الحرائق تلتهم عشرات الهكتارات من الغابات والحرارة تصل إلى 45 درجة وتخلف إغماءات خلفت الحرائق التي اندلعت بغابات سيدي عيسى، طوش، والنقطة الملمترية رقم 6 بعنابة، صبيحة أمس الأحد خسائر معتبرة، أتلفت على إثرها نحو 43 هكتارا من الأشجار والأحراش، بعد أن صعبت ألسنة النيران مهمة وحدات التدخل التابعة لمصالح الحماية المدنية، ومديرية الغابات، رغم تسخير كل الإمكانيات بما فيها الرتل المتحرك المتكون من شاحنات عملاقة مجهزة بالعتاد لإخماد حرائق الغابات، كما أتت النيران على مزرعتين تضمان أشجار مثمرة وإسطبلات لتربية المواشي. وأوردت مصادر من مديرية الحماية المدنية، أن هذه الحرائق لم تشهدها الولاية منذ حلول فصل الصيف فالأرقام المسجلة، من حيث خسائر الحرائق تجاوزت المعدلات المسجلات في السنوات الفارطة ، فعلى سبيل الذكر العام الماضي لم تتعد المساحة المتلفة 60 هكتارا، مضيفا أن الحريق المندلع أمس لوحده إلتهم أزيد من 43 هكتارا. وأرجع المصدر سبب نشوب الحرائق إلى العامل البشري فهو بفعل فاعل حسبه، ساعد على انتشاره الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة التي فاقت 45 درجة، وبدأ في مناطق متفرقة، ثم توسع ليشمل الغابات التي تتميز بنسبة كثافة عالية، ورغم التواجد المكثف لأعوان حراس الغابات من أجل إحباط محاولة إضرام النار ،إلا أن شساعة المنطقة حال دون تغطية كامل النقاط، ليبقى التركيز على الأماكن التي تكثر فيها حركة الأشخاص. وبفضل المجهودات التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع مصالح الغابات لإخماد الحرائق، تم تأمين التجمعات السكنية القريبة من الغابات التي كانت مهددة بوصول ألسنة النيران إليها، حيث تم القيام بإجراءات وقائية من أجل منع النيران من الاقتراب إلى البيوت والأشجار المغروسة بمحاذاتها،خاصة بحي سيدي عيسى الذي يعرف كثافة سكانية عالية. وقد زادت النيران المشتعلة بالغابات المذكورة من ارتفاع درجة الحرارة بعنابة، حيث تجاوزت ظهر أمس 45 درجة، مما فرضت على السكان البقاء في منازلهم، كما تقلصت حركة المرور في وسط المدينة بشكل كبير نظرا للجو الحار جدا والدخان المتصاعد في السماء، و خلفت موجة الحر مضاعفات لدى الصائمين من كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، حيث استقبلت مصالح الاستعجالات حسب مصدر طبي أزيد من 50 حالة لأشخاص أصيبوا باختناقات وارتفاع في ضغط الدم والسكري بسبب درجة الحرارة غير الطبيعية.