أولياء أبناءهم بايرهقون لدروس الخصوصية في فصل الصيف منع العديد من الأولياء أبناءهم المقبلين على شهادة البكالوريا الموسم المقبل من الاستمتاع بعطلتهم الصيفية، بحجة التحضير لهذا الامتحان المصيري وذلك قبل بداية السنة الدراسية، بغية حثهم على تحصيل نتائج ممتازة. سجلنا اقبالا كبيرا للتلاميذ و الطلبة الثانويين المتواجدين أمام مركز لتقديم دروس الدعم أثناء تنقلنا وسط مدينة قسنطينة . العديد من المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا يتلقون دروس دعم في المواد الأساسية و ذلك تحضيرا للدخول المدرسي المقبل . . التقينا بالطالب أمين الذي بدا عليه الملل وعدم تقبل الدراسة في شهر أوت ، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات عالية . ذكر بأنه مجبر على هذه الدروس من قبل أوليائه تحضيرا مسبقا للبكالوريا . هم لديهم رغبة كبيرة بأن يحصل على شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز والالتحاق بتخصص يرضيهم بالجامعة . بعض الأولياء الذي التقيناهم ، قالوا بأنهم مصرين على تقديم دروس الدعم لأبنائهم خلال فصل الصيف . و أكد بعضهم عدم ثقتهم بالمؤسسات التعليمية الرسمية التي أصبحت تكرس مناهج لا ترتقي وتطلعاتهم أو للنتائج التي يريدون أن يحققها أبناؤهم . معظمهم يعتقد بأن المستوى التعليمي تراجع بشكل لم يعد يخفى على أحد . اذ لم يعد يواكب تطورات التعليم في العالم . هذا ما كشف عنه بعض الذين لم يخفوا رغبتهم في ارسال أبنائهم إلى الخارج لمواصلة دراساتهم ما بعد التخرج . يدفع التلاميذ مبالغ باهظة للأساتذة الذين يقدمون لهم دروسا خصوصية في فصل الصيف ، اعتبارا لتضحية الأساتذة بعطلتهم من أجل تلقينهم المواد الأساسية بالمقرر الدراسي مسبقا ، خاصة بالنسبة للمقبلين على شهادة البكالوريا الذين يستفيدون من دروس الدعم في الفلسفة والرياضيات والفيزياء ... قال محمد العربي بأنه حريص على تعليم أبنائه رغم ارتفاع الأسعار التي تعرضها مراكز تعليم اللغات وتقديم الدروس الخصوصية وذلك تفاديا لفشل دراسي قد يعود بآثاره السلبية على حياة أبنائه بشكل عام. ضحى العديد من الآباء بعطلتهم الصيفية ، وآخرون قلصوا منها ، وذلك من أجل مساعدة أبنائهم في التحضير المبكر لامتحانات الموسم المقبل . نعيمة وهي أم لفتاة مقبلة على شهادة البكالوريا ، قالت بأن الأموال التي اعتادت على تخصيصها لمصاريف العطلة الصيفية وجهتها لدروس الدعم لابنتها التي لم تحقق نتائج جيدة في العديد من المواد التعليمية المقررة .. وأضافت بأنها تعاملت بنفس الطريقة مع ابنها الأكبر الذي نال شهادة البكالوريا بمعدل جيد . التحضير لمثل هذا الامتحان في الصيف جعله ، حسبها ، على دراية بصعوبة البكالوريا . فتجند لها مبكرا وحضر لها بشكل جيد . صورية وهي أستاذة فيزياء تدرس في مركز متخصص في تقديم الدروس الخصوصية بالخروب ، قالت لنا بأن دروس الدعم تدر عليها عائدا ماليا مهما يسمح لها بتلبية متطلبات عائلتها خاصة وأنها استطاعت أن تستأجر شقة خصيصا لتعليم المقبلين على شهادة البكالوريا ، أثناء فصل الصيف . هم يحضرون لهذا الامتحان المصيري ابتداء من العطلة. بات متداولا لدى تلاميذ الثانويات أسماء أساتذة بعينهم ، معروفين بمراكزهم المتخصصة و منازلهم المتواجدة بحي المنظر الجميل وباب القنطرة وسيدي مبروك الأعلى .. ينشطون في فترة الصيف لتقديم دروس دعم موجهة خاصة للذين لم يوفقوا في نيل شهادة البكالوريا.. يحاولون استدراك فشلهم بالتحضير مسبقا لهذا الامتحان المصيري في أذهان الكثيرين . علماء النفس التربويين: التمتع بالعطلة نصف النجاح المتخصص في علم النفس الاجتماعي نور الدين عمران قال في اتصال بالنصر بأن ظاهرة التوجه للدروس الخصوصية في العطلة الصيفية حالة مرضية ينشئها الأولياء نتيجة تجندهم المبالغ فيه لشهادة البكالوريا ، وتخوفهم الكبير منها الذي نقلوه بدورهم لأبنائهم . الأجدر لهم أن يهيئوا لهم الجو المناسب للراحة والاستجمام وأن يبعدوهم عن جو الدراسة ، فذلك يسمح بتوازن بيولوجي ونفسي يعطيهم أريحية عند الدخول الدراسي القادم ، وبمعنويات مرتفعة . أرجع محدثنا زيادة ظاهرة الدروس الخصوصية في فصل الصيف في السنوات الأخيرة لتعلق الآباء بنتائج أبنائهم التعليمية دون أن يهتموا بالحالة النفسية لهؤلاء الأبناء وهو ما يراه المختص خطرا على التحصيل الدراسي العقلاني .