألماني هو المرشح رقم واحد على الورق للتتويج بلقب البطولة بالنظر إلى الترسانة الكبيرة من النجوم التي تحويها كتيبة المدرب لوف، حيث إنهم يريدون مواصلة الإنجاز الذي حققوه أمام السيليساو لا يريدون الوقوع في فخ الغرور الذي قد يؤدي إلى تحطيم آمالهم في التتويج، بعدما نجحوا في اكتساح المنتخب البرازيلي بسباعية كاملة خلال الدور النصف النهائي، إلا أن المنافس هذه المرة إسمه الأرجنتين ويملك هو الآخر نجوم كبار على غرار البرغوث ميسي والذي سيحاول انتهاج نفس الطريق الذي سلكه مارادونا للتتويج بالبطولة. وتدين ألمانيا بوجودها في النهائي الثامن في تاريخها إلى الأداء الجماعي الرائع لرجال المدرب يواكيم لوف الذين يأملون في أن يجعلوا من "ناسيونال مانشافت" المنتخب الأول الذي يتوج باللقب العالمي في القارة الأمريكية التي عجز أي من منتخبات القارة العجوز عن أن يعود من أراضيها بالكأس الغالية، حيث فازت الأوروغواي بالنسخة التي استضافتها عام 1930 ثم في نسخة 1950 على الأراضي البرازيلية، قبل أن تفوز البرازيل بنسخة 1962 في تشيلي و1970 في المكسيك ثم الأرجنتين على أرضها عام 1978 وفي المكسيك عام 1986، وهو ما يضع رفقاء كلوزه الهداف التاريخي للمونديال أمام مسؤولية صنع التاريخ مجددا أمام "التانغو". ويأمل الأرجنتينيون بقيادة مدربهم الفذ أليخاندرو سابيلا، إلى تحقيق آمال جماهيرهم بالتتويج باللقب الثالث خلال مشاركتهم في كأس العالم والثاني على حساب الألمان، وهو ما يحاول أن يخطط له سابيلا الذي من دون شك سيحاول إيجاد الوصفة السحرية الشبيهة للطريقة الجزائرية لإيقاف المحركات الألمانية من العمل وشلّها منذ الدقائق الأولى من المباراة، لعلمه أن الألمان إذا فتحوا باب التسجيل في الدقائق الأولى فإنه سيكون هناك المزيد وهو ما يعيه جيدا رفقاء الحارس روميرو. ويبقى الكل يترقب فيما سيفعله ميسي خلال هذه المباراة النهائية، حيث ينتظر الجميع من ليو أن يساهم في حمل التاج ونقله إلى بوينس آيرس العاصمة الأرجنتينية للإحتفال هناك وهو الحلم الذي ترغب في أن تراه جماهير "التانغو" يتجسد على أرض الواقع. إذا النهائي سيلعب اليوم، والموعد سيكون مع الفرجة والمتعة المنتظر أن يُقدمه نجوم المنتخبين في أرض السامبا البرازيلية، فالكل يطمح لنيل اللقب والفوز سيكون للأقوى وقد يبتسم الحظ لمن لا يستحق، لكن الأهم هو أن المباراة ستجمع بين عمالقة الكرة التي عوّدزنا على تقديم الأفضل لكل أنحاء المعمورة. أصداء من كلا المنتخبين ألمانيا المهاجم كلوزه: "استمتعنا بالمباراة ضد البرازيل، لكنها أصبحت خلفنا بعد 24 ساعة. في المباراة المقبلة يجب أن نلعب بأفضل قدراتنا"، هذا ما قاله المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي أصبح في البرازيل أفضل هداف في تاريخ نهائيات كأس العالم (16 هدفا) بتسجيله هدفين ضد غانا (22) في الدور الأول والبرازيل (71) في النصف النهائي، مضيفا: "إذا فزنا باللقب، فبإمكاني أن أمنح لنفسي الإسترخاء المطلوب، وأحتفل متخليا بذلك عن ما اعتدت على القيام به"، مؤكدا أنه قد يتخلى عن هندامه الخارجي المنمق ويعتمد تسريحة الشعر الطويل في حال فازت ألمانيا بلقبها الرابع. مساعد المدرب هانزي: "شاهدنا الهولنديين وهم يشلون تحركات ميسي، لكن نحن أيضا نملك خطة خاصة به... لكني لن أفصح عنها"، هذا ما قاله مساعد المدرب هانزي فليك خلال حديثه عن الخطر الذي يشكله ليونيل ميسي على المنتخب الألماني. المستشارة الألمانية ميركل: "نصيحتي لكم، بإمكانكم تحقيق اللقب ونحن واثقون من ذلك"، هذا ما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في رسالتها لمنتخب بلادها، مرشحة إياه للخروج فائزا من مواجهة "ماراكانا". المدرب السابق كلينسمان: "إنه أفضل أداء ألماني في تاريخ كأس العالم! مذهل ببساطة!"، هذه كانت تغريدة مدرب ألمانيا السابق والولايات المتحدة حاليا يورغن كلينسمان بعد فوز منتخب بلاده على البرازيل (71)، علما بأنه كان قاد "ناسيونال مانشافت" بمساعدة المدرب الحالي يواخيم لوف إلى المركز الثالث عام 2006. الأرجنتين المهاجم ميسي: "إنه جنون. لنستمتع بذلك. تبقى أمامنا خطوة صغيرة واحدة"، هذا ما قاله ليونيل ميسي بعد الفوز على هولندا في النصف النهائي بركلات الترجيح، متحدثا عن أن مباراة واحدة تفصل بلاده عن معانقة الكأس للمرة الأولى منذ 1986 والثالثة في تاريخها. المدرب سابيلا: "إنه كالمياه في الصحراء. يجد الحلول عندما نعتقد بأنها غير موجودة"، هذا ما قاله المدرب أليخاندرو سابيلا عن ميسي وما يقدمه نجم برشلونة الإسباني إلى منتخب "التانغو"، مضيفا: ""بعض من لاعبينا يعانون من الرضات، الإرهاق والتعب ... يمكن القول أن ذلك نتيجة حرب"، في إشارة عن وضع لاعبيه بعد مباراتهم الشاقة ضد هولندا الاربعاء الماضي في النصف النهائي. المهاجم أغويرو: "لطالما كانت ألمانيا المرشحة الأوفر حظا إلى جانب البرازيل من أجل الفوز بكأس العالم. ولا تزال كذلك حتى الآن، يجب أن نلعب بطريقتنا ويناسبنا بأن يكون كل الضغط عليهم"، هذا رأي مهاجم مانشستر سيتي الانجليزي سيرخيو اغويرو الذي عاد إلى المنتخب بمشاركته في الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي والشوطين الإضافيين أمام هولندا بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الفريق منذ الجولة الأخيرة من الدور الأول. الحارس روميرو: "ركلات الجزاء ترتكز على الحظ، هذا هو الواقع، كنت واثقا من نفسي وأشكر الله لأن كل الأمور سارت على خير"، هذا ما خرج به بطل النصف النهائي ضد هولندا الحارس سيرخيو روميرو بعد أن صد ركلتين ترجيحيتن لرون فلار وويسلي شنايدر. //////////////////// المواجهات السابقة... الأفضلية للأرجنتين تتمتع مواجهات الفريقين (في جميع المناسبات الودية والرسمية) بتاريخ ممتد وحافل بالذكريات الثأرية، وعلى مدار 19 مباراة سابقة ما بين ودية ورسمية، فازت الأرجنتين في 8 وألمانيا في 6، فيما تعادل المنتخبان في خمس أخرى، كما شهدت بطولات كأس العالم أيضا مواجهات حاسمة بين المنتخبين، ففي جنوب افريقيا 2010 أذل الألمان الأرجنتينيين برباعية نظيفة في دور الثمانية، وقبلها في ألمانيا 2006 تمكن الفريق المضيف من إقصاء راقصي التانغو من دور الثمانية للبطولة بضربات الترجيح. كما سبق وتواجه المنتخبان في مباراتين نهائيتين لكأس العالم، في مونديال 1986 عندما قاد النجم الأبرز آنذاك دييغو مارادونا المنتخب الأرجنتيني للفوز على ألمانيا (32)، وبعدها بأربعة أعوام في إيطاليا ثأر فريق المدرب فرانز بيكنباور لهزيمته السابقة وفاز 1 صفر لتسيطر الدموع على مارادونا بعد فوز المنتخب الألماني باللقب في العاصمة الايطالية روما بفضل الهدف الذي سجله أندرياس بريمه من ضربة جزاء (د85). وخلال ست مواجهات جمعت الفريقين في كأس العالم، فازت ألمانيا في أول مواجهة بين الفريقين في دور المجموعات لكأس العالم 1958 بنتيجة (31)، ثم تعادل الفريقان سلبيا في دور المجموعات لمونديال 1966، والتقى المنتخبان في نهائيين متتاليين للمونديال عامي 1986 و1990 تمكن الارجنتين من الفوز في النهائي الأول بالمكسيك (32)، بينما ثأر الألمان في النهائي الثاني بايطاليا وانتزعوا اللقب من الارجنتينيين بهدف بريمه، في المقابل نجحت ألمانيا في الإطاحة بالأرجنتين من دور الثمانية في النسختين الماضيتين لكأس العالم حيث فازت ألمانيا 42 بضربات الجزاء الترجيحية في دور الثمانية لمونديال ألمانيا 2006 بعد تعادل (11)، ثم فازت الماكينات بأربعة أهداف نظيفة في دور الثمانية لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا. الإيطالي ريتسولي يدير نهائي المونديال سيدير الحكم الإيطالي نيكولا ريتسولي نهائي كأس العالم سهرة اليوم بين ألمانياوالأرجنتين على ملعب ماراكانا، حيث سبق لريتسولي (42 عاما) أن أدار نهائي دوري أبطال أوروبا بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند على ملعب ويمبلي العام الماضي. ومن بين المواجهات الأخرى التي أدارها في النهائيات المقامة في البرازيل مباراة إسبانيا وهولندا في المجموعة الأولى التي فاز بها الهولنديون (51) في 13 جوان. للإشارة، فإنه في الموسم الماضي كان ريتسولي طرفا في واقعة مثيرة للجدل حينما منح ركلة جزاء ثم عدل عن رأيه بعد خمس دقائق إثر احتجاجات غاضبة خلال مباراة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بين روما وساسولو.