حالة استنفار قصوى تعرفها مختلف ولايات الوطن بعد الانتشار السريع لمرض الحمى القلاعية، الذي يشكل خطرا على الحيوانات المجترة ،ولا يمكن محاصرته إلا بانخراط مربي المواشي في إجراءات مكافحته، باعتبارهم أول المعلنين عن الحالات المشتبه فيها، وهو ما دعت إليه المصالح البيطرية قبل أن تتخذ كافة التدابير اللازمة لإبقاء الوضع تحت السيطرة ،عبر كافة الولايات المنتشرة فيها بؤر الإصابات بالحمى القلاعية . بعد تأكيد ظهور بؤرة المرض في منطقة بئر العرش بولاية سطيف نهاية الأسبوع المنصرم تم اكتشاف انتشار المرض بسرعة في ولايات أخرى هي بجاية و باتنة و البويرة و برج بوعريريج و المدية، وكدا قسنطينة . و أشار مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة و التنمية الريفية كريم بوغانم أن مصدر الحالات المؤكدة التي تم اكتشافها حتى الآن في الولايات المذكورة هو منطقة بئر العرش بولاية سطيف بالنظر إلى أهمية قطعان الماشية التي تزخر بها المنطقة حيث تتمركز بها كمية كبيرة من رؤوس الأبقار للتسمين مع أزيد من 20000 رأس. و قد ظهرت هذه البؤرة بولاية سطيف بعد أن تم إدخال أبقار إلى أرض الوطن بشكل غير قانوني من تونس مما أدى إلى إصابة القطعان المحلية بالمرض. و تأسف المسؤول للتأخر في إبلاغ المصالح البيطرية عن الحالات المشتبه فيها لأنه كان من الممكن إيقاف انتقال الماشية ما من شأنه منع انتشار الفيروس،معتبرا أن الإبلاغ في هاته الحالات هو شئ جوهري في مكافحة الحمى القلاعية التي تعد من الأمراض الخطيرة التي تمس الأبقار و بإمكانها إلحاق أضرار معتبرة بالمجترات. تجنيد 10 آلاف بيطري للقيام بحملات الاستكشاف من جهة أخرى تعتمد المصالح البيطرية كذلك على تعاون مصالح الأمن لمنع انتقال الماشية و الأبقار عبر الولايات ،و قد تم تجنيد ما يقارب 10000 بيطري من الخواص و موظفي الوزارة من أجل القيام بحملات استكشاف على مستوى مراكز التربية ، لاتخاذ الإجراءات الضرورية منها تطهير و تعقيم مكان البؤر و تلقيح الأبقار و القضاء على الحالات المؤكدة بالذبح. وللحد من انتشار المرض توصي المصالح البيطرية بمنع شراء الأبقار وتفادي نقل الماشية و التصريح في حالة الاشتباه بأي إصابة بالمرض و كذا القيام بعمليات التطهير و التعقيم. وتعرف الإصابة بالحمى القلاعية بعد معاناة الحيوانات من أعراض الارتفاع في درجة الحرارة وظهور تقرحات على مستوى الفم والأنف والثدي وكدا على مستوى الحوافر مما يؤدي إلى العرج. القضاء على 69 رأسا من الماشية ببجاية ظهرت بؤر جديدة مؤكدة للإصابة بالحمى القلاعية وسط المواشي بولاية بجاية ليرتفع بذلك عدد البلديات المعنية إلى 11 بلدية حسب المفتشية البيطرية بالولاية. و قد انتشر هذا المرض بسرعة ب 21 وحدة لتربية المواشي حيث تم القضاء على 69رأسا من البقر و خروف واحد و ست رؤوس ماعز استنادا إلى نفس المصدر الذي أوضح أن هذا الفيروس لم يصب رؤوس الغنم و الماعز التي تم التخلص منها كإجراء وقائي كونها احتكت بالحيوانات المصابة . يذكر أن هذا المرض الذي تم اكتشافه انتشر في غياب الإعلام حيث واصل العديد من المتاجرين في المواشي نشاطهم في الأسواق. من جهته قال المفتش البيطري بالولاية الدكتور عماد إدريس إنه تم تبليغ برقية عاجلة إلى كافة بلديات الولاية لمطالبتها بغلق أسواق المواشي الموجودة بترابه،لكن يبدو أنه لم يتم تطبيق هذا الإجراء كون كل بلدية ربما كانت تنتظر صدور المرسوم التنفيذي عن الولاية الذي هو بصدد التوقيع عليه. و أضاف المتحدث أن البياطرة بالولاية مجندون في الميدان مؤكدا أنه تم إطلاق حملة تلقيح واسعة للمواشي بالمناطق التي ظهر في هذا المرض حيث تم جلب 1000 جرعة لقاح إلى الولاية من أجل التحكم في الفيروس و الحيلولة دون انتشاره.س للإشارة فإنه تم اكتشاف ظهور هذا المرض الأحد الماضي و يجمع كثيرون على أنه تم إدخاله إلى سوق سيدي عيش الأربعاء الفارط تزامنا مع وصول و بيع ماشية مصابة قادمة من ولاية سطيف التي تسببت في نقل العدوى إلى المواشي المحلية. و أكد الدكتور إدريس أن ز الوضع يبقى تحت السيطرة لافتا إلى عدم إصابة أي بقرة حلوب بالعدوى لحد الآن بفضل عملية التلقيح التي تمت بسرعة و بإحكام. المرض يستنزف الكميات المتوفرة من اللقاح بسطيف أوضح المفتش البيطري بولاية سطيف مراد صوشة بأن انتشار هذا المرض يجعل من كميات اللقاح المستلمة عبر الولاية لتدعيم مربي المواشي و الموالين و المقدرة ب 15 ألف جرعة زغير كافيةس لمحاصرة المرض و تطويقه من أجل منع انتشاره إلى مناطق أخرى. وفي انتظار وصول كميات إضافية من اللقاح لمواجهة هذا الداء الذي أتى منذ تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة الجمعة الأخير على أكثر من 500 رأس من الأبقار تم تدعيم دائرة بئر العرش من بين الكمية المستلمة ب 8 آلاف جرعة من اللقاح فيما خصصت الكميات المتبقية و المقدرة ب 7 آلاف جرعة استنفذت تماما لتلقيح الحيوانات للبؤر المكتشفة مؤخرا. وتتواجد حاليا المصالح البيطرية عبر الولاية في حالة استنفار زقصويس حيث تم اتخاذ جملة من التدابير الوقائية المستعجلة من بينها غلق أسواق الماشية و منع تجمعها و تنقلها داخل أو خارج إقليم الولاية إلى جانب تنصيب لجان مراقبة لوحدات تسمين المواشي. كما يتم و بشكل دوري و متواصل تحسيس المربين و الموالين و تعريفهم بأعراض الحمى القلاعية وحثهم على ضرورة القيام بالإجراءات الصحية من خلال عزل حيواناتهم و الالتزام بقواعد النظافة الصحية و الطلاء بالجير و التطهير و التنظيف لمنع انتشار المرض فضلا عن التبليغ عن أي حالات مشبوهة. حيث تم غلق أسواق الماشية عبر بلديات ولايتي قسنطينة وميلة كإجراء احترازي للوقاية من انتشار الحمى القلاعية وتعزيز تدابير أخرى بولايات أخرى حسب ما علم من مصادر مسؤولة بالولايتين. فبقسنطينة صرح فؤاد بن طراد المكلف بالاتصال بمديرية المصالح الفلاحية أن هذه المديرية تلقت مؤخرا إشعارا من الوزارة بوقف دخول الحيوانات من الولايات المجاورة و بأن يكون تنقل الحيوانات برخص صادرة عن مصالح البيطرة. و أضاف أنه زحامت شكوك بشأن وجود بؤر لهذا المرض الفيروسي الذي ينتقل بسرعة بكل من بلديتي عين عبيد و الخروب مما جعل المديرية تبادر إلى تسخير بياطرة من القطاعين العام و الخاص من أجل القيام بتحاليل تم إرسالها إلى المخبر الجهوي الذي ستظهر نتائجه خلال الأسبوع الجاري. واستنادا بن طراد تم لحد الساعة تلقيح أزيد من 30 ألف رأس من الأبقار من أصل 52960 رأس في انتظار الحصول على جرعات أخرى من اللقاح بغية تلقيح بقية الأبقار. أما بولاية ميلة يشمل هذا القرار المتخذ من طرف الوالي الأسواق الأسبوعية للماشية وذلك إثر ظهور حالات من هذا المرض ببلدية بئر العرش الواقعة بولاية سطيف و المحاذية لولاية ميلة حسب ما علم من مصالح الولاية. ونفى عبد النور لباد مسؤول خلية الإعلام بولاية ميلة إكتشاف أي حالة للحمى القلاعية لدى الأبقار بولاية ميلة وهو ما ذهبت إليه المفتشة البيطرية بمديرية المصالح الفلاحية للولاية فراح بوسنة في. وأكدت المسؤولة ذاتها أن تحاليل مخبرية قام بها المخبر الجهوي بقسنطينة نفت إصابة حالة مشكوك فيها لبقرة من شلغوم العيد بهذا الداء. و بولاية الطارف فقد تم تعزيز التدابير الخاصة بالوقاية من الحمى القلاعية على الرغم من أنه لم يتم لحد الساعة تسجيل أية حالة إصابة بهذا الداء . كما تم تأمين ولايات الطارف و سوق أهراس و الوادي و تبسة الحدودية مع تونس بشكل جيد من هذا الداء حيث تم تلقيح 67ألف رأس من الأبقار ضد هذا المرض الفيروسي بهذه الولاية التي تحصي 96 ألف رأس. و يوجد بالطارف مخزون ب1200 جرعة من اللقاح المضاد للحمى القلاعية بغية استعماله عند الضرورة. حصص إضافية من اللقاح لضمان تغطية صحية للماشية بتيسمسيلت تم توفير بولاية تيسمسيلت حصة إضافية من 9 آلاف جرعة لقاح موجهة لتلقيح رؤوس الأبقار ضد مرضي الحمى القلاعية والكلب حسبما أفادت به المفتشية الولائية للبيطرة. وفي هذا الإطار أوضح المفتش الولائي للبيطرة حسين ولد عمارة على أن هذه الحصة التي تضاف إلى 3 آلاف جرعة تم جلبها من المخبر الجهوي للبيطرة من ولاية مستغانم وتندرج في إطار المخطط الوقائي الاستثنائي الذي تم وضعه على مستوى ولاية تيسمسيلت والرامي لحماية رؤوس الأبقار من الإصابة بداء الحمى القلاعية وكذا مرض الكلب. وصرح ذات المسؤول أن هناك حصص إضافية أخرى ستستفيد منها الولاية في القريب العاجل وذلك بهدف ضمان تغطية صحية جيدة لرؤوس الأبقار لاسيما بالمناطق التي تعرف انتشارا لتربية هذه الثروة الحيوانية على غرار ثنية الحد وبرج بونعامة وسيدي سليمان و تيسمسيلت وخميستي ولرجام. وأبرز ولد عمارة بأن عملية تلقيح رؤوس الأبقار ستنطلق خلال الأيام القليلة حيث تم تجنيد لهذا الغرض 23 طبيبا خاصا مفوضا. ومن جهة أخرى كشف نفس المصدر عن أن عمليات الكشف المبكر عن فيروس الحمى القلاعية التي قامت بها المفتشية الولائية للبيطرة مؤخرا قد بينت عدم تسجيل حالات مصابة بهذا المرض الخطير في وسط قطعان الأبقار وكذا الأغنام. وتواصل ذات المفتشية الخرجات الميدانية التحسيسية للوقاية من الإصابة بمرض الحمى القلاعية والتي تشمل تقديم نصائح وإرشادات لفائدة المربين ترمي لتوفير شروط النظافة بداخل أماكن تربية رؤوس المواشي والأبقار وضرورة تحديد تنقل الثروة الحيوانية إلى مناطق التي قد لا تتوفر على الظروف الصحية الجيدة. اكتشاف بؤرتين للحمى بباتنة والوالي يأمر بغلق أسواق الماشية تم اكتشاف بؤرتين للحمى القلاعية عبر ولاية باتنة ما أدى بالوالي إلى إصدار قرار بغلق كل أسواق الماشية ومنع كل التظاهرات التي توجد فيها الماشية إلى أجل غير مسمى حسب ما صرح به مفتش المصالح البيطرية مسعود بوغرارة. وأضاف نفس المصدر أنه بموجب هذا القرار ستكون كل تنقلات الماشية داخل وخارج الولاية زخاضعة لرخصة تمنح للمربين و الموالينس من طرف المصالح البيطرية. وأشار ذات المصدر إلى ذبح الأبقار ال 8 و اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمحاصرة البؤرتين والعمل و الوقاية من أجل عدم ظهور أخرى بما في ذلك إطلاق حملة واسعة النطاق في أوساط المربين والموالين بعد التنقل للولايات المجاورة سواء بهدف البيع أو الشراء. تسجيل حالتي إصابة في البويرة سجلت حالتي إصابة بالحمى القلاعية بمنطقة إقطافن الريفية ببلدية عين ترك غرب البويرة وفق ما علم من المصالح البيطرية للولاية. وفي هذا الإطار صرحت سليمة كركود مفتشة بيطرية بمديرية المصالح الفلاحية تم اكتشاف حالتي إصابة بالحمى القلاعية بمنطقة إقطافن بعين ترك بعد أن قامت مصالحنا بتحاليل على عينات لبقرتين تم القضاء عليهما فيما بعد.س وقالت هذه المسؤولة أن المفتشية البيطرية توجد حاليا زفي حالة استنفار وينتظر أن يطلق الوالي مخطط تدخل للتصدي لهذا المرض المعديس استنادا لنفس المسؤولة التي ذكرت من جهة ثانية أنه تم في جوان الماضي ز تنصيب جهاز مراقبة عبر تراب الولاية للوقاية من الحمى القلاعية عقب الإعلان عن ظهور بؤر لهذا المرض في تونس.