الجزائر شاركت في احتفالات 14 جويلية بباريس تخليدا لضحايا الحرب العالمية شاركت الجزائر، أمس في احتفالية الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى بباريس، إلى جانب أكثر من 80 دولة دعيت لإحياء هذه الذكرى. وتعد هذه أول مرة تشارك فيها الجزائر بجنود في الاحتفالية، والتي اكتست هذه السنة طابعا تاريخيا حيث تزامنت مع مرور قرن على اندلاع الحرب العالمية الأولي. وكانت الجزائر ممثلة في هذه الاحتفالات، بوزير الطاقة يوسف يوسفي، وثلاثة من حملة العلم و حرس رسمي رغم الجدل الذي اثير في الجزائروباريس، بشان مشاركة الجزائر في احتفالية 14 جويلية، الا أن الوفد الجزائري الذي يضم ثلاثة عسكريين من حملة العلم و حرس رسمي، كان حاضرا أمس في شارع الشانزليزيه بباريس، للمشاركة في الاحتفالية بمناسبة مرور 100 سنة على الحرب العالمية الأولى، إلى جانب ممثلين نحو 80 دولة ساهمت في الحرب إلى جانب فرنسا. وتعد هذه أول مرة منذ الاستقلال، يشارك فيها جنود من الجيش الوطني الشعبي الجزائري في الاحتفالات الخاصة بمئوية الحرب العالمية الأولى التي تنظم بباريس بالتزامن مع العيد الوطني الفرنسي. وهو ما أثار حفيظة بعض السياسيين وقدماء المجاهدين، فيما ردت الحكومة بان مشاركة الجزائر لم تكن أبدا سياسية بل تاريخية، لتأكيد واجب الذكرى للجزائريين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى. وكان الوفد الجزائري الذي ضم 3 عسكريين، محاطا بوفود تمثل 79 دولة، دعيت لحضور الاحتفالية، وتقدم الموكب الذي ضم وفود الدول المشاركة، مباشرة بعد أن قام الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند بتفقد الفرق العسكرية، وكان الجنود الثلاثة يرتدون بذلات عسكرية، وتقدم احد العسكريين حاملا العلم الجزائري، متبوع بجنديين، قبل أن يتقدم الموكب صوب المنصة الشرفية لتحية المسؤولين. وتم عزف مقاطع لتحية ضحايا الحرب العالمية الأولي. من بينهم الجزائريين الذين جندوا في صفوف الجيش الفرنسي لقتال النازيين، حيث تم تجنيد حوالي 170الف جزائري وغالبية عمليات التجنيد تمت بالقوة، وقتل أزيد من 20 ألف جزائري في المعارك التي دارت خلال الحرب. وقد رفضت الجزائر، كل القراءات السياسية التي حاولت بعض الأطراف إعطاءها لقرار المشاركة في الاحتفالية، وأكدت بان المشاركة لها أبعاد تاريخية، حيث أوضح وزير الخارجية رمطان لعمامرة إن «الجزائر ستشارك في نفس الشكل ونفس الظروف مثلها مثل 80 دولة سقط مواطنوها في ساحة المعركة في الحرب العالمية الأولى وهذا هو الهدف من الاحتفالات المقررة في باريس». وأضاف «الشعب الجزائري يتحمل مسؤوليته التاريخية وهو يحتفي بمساهمته الخاصة من أجل الحرية في العالم».وفي باريس، حاولت بعض الأطراف المنتمية إلى اليمين المتطرف، وبعض جمعيات الحركى والأقدام السوداء، منع هذه المشاركة، والتي ردت عليها الحكومة الفرنسية، على لسان وزيرها للدفاع جون ايف لودريان، بالتأكيد بان مشاركة الجزائريين في العرض طبيعي لأن الكثير من آبائهم وأجدادهم ماتوا وأضاف قائلا «الامتناع عن دعوتهم كان سيشكل صدمة". وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعلن في 20 جوان الماضي أنه لا يرى ما يثير «صدمة» في حضور جنود جزائريين احتفالات 14 جويلية «بما أنها احتفالات بكل التضحيات التي وقعت وبطبيعة الحال من بينها تضحيات جزائريين». وسعت بعض جمعيات الحركى مدعومة من طرف اليمين الفرنسي المتطرف، إلى إرغام فرانسوا هولاند بالعدول عن قراره القاضي بإشراك الجنود الجزائريين في العروض العسكرية، رغم أن هدف الحكومة الفرنسية كان هو تكريم جميع الجنود الذين ضحوا بحياتهم خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918، إلا أن بعض الأوساط الفرنسية المتطرفة رفضت مشاركة الجزائريين. أنيس نواري