تلاميذ ينشرون صور أساتذتهم و زميلاتهم على "الفايس بوك" تغيّرت أساليب المزاح في الأوساط التربوية من التنكيت اللفظي و تقليد المعلمين و المؤطرين و الزملاء و الزميلات إلى التقاط صور لهم في لقطات مضحكة ثم بثها على مواقع الانترنت و جعلها موضع تعليق للزوار و أعضاء النوادي و المنتديات الشبابية. و رغم منع استعمال الهاتف النقال بالمؤسسات التربوية، غير أن هذه التعليمة لم تلق استجابة بالعديد من المؤسسات، حيث لا زال الكثير من التلاميذ يستخدمونه داخل الأقسام خفية، و ليس هذا فحسب بل يلتقطون صورا و يسجلون أشرطة فيديو يعرضونها فيما بعد على"غروب" خاص، على "الفايس بوك " أو مواقع و منتديات حرة مختلفة. و قد تبنى شباب اليوم طريقة جديدة للمزاح و التسلية في الأوساط المدرسية ، مستغلين التطور التكنولوجي في مجال الاتصال لا سيما الهواتف النقالة التي باتت في متناول الجميع تقريبا، حيث تخصص بعض التلاميذ في تحيّن الفرص لاصطياد أطرف اللقطات التي تحدث في المدرسة سواء تعلق الأمر بالمدراء، المراقبين، المدرسين أو التلاميذ ، المهم لديهم أن تكون اللقطة مضحكة و غريبة و مثيرة لاهتمام ثلة المشاغبين من الأوفياء ل"غروب "أحدهم الذين يطلقون العنان لتعليقاتهم الساخرة. و قد أصبحت هذه الأساليب من الأساليب المفضلة لتلاميذ المتوسطات و الثانويات الذين تخلوا عن طرق المزاح التقليدية التي لم تتعد سابقا تقليد حركات الأستاذ و إلصاق العلك في كرسيه أو رشقه بقطع الطباشير كلما أدار ظهره... و غيرها من الحركات التي تعوّد عليها المدرسون و غالبا ما يستعدون لها مع المحاولة المستمرة لضبط الفاعل متلبسا و بالتالي تلقينه العقاب المناسب.أما اليوم فقد تطورت وسائل الشغب مع التطور التكنولوجي على حد وصف أحد المراقبين بمتوسطة بوسط مدينة قسنطينة الذي قال أنه و زملاءه و خاصة الزميلات باتوا يخشون الوقوع في مثل هذه المقالب التي تعكس تراجع التربية و تحوّل المؤسسات التعليمية إلى فضاء لا يختلف عن فضاءات التسلية الأخرى لغياب التأديب. و لا يكاد "غروب" المراهقين عبر "الفايس بوك "يخلو من الصور الملتقطة داخل الأقسام و فناء المؤسسات التي يدرسون بها و التي يأخذونها بغرض الاحتفاظ بها للذكرى لكنها تتحول بفعل خيال زملائهم و تعليقاتهم الساخرة إلى محور للتنكيت. و من جروبات المتمدرسين المراهقين نذكر على سبيل المثال لا الحصر "جروب "/كمشة أون فورس/، /الثالثة أونفير/... و غيرها من المنتديات التي تحولت إلى شبه معارض للصور الطريفة و التعليقات المضحكة، و التي تجاوزت في مواقع أخرى خطوط المزاح إلى الانتقاد اللاذع و السب و الكلام البذيء ، و غالبا ما يتجرأ التلاميذ على فعل ذلك بعد مغادرتهم للمؤسسة و انتقالهم إلى مؤسسات أخرى. الكثير من المعلمين الذين تحدثنا إليهم بخصوص ظاهرة التقاط التلاميذ للصور داخل الأقسام و نشرها عبر الواب أكدوا جهلهم لذلك، فيما عبرت العديد من المراقبات و المعلمات عن خوفهم من تجاوز هذه الظاهرة حدود المزاح و بالتالي تهديد حياتهن الزوجية و استقرارهن العائلي. و ذكرت السيدة عفيفة أنها تراقب سلوكيات و حركات التلاميذ في الفناء و بالرواق ، و لا تتسامح مع التلاميذ الذين يستغلون الهاتف النقال للاستماع بالموسيقى ، و كذا من يلتقطون صورا لأصدقائهم خلال فترة الراحة ما عدا في نهاية السنة الدراسية.و أسر المراقب عزالدين أنهم واجهوا مشاكل مع أولياء التلاميذ بعد تجريدهم من هواتفهم النقالة خلال الدرس، و إصرار البعض على عدم استدعائهم بسبب حيازة أبنائهم للهاتف النقال لأنه بات ضروريا للكبار و الصغار.و أكد عدد من المعلمين أنهم لن يتسامحوا مع التلاميذ إن حدث و وجدوا صورهم منشورة عبر الواب ، و قالوا أنهم لن يكتفوا بمعاقبتهم داخل المؤسسة التي يدرسون بها بل هددوا بمتابعتهم قضائيا.حتى إن لم تكن نية ناشري الصور سيئة و دافعهم بريء و بغرض التسلية فقط فإن الأمر يزعج عموما أصحاب الصور و أوليائهم أيضا.