الحمى القلاعية تتوسع إلى ولايات غربية توسع داء الحمى القلاعية ليمس عددا من الولايات الغربية، بعد أن عرف انتشارا واسعا عبر 18 ولاية من شرق ووسط البلاد، حيث سجلت مصالح البيطرة والفلاحة أولى حالات الإصابة بالداء بكل من ولايتي غليزان و مستغانم، فيما احتج مربون بسطيف عبر العديد من مفتشيات الفلاحة، على عدم استفادتهم من اللقاح. وعلى الرغم من التدابير الوقائية التي أقرتها وزارة الفلاحة لمنع وصول الحمى القلاعية لولايات الغرب الجزائري، فقد تم أول أمس، اكتشاف أولى حالات الإصابة بالداء بولايتي غليزان و مستغانم، وهو ما خلف حالة استنفار قصوى لدى الموالين. وسارعت مصالح الفلاحة والبيطرة بغليزان، نهاية الأسبوع إلى ذبح 44 رأسا من الأبقار بمنطقة الجبابرة بدائرة زمورة، كإجراء وقائي بعد اكتشاف أولى إصابة بالداء، كما علم أيضا من مصادر مطلعة، أن عملية المراقبة التي باشرتها مصالح البيطرة بولاية مستغانم، كشفت عن إصابة إحدى أبقار مزرعة بمنطقة أولاد علي وقد تم غلق أسواق المواشي ومنع ممارسة أي نشاط تجاري لبيع الأبقار، أو انتقالها ما بين الولايات الغربية كإجراء استعجالي للحد من انتقال المرض. وانطلقت أولى عمليات التلقيح بعد وصول الدفعة الأولى من اللقاح، في انتظار استكمال الباقي، لتشمل كل رؤوس الأبقار المتواجدة بغرب البلاد، ففي غليزان يوجد حسب مصادر بيطرية حوالي 50 ألف رأس من الأبقار، والبداية كانت بتلقيح 35 ألف رأس خاصة بالأماكن القريبة من بؤرة الإصابة، كما تم تجنيد 100 بيطري من القطاعين العمومي والخاص، أما بمستغانم فانطلقت عملية التلقيح ب 5 آلاف جرعة التي وصلت إلى الولاية كدفعة أولى. في حين كانت بداية التلقيح بوهران بالمناطق الحدودية مع ولايتي غليزانومستغانم، حيث استفادت الولاية من خمسة آلاف جرعة كحصة أولى، لتليها 7 آلاف جرعة أخرى لاحقا، لكي تشمل العملية جميع رؤوس الأبقار عبر الولاية. من جهة أخرى عرفت ولاية سطيف، أول أمس، احتجاج المئات من مربي الأبقار، عبر عدة نقاط من مفتشيات الفلاحة المتواجدة ببلديات عين الحجر وأولاد صابر وبئر العرش، إضافة إلى مناطق موكالة وتالة إيفاسن شمال ولاية سطيف، بسبب عدم استفادتهم من جرعات لقاح الوقاية من عدوى الحمى القلاعية، بعد وصول حصة تقدر ب 15 آلاف جرعة، تم توزيعها على 12 بلدية فقط من مجمل 43 بلدية، سجلت بها حالات إصابة مؤكدة. وحسب مصادر عليمة فإن المربين، فور سماعهم بوصول الجرعات، توجهوا نحو مفتشيات الفلاحة، أين تم توزيع الجرعات على الأطباء البيطريين الخواص والعموميين المعتمدين بتلك المناطق، كما أكد عدد من المربين للنصر أن اللقاحات لم تكن كافية. وحسب مصادر مطلعة، فإن المربين غير المستفيدين حاولوا الاعتداء على الأطباء البيطريين، واتهموهم بالتواطؤ والاعتماد على المحسوبية و والمحاباة، في توزيع جرعات اللقاح، ما دفع الكثير من مصالح المفتشيات و البياطرة، للجوء إلى الدرك لحمايتهم أثناء ممارسة مهامهم، وقد أكد العشرات من البيطريين للنصر عن تنازلهم من حصتهم من اللقاح، تفاديا للاصطدام مع المربين، في ظل الكمية القليلة المتوفرة حاليا. في نفس السياق، كشف مدير مديرية الفلاحة لولاية سطيف، بأن كمية اللقاح لم تكن كافية مقارنة بالثروة الحيوانية التي تتوفر عليها الولاية، مضيفا أن مصالحه قامت بتوزيع جرعات اللقاح على مفتشيات الفلاحة عبر 12 بلدية، وأعطت الأولوية للبلديات التي سجلت بها أعلى نسبة من الإصابة بداء الحمى القلاعية، وأوضح أن أولوية التلقيح ستمنح للأبقار الحلوب بالدرجة الأولى، التي لم يمسها المرض و غير الملقحة من قبل، من أجل الحفاظ عليها لضمان إنتاج الحليب بنفس الوتيرة السابقة. وأضاف المتحدث، أن مصالح البيطرة سجلت أمس، أزيد من 20 حالة إصابة جديدة بالحمى القلاعية، ببلديتي أوريسيا وتيزي نبشار، ليرتفع عدد البلديات التي سجلت فيها حالات مؤكدة إلى 43 بلدية، مشيرا أن مصالحه قامت في الآونة الأخيرة بذبح أزيد من 1700 عجل وبقرة، في حين تم دفن 520 حالة أصيبت بالمرض، مع تسجيل 41 بلدية اكتشفت بها حالات إصابة مؤكدة من أصل 60 بلدية بالولاية. في سياق متصل، ذكر مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة، بأنه تم تسجيل 13 بؤرة مرضية لداء الحمى القلاعية لحد الآن، آخرها كان في بلدية بني حميدان، فيما كشف أن الولاية استفادت من 5000 جرعة لقاح، ليؤكد المتحدث أن مصالح البيطرة انطلقت أول أمس، في عملية تلقيح الأبقار، وهذا بتجنيدها لبياطرة عموميين وخواص، ورجح المسؤول أن يتم الحد من انتشار المرض و القضاء عليه ع نهائيا مع نهاية الأسبوع. ووصل عدد بؤر الحمى القلاعية بولاية الجزائر إلى 6 بؤر، منذ ظهور أولى الحالات شهر جويلية المنصرم، حسبما أكده مفتش بيطري بمفتشية الولائية للمصالح البيطرية، و أوضح المتحدث أن عدد البؤر التي تم اكتشافها منذ ظهور داء الحمى القلاعية بالولاية، وصل إلى 6 موزعة عبر كل من بلديات الشراقة و زرالدة و عين البنيان و الرويبة و السحاولة و سيدي موسى، وأضاف أن 30 رأسا مصابة تم ذبحها إلى حد الآن. وفي تيزي وزو، كشف مصدر مطلع من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، نهاية الأسبوع الماضي، أن 10 آلاف وحدة من جرعات اللقاح المضاد للحمى القلاعية، تم تخزينها على مستوى مركز الفلاحة ببلدية ذراع بن خدة، في انتظار تسليمها ل 12 بلدية متضررة من المرض، واستنادا إلى ذات المصادر، فإن الكمية المستلمة، لا تلبي احتياجات كافة بلديات تيزي وزو ال 67، وأضاف أنه من المنتظر أن تصل كمية أخرى من اللقاح نهاية الشهر الجاري، وأشار ذات المصدر أن عملية التلقيح ستمس بالدرجة الأولى الأبقار والثيران المسمنة، مؤكدا أن عدد المواشي التي مسها الداء إلى غاية مساء الخميس الماضي، قد بلغ أكثر من ألف رأس من الأبقار والعجول عبر 40 بلدية. المراسلون