السطايفية يقصدون شلال الواد البارد للهروب من الحر في شهر الصيام يستقطب شلال الواد البارد العشرات من السطايفية من كل الفئات العمريّة، خصوصا الشبان لقضاء أوقات ممتعة هروبا من ضجيج المدينة ومن الحرارة اللافحة و استهلاك الوقت في شهر رمضان، ولا يتوانى البعض في السباحة رغم خطورتها هناك ، لكن من الصعب مقاومة البرودة الشديدة للمياه المنعشة. يقع شلاّل واد البارد ببلدية واد البارد على بعد 50كلم شمال سطيف، و ينبع من أعالي جبال بابور و يشكّل مصبه مسابح طبيعية على الهواء الطلق و تحيط به حجارة ملساء تضفي على محيطه ديكورا طبيعيا من تصوير الخالق عزّ وجل. و حسب روايات سكان المنطقة، فإن الشلاّل كان في وقت مضى منطقة محرمة يتفادى السكان الذهاب أو المرور منها في العشرية السوداء و قبل سنة 2003، تاريخ الحملة العسكرية الضخمة التي قادها الجيش الشعبي الوطني الذي قام بتطهير المنطقة و خصوصا جبال بابور من العناصر الإرهابية. يبدو أن المنطقة الطبيعية العذراء سواء الشلالات أو الجبال والسهول المحيطة بها شدّت عناصر الجيش فعادوا إليها لاحقا بالعشرات مع عائلاتهم وأصدقائهم للزيارة والسياحة قادمين من مختلف مناطق الوطن، ما أكسبها شهرة كبيرة، كما أن سكان مدينة سطيف يتوافدون بالمئات يوميا لقضاء يومهم، حيث باتت تشهد اكتظاظا كبيرا. في زيارة قادتنا لموقع شلاّل الواد البارد، لاحظنا بأنّه يستقطب شبانا في مقتبل العمر، يرون فيه فسحة وسباحة تغنيهم عن الذهاب للبحر، فتجدهم يتبادلون أطراف الحديث ثم يؤدون صلاة العصر جماعة، يقول أيمن 16 سنة، بأنه يأتي بصفة دورية مع رفيقه على متن شاحنة صغيرة ،هاربين من حرارة سطيف بحثا عن الانتعاش والسياحة في منطقة وصفها بالأروع في الولاية. محمد 29عاما ، أكد بأنه يأتي من حين لآخر لمنطقة واد البارد من أجل الاستمتاع بالمياه الباردة والمنعشة الطبيعية المتساقطة من أعلى الجبل، و أشار بأنه يشعر بالارتياح و السكينة لدى سماعه خرير المياه ويرى مشهده الطبيعي، لكنه يتفادى السباحة خوفا من الإفطار في رمضان، و يكتفي بغطس رجليه أو غسل وجهه و ذراعيه ، لكنه بالمقابل يجلب معه قارورات مياه فارغة من أجل ملئها ثم الإفطار على مياه الشلال التي تحافظ على برودتها وانتعاشها. التقينا بالحاج إسماعيل 61 سنة، برفقة أفراد عائلته واشتكى من غياب مرافق خدماتية تسهر على راحة السياح في شهر رمضان وخصوصا في فترة الإفطار، مشيرا بأنه يأتي غالبا إلى الشلال لقضاء الوقت والاستمتاع بالمناظر الطبيعية. ليبقى شلال الواد البارد يكتسب شهرة واسعة من سنة لأخرى، لكن صعوبة مسالكه التي تعاني من التدهور وغياب الإشارات التي توجه المصطافين والسياح ،تصعب عليهم الوصول إليه، إضافة إلى غياب المرافق الخدماتية ما عدا الأكواخ الفوضوية التي تقدم بعض الوجبات السريعة مثل الشواء و المشروبات المنتشرة هنا وهناك و هي تشوه عذرية المنطقة .فمن المفروض تخصيص ميزانية لتهيئة الموقع والنهوض بهذه المنطقة النائية بالولاية والتعريف بها من أجل نشر الثقافة السياحية الجبلية.