ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    العدوان الصهيوني على غزة : استمرار الإبادة الوحشية خصوصا في الشمال "إهانة للإنسانية وللقوانين الدولية"    مجلس الأمة: رئيس لجنة الشؤون الخارجية يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    ينظم يومي 10 و11 ديسمبر.. ملتقى المدونات اللغوية الحاسوبية ورقمنة الموروث الثقافي للحفاظ على الهوية الوطنية    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية        الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    "كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    المخزن يمعن في "تجريم" مناهضي التطبيع    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    مباراة التأكيد للبجاويين    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف
نشر في النصر يوم 19 - 08 - 2014


20 أوت نفس الثورة وأرضية الدولة
تخصص النصر في هذا العدد ملفا للذكرى التاسعة والخمسين لهجومات 20 أوت 1955 والذكرى الثامنة والخمسين لمؤتمر الصومام 1956، من خلال تقديم مشاهد وشهادات حية لمن عايشوا الحدثين وصنعوهما، ووقفوا على تفاعلاتهما ونتائجهما العسكرية والسياسية، عبر مختلف نقاط الجزائر. هاتان المحطتان تمثلان فاصلة تاريخية ومنعطفا حاسما في تاريخ الجزائر الحديث ثورة ودولة، فالأولى جاءت والثورة لما يشتد عودها لتزيد لهيب نارها تأججا وتفك الحصار عنها بمنطقة الأوراس التي أبلت البلاء الحسن، وتعطي لها بعدها الاستراتيجي الذي ستكون له انعكاسات إيجابية بعدئذ على المستوى المغاربي والإقليمي والعالمي وتدفع بالثورة إلى الخطوط الأولى الحاسمة، والأهم من هذا ترسيخ بعدها الشعبي حين يحتضن الشعب ثورته ويلتحم م في هذه الموقعة. بينما سيجد الثوار على تباين وجهات نظرهم في مؤتمر الصومام سقف الثورة الجديد وإطارها التنظيمي والسياسي الذي يحكم مسارها ويعيد هيكلتها قياديا وإداريا وسياسيا في ضوء بيان أول نوفمبر التاريخي حتى تسير منذ عامئذ وفق برنامج مدروس وخطوات واضحة نحو أهداف قريبة وبعيدة المدى يسير فيها السياسي جنبا إلى جنب مع العسكري والداخل مع الخارج والبندقية مع الكلمة.
ولئن عبر الشاهدون في هذا الملف وكشفت الشواهد والمشاهد عن فظاعة ما اقترفه الاستعمار الفرنسي من جرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الجزائري، برمته، إلا أن هذه الجرائم المأساوية تظل مثبتة خارج الإدانة ومرتكبوها خارج إطار المساءلة والمحاكمة لم تطلهم العدالة الإنسانية كما طالت نظرائهم في مستعمرات شتى لم تكن جرائمهم بأكثر من جرائم هؤلاء، إن آلاف الجزائريين والجزائريات الذين قتلوا وسحقوا ودفنوا أحياء ذات صيف من سنة 1955 لا لشيء إلا لأنهم قاموا يطالبون بالتحرر والكرامة، من حقهم اليوم أن يروا جلاديهم من السفاحين خلف القضبان يحاكمون، حتى يرتاح ضمير الإنسانية.
المجاهد العيدي هريو للنصر
زوجتي دفنت حية بسكيكدة، هاجمنا الحروش وقتلنا 18 عسكريا بسيدي قنبر
ما المنطقة التي كلفتم بالهجوم عليها يوم 20 أوت 55 وكيف نفذتم ذلك؟
لقد حضرنا مؤتمرات تحضيرية مع الشهيد زيغود يوسف وقادة الهجوم أمثال كافي ومسعود القسنطيني وشيبوط وصالح بوجمعة ويونس رمضان وذلك خلال شهر جويلية بمنطقة بوزعرور ثم أولاد عطية، وتم الاتفاق على تاريخ 20 أوت لكن أحيط بالسرية وبقينا ننتظر الأوامر، وعند تلقينا الأوامر قبل أسبوع كلفنا بالهجوم على الحروش الذي كان منطقة عسكرية ومنطقة كولون وتوزعنا على أربع جهات للهجوم، وكنا نحن بجهة التوميات، ولأننا كنا قلة فنحن المجاهدون 04 أفراد فقط ، فقد جندنا معنا الشعب، وطوال ليلة الهجوم عبأنا الشعب ووفرنا الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء من فؤوس ومزابر وغيرها، وفي الصباح بدأت استعدادات الهجوم بوادي داروتي لكن قبل البدء بحوالي ساعة انكشف أمر إحدى جبهات الهجوم ناحية السد حيث وقع اشنباك وسمع صوت الرصاص وحينها فر من معنا من عامة الشعب، ولم يبق إلا المجاهدون على قلتهم/ وهنا عزمنا على الهجوم أنا المتحدث وبرقلي وبوعبيد ومجموعة أخرى في جهة أخرى وتنفيذ أمر القيادة فاقتربنا من المدينة ناحية مكان المسجد الجديد اليوم، فباغتنا العدو بوابل من الرصاص والرشاش فتراجعنا ثم اتجهنا إلى جبل مكسن، وبالليل عدنا إلى منطقة الالتقاء حتى الصباح.
كيف تلقيتم نبأ نجاح العمليات بسكيكدة وفاجعة المجزرة؟
لقد انتشرت الأحداث وعمت مناطق كثيرة بعزابة والقل وسيدي مزغيش وناحية أم الطوب والحروش وفلفلة ووادي الزناتي وغيرها من مناطق الشمال القسنطيني، لكن بلغتنا أنباء مؤلمة عما تعرض له السكان المدنيون من بطش وتل وتنكيل استعماري انتقاما مما فعله المجاهدون، فقد قتلوا بالآلاف تقتيلا ونقلوا بالشاحنات ودفنوا أحياء بالجرافة بالملعب البلدي حاليا قبل أن ينقلوا إلى مقبرة الزفزاف، ومن جهتي فقد ضحيت بعائلتي حيث قتلت زوجتي وولدينا، وأصهاري بسكيكدة. وزوجتي دفنت حية كما ذكرت لي بعض الشهادات حيث أصيبت بذراعها فقط لكنهم دفنوها.
هل يمكن أن تقدموا شهادتكم عن بعض المعارك التي شاركتم فيها؟
بداية أشير إلى أني سجلت 06 ساعات كاملة بإذاعة سكيكدة وأشكر هنا الإذاعة والصحفية سهام عقون التي تعبت معنا، وأترك تلك الشهادات للتاريخ والمؤرخين، ولا يمكن في هذا الحوار القصير أن أعرض كل المعارك التي شارت فيها، ولكن أقول أني كنت مسؤولا إبان الثورة عن كتيبة للتموين والتسليح ودخلت تونس سنة 1957 رفقة الكتيبة ولم يلق علي القبض نهائيا خلال الثورة، ومن المعارك التي شاركت فيها: معركة زقار الشهيرة ومعركة مشاط وبير الغدر، ومعركة سيدي قنبر بأم الطوب التي واجهنا فيها فصيلة استعمارية وقتنلنا 18 عسكريا وغنمنا 16 قطعة سلاح. كما نفذنا عملية ناجحة للقبض على حركي خطير بإحدى البلديات المجاورة. ع.خلفة
المجاهد عبسى بوحويتة قرمش الدعو عيسى حبيبي للنصر
كان جنود الاستعمار يراهنون على جنس ما في بطن الحوامل ثم يبقرونهن
كبف تلقيتم الأمر بالشروع في الهجومات؟
كنا على تواصل مع قيادة المنطقة وقد أبلغنا المجاهد محمد مهري الذي كنا نناديه الكولونيل بعد اجتماعه بنا بالشاطى الكبير بالهجوم على سطورة فور تلقي الأوامر.
ولكن ماذا حدث ليلتها حتى تأخرتم عن الموعد؟
لقد أرسل إلينا مهري الأمر بالهجوم مع مجموعة أفراد ولكن هؤلاء وعند وصولهم إلى نقطة التماس معنا أوقفهم الحراس وطلبوا منهم كلمة السر للمرور فنسوها فلم يسمح لهم بالعبور لتبليغنا وعادوا أدراجهم ، وبالتالي لم ننفذ هجوماتنا يوم 20 أوت وبلغتنا الأخبار أن الهجومات نفذت في موعدها لاسيما بسكيكدة، فعزمنا على الهجوم في اليوم الموالي 21 أوت على سطورة واقتربنا منها بالمنطقة العليا قبل أن نرجع.
كيف تلقيتم أنباء المجزرة بعد الأحداث؟
بلغنا أن الهجومات نفذت ونجحت ودخل ثلة من المجاهدين والتحموا مع الشعب قد كانت الأسلحة منوعة بين أسلحة نارية وأسلحة بيضاء وبعد ساعات من الأعمال البطولية لم يستشهد إلا بضعة مجاهدين فالتفت الاستعمار المنهزم إلا أبناء الشعب من المدنيين نساء وأطفالا ورجالا وشباب فبطش بهم وانتقم شر انتقام، لقد أصابهم الجنون وتعرت حقيقتهم الإجرامية فراحوا يقتلون كل من يجدونه في الطريق، لدرجة أن مهاجرين من الشاوية نزلوا للتو من باخرة قادمة من فرنسا قتلهم جنود الاستعمار في طريقهم وسط مدينة سكيكدة، ولا علاقة لهم بالأحداث، لقد كان المشهد مروعا على مدى ثلاثة أيام قتل فيها المستعمر 12 ألف مدني، ذهبت في خضمها عائلات بأكملها ولم يكد ينجو أحد وجد هناك، ثم عمدوا إلى جرافة لحفر الخنادق ودفن القتلى والجرحى بدم بارد.
هل وقفتم على مشاهد أخرى من فضائع الاستعمار؟
إن فضائعه كثيرة وأساليب وفنون تعذيبه متنوعة، لقد استهانوا بالكرامة الإنسانية والدم البشري، لدرجة أن الجنود كانوا إذا أمسكوا بامرأة حامل يراهنون على ما في بطنها ذكرا أو أنثى ثم يبقرون بطنها وهي حية ويستخرجون جنينها ليتعرفوا على جنسه، وبمنطقة تمالوس أحرقوا عائلة كاملة داخل مسكنها، لقد كانت جرائم ضد الإنسانية، ولتعلم أن كل الشعب الجزائري أصيب لاسيما قبل إنشاء المحتشدات.
ما العلاقة التي كانت تربطكم بالشهيد زيغود؟
لقد كان الشهيد زيغود قائدا فذا للولاية ولكن للتاريخ كانت زيارته لسكيكدة قليلة فقد تمركز ناحية بلدياتها الغربية إلى منطقة الميلية وجيجل والذي كان يزورنا دوما هو صوت العرب وباقي القادة.
لكنكم مررتم بسنوات عجاف؟
منذ مجي ديغول وبناء المحتشدات بدأت السنوات العجاف لاسيما سنوات 1958 /1960، فقد تعهد شارل لديغول عند زيارته للجزائر بالقضاء على الثورة، وفي هذه السنين سقط الكثير من الشهداء وحوصرنا داخليا وخارجيا فانتشر الجوع والمرض ونقص السلاح والاتصال.
كيف واجهتم هذا الوضع؟
عانينا كثيرا في البداية ولكن هذا خلق عندنا رد فعل قوي حيث عزمنا على مباغتة ومهاجمة جنود الاستعمار والقيام بأعمال بطولية، نقتل فيها أفراده ونغنم سلاحه ومتاعه.
هل يمكن أن تذكر لنا بعض المعارك والعمليات التي نفذتموها؟
كثيرة جدا ، وأنا كنت مسؤولا عن القطاع العسكري من سكيكدة إلى تمالوس جهة البحر، ومن المعارك التي أذكرها، أننا هاجمنا بفوج منطقة الجمالة وسط تمالوس وقتلنا 07 عساكر وغنمنا 16 صندوق ذخيرة و05 قطع من الأسلحة رغم وجود مئات العساكر هناك. ع.خلفة
شهداء في 20 أوت 55 دفنوا أحياء في خنادق
هذه الجرافة المنصوبة عند مدخل الملعب البلدي بسكيكدة استعملها جنود الاستعمار الفرنسي في حفر خنادق ودفن آلاف الشهداء الجزائريين الذين سقطوا بأسلحته، وتحت آلام تعذيب جلاديه خلال الثلاثة أيام التي تلت أحداث 20 أوت 1955 ، جزائريون دفن الكثير منهم أحياء وبعضهم لم تكفه الحفر تحت تزاحم الجثث فظلت أجزاء منهم تظهر فوق التراب.
ولئن كان استحضار مشاهد (مجازر) هذه الآلة مؤلما وهي تقطر دما وتفوح منهارائحة الموت والصراخ والأنين، فإنها بالمقابل ستبقى الشاهد المادي الذي تتناقله الأجيال عن جرائم من جاؤوا بزعمهم لنشر الحضارة والتمدن وتحرير الإنسان وحفظ حقوقه، وسيظل صراخ الأطفال وأنين النساء تحتها يلاحق السفاحين ليل نهار في دورهم وقبورهم .
مؤتمر تايراو الذي قيم أحداث 20 أوت في حاجة إلى نفض الغبار
بعد هجمات 20 أوت 1955 انعقد مؤتمر بمنطقة تايراو في الحدود الفاصلة بين أم الطوب والميلية من ولايتي سكيكدة وجيجل تم فيه الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة نوفمبر وتقييم أحداث 20 أوت 1955 عسكريا وسياسيا واتخاذ إجراءات وإصدارا قرارات مهمة مهدت لما بعدها لاسيما مؤتمر الصومام، وقد حضر هذا المؤتمر القائد زيغود يوسف وبن طوبال وصوت العرب وغيرهم، ولكن اتخذت إجراءات أخرى لاسيما تلك التي تتعلق بتنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة من الثوار أبرزهم اسماعيل زيغات، ومنذ تنفيذ الإعدام ظل الغموض يلف سبب هذا الحكم القاسي، فعلى المستوى الشعبي تتداول إشاعة أن سبب الحكم اكتشاف المجاهدين فجأة أن سي اسماعيل يهودي، وهذا أمر لا دليل عليه سوى الدعاية، في حين يذهب المجاهد الراحل بوبريم اليزيد إلى أن سبب الإعدام اكتشاف انتماء سي اسماعيل للمصاليين، فهل وصلت المصالية فعلا إلى الشمال القسنطيني، بينما يرى المجاهد شيدخ أن سبب الإعدام ظهور بوادر المنافسة على القيادة وما لوحظ على سي اسماعيل من سعة ثقافة، وفي ظل هذا الاختلاف يتطلب الأمر من شهود العيان الأحياء أولا ومن المؤرخين ثانيا نفض الغبار عن هذا المؤتمر وما جرى فيه وتقديم الحقيقة للأجيال كما هي ولكل حادث تاريخي ظروفه ومبرراته.
مراكز للتعذيب إبان الاستعمار تحولت إلى مرافق عمومية
تحولت الكثير من مراكز التعذيب إبان الاستعمار في عهد جزائر الاستقلال إلى مرافق عمومية ، ومنها مركز ثكنة مانجا الذي تحول إلى ثانوية تحمل اسم محمد الصديق بن يحيى، ومركز الباطوار الذي تحول إلى مسجد، ومركز حفز الذخيرة والمقصلة الذي تحول إلى متحف جهوي، ومركز بوغابة الذي تحول إلى مقهى، ومدرسة تعليم فنون التعذيب التي كان يشرف عليها السفاح بول أوساريس، التي تحولت إلى مدرسة عسكرية لضباط الصف والعتاد ببن مهيدي، ولئن ساهمت هذه السياسة الوطنية في طي صفحة من الألم وبعث الحياة من أنقاض الموت والأمل من الألم، فإن تعميمها على كل الأماكن لاسيما الشهيرة منها قد يساهم في محو آثار جرائم الاستعمار ضد الإنسانية قبل محاكمته للعدالة الدولية أو عدالة التاريخ، ولهذه فإن ثمة مراكز تعذيب حري بالسلطات العمومية حفظها ومنها منزل الأبطال وسيدي قنبر وغيرهما. ع/خلفة
المجاهد حمروشي محمد الصغير
فرنسا اعتبرت أحداث 20 أوت بداية فعلية للحرب في الجزائر
أكد المجاهد محمد الصغير حمروشي أن أحداث 20 أوت أدت بالحكومة الفرنسية إلى الاعتراف بوجود "حرب حقيقية" إضافة إلى اعتبارها ثورة شعبية في الجزائر وهو الأمر الذي أشار إليه مؤرخون فرنسيون أيضا على حد قوله، المجاهد أرجع أسباب اختيار الهجوم في هذا التوقيت بالضبط، و في وضح النهار، في عز فصل الصيف إلى بقاء بعض الفئات من الشعب، مترددة ما بين البقاء مع الحركة المصالية أو الالتحاق بجيش التحرير، وما كان لذلك الأمر من تأثير على انضمام المئات من الشباب والمناضلين بصفوف الثورة، إضافة إلى فرض السلطات العسكرية الفرنسية لحصار شديد على منطقة الأوراس، وتشديد الخناق عليها.
و أضاف أن الهدف الرئيسي للاحتلال الفرنسي هو القضاء على الثورة في عامها الأول، وجعلها مجرد انتفاضة محلية وجهوية لا غير، وعزل الثورة عن الشعب وتطويقها وإخمادها ولذلك فقد وجهت فرنسا ثقلها العسكري نحو منطقة الأوراس، وقد جاءت هجومات أوت لتنسف جميع الإدعاءات والأكاذيب الفرنسية، وتؤكد شمولية الثورة الجزائرية، واحتضان الشعب لها كما أنها فتحت أبوابها أمام جميع الجزائريين للالتحاق بالثورة، وبذلك تصبح الثورة ملكا للشعب كله بدلاً من حصرها في مجموعات،.
وعن آثار الهجومات على الصعيد الخارجي و الدولي، يؤكد المجاهد أن توقيت الهجوم جاء تزامنا مع الذكرى الثانية، لاعتقال الملك محمد السادس ونفيه إلى مدغشقر ، تعبيرا عن التضامن والتكاثف مع الشعب المغربي إضافة إلى القضاء على الدعاية الفرنسية، الزاعمة بأن ثورة الجزائر هي مجرد ثورة "فلاقة" وصعاليك وليست نابعة من صميم الشعب الجزائري، وتسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، مشيرين أن سياسة الحاكم الفرنسي سوستال الإدماجية والتي حاول من خلالها، تشكيل قوة سياسية ثالثة تجمع الفرقاء من الجزائريين و المعمرين في مجتمع واحد، وقام بربط اتصالات مع شخصيات جزائرية كفرحات عباس وعلماء وأعيان بهدف كسر الثورة، وأردف " عمي محمد الصغير " قائلا أن أعمالا فدائية قد سبقت أحداث الهجوم القسنطيني بمدينة قسنطينة ، من أهمها حادثة 08 ماي 1955 ووضع قنبلة بكازينو قسنطينة، الذي كان مكانا لتجمع كبار الضباط و المسؤولين الفرنسيين ورجال الأعمال و التجار اليهود،وقد أدى إلى مقتل و جرج الكثير من المعمرين، و أكد المجاهدان أن أول استخدام للأسلاك الشائكة في الأحياء كان بقسنطينة عكس ما صرح به الكثير من المؤرخين الذي قالوا أن القصبة في سنة 1956 هي الأول التي عرفت عملية التطويق بالأسلاك الشائكة.
أما فيما يخص أماكن الهجوم بالمدينة و ضواحيها، فكانت البداية بمقتل شرطي بحي الطريق الجديدة، مع الهجوم على مركز الشرطة بوسط المدينة،إضافة إلى رمي العديد من القنابل في آن واحد بباب القنطرة و ساحة لابراش، وسينما حي المنظر الجميل، إضافة إلى العديد من الهجومات النوعية بالخروب وعين اعبيد التي شارك فيها الفلاحون، بكافة الوسائل رفقة 200 من جنود جيش التحرير، حيث خلفت خسائر مادية وبشرية في صفوف العدو وصلت إلى قتل أكثر من 10 ضباط فرنسيين.
لقمان قوادري
مدير مخبر التاريخ بجامعة قالمة
محمد شرقي للنصر
هجومات 20 أوت 1955 بقالمة وقعت بأكثر من 9 مناطق آهلة بالمعمرين
قال مدير مخبر التاريخ للأبحاث و الدراسات المغاربية بجامعة 8 ماي 45 بقالمة الدكتور محمد شرقي، بأن قالمة كانت في مقدمة المناطق الثورية التي استجابت لقرار شن هجمات واسعة على معاقل العدو الفرنسي يوم 20 أوت 55 لفك الحصار المضروب على الأوراس عدة أشهر متواصلة و عرف القرار استجابة واسعة للسكان المحليين الذين كانوا في مقدمة المهاجمين لثكنات العدو و مزارع المعمرين بأكثر من 9 مناطق تبدأ من حدود ولاية سكيكدة شمالا إلى عنابة و سوق أهراس شرقا، و من حدود قسنطينة جنوبا إلى غاية القاعدة الشرقية المتاخمة للحدود التونسية حسب وثائق من الأرشيف الفرنسي لما وراء البحار، تتحدث بالتفصيل عن هجمات 20 أوت 1955 التي قال عنها حاكم الجزائر جاك سوستال بأنها كانت أكثر خطورة و وقعا على الفرنسيين من أول نوفمبر 1954 لأنها استطاعت فك الحصار المضروب على الأوراس و إحياء الثورة و بث الروح فيها بعد أن كانت تحتضر بجبال الأوراس بفعل الحصار الذي كاد أن يقتلها في المهد.
و أوضح الباحث محمد شرقي المتخصص في تاريخ الثورة الجزائرية في لقاء مع النصر أمس الثلاثاء، بأن منطقة قالمة كان بها قادة بارزون لهم دور كبير في الهجمات بينهم قائد الولاية الثانية زيغود يوسف الذي يتحرك باستمرار بين جبال المنطقة الحصينة و عمار بن عودة و باجي مختار و قادة آخرون بينهم دحمون الطاهر و عيسى بوكموزة المدعو صالح الحر، وسي رابح بلوصيف صالح بوبنيدر المدعو صالح صوت العرب، عبدي مبروك، عبد الباقي القسنطيني، احمد هبهوب، و بوعاتي محمود و غيرهم من القادة الذين حضروا للهجمات التاريخية التي غيرت موازين القوى و وضعت الثورة على الطريق الصحيح بعد مخاض عسير استمر أكثر من 10 أشهر كاملة.
و تحدث الباحث عن وثيقة من الأرشيف الفرنسي لما وراء البحار عبارة عن تقرير لقائد درك قالمة "كروو" مؤرخ في 27 أوت 1955 جاء فيه " هجوم 20 أوت مس المدن التالية : كيليرمان (الفجوج حاليا) ، هليوبوليس ، قلياني (بوعاتي محمود حاليا) ، حمام المسخوطين ، وادي الزناتي ، عين رقادة ، قونو (عين العربي حاليا) ، الركنية و قالمة.
"تمّ الهجوم على مدينة قالمة يوم 21 أوت على الساعة 17 و 45 دقيقة من الغرب حيث دخل مئات من الخارجين عن القانون ( بتعبير التقرير ) حاملين في المقدمة علما بالأخضر و الأبيض تتوسطه نجمة و هلال و متسلحين بأسلحة حربية منها رشاش و ببنادق صيد بعضهم دعا إلى إقامة الصلاة و كانوا يصيحون الجهاد الجهاد فهجمت مجموعة منهم على مقر الدائرة. بعد تدخل قوات حفظ النظام تفرقوا لكن واحد منهم اعتصم بمقهى النجمة التي يسيرها س. مبارك و بقي يطلق النار حتى ألقي عليه القبض و هو يدعى دحمون صالح. الحصيلة مقتل 2 من قوات حفظ النظام و مقتل 16 من المسلمين و جدت جثثهم بالمدينة و تم التعرف عليهم و جرح 19 فردا".
"يوم 20 أوت 1955 على الساعة 12، الهجوم على كيليرمان (الفجوج حاليا) حيث دخلت مجموعة من الأفراد حوالي سبعة إلى مسير مزرعة و هجموا على البريد فأصابوا السيد فابياني و السيدة بوطارد و كانت الحصيلة مقتل 2 من الفرنسيين و جرح 2 آخرين و مقتل 2 من الخارجين عن القانون".
"في يوم 20 أوت الساعة 12 و 5 دقائق وقع الهجوم على هليوبوليس حيث شوهد في الشارع الرئيسي العلم مرفوعا و الصيحات بعضها يقول أمريكا معنا و قد استهدف المهاجمون مركز البريد و استعملوا قنبلة محلية الصنع على منزل قابض البريد السيد كايلي و على الساعة 16 قدمت سيارة برشاش فتفرقوا هاربين في كل الاتجاهات. من المدنيين القتلى قراف ، هنري ، ميللو ، فانتان ، و زوجته كما توفيت السيدة روسي بسبب الجروح البليغة التي أصابتها و قتل 25 من المتمردين". "يوم 20 أوت 1955 الساعة 12 و 2 دقيقة دخل حوالي 20 من الخارجين عن القانون بسلاح حربي تحت قيادة المسمى بوزرقين محمد مع حوالي 200 من المواطنين هجموا على الأهداف الآتية: محطة القطار ، مكتب البريد، مكتب أشغال ريفية ، الخط الرابط الجزائر تونس كم قطعوا الطريق الرئيسي (الوطني 20 حاليا) بجذوع الأشجار و الحجارة. على الساعة 14 قدمت النجدة 1/24 ريك المتمركزة بوادي الزناتي فهرب المهاجمون و انتهت المعركة و الحصيلة جرح بعض الفرنسيين و قتل 13 من الخارجين عن الفانون".
و حسب الباحث الذي قال بأنه أطلع على جزء من الأرشيف الفرنسي لما وراء البحار الخاص بمنطقة قالمة فإن التقرير لم يقدم تفاصيل حول هجمات أخرى وقعت بقالمة يوم 20 أوت 55 بينها هجمات الركنية ، حمام مسخوطين ، قلياني ، قونو و وادي الزناتي و اكتفى فقط بأرقام القتلى و الجرحى من الجانبين. فريد.غ
مجاهدون يتذكرون من وهران
رد منطقة الغرب كان في أكتوبر55 ومؤتمر الصومام نظم العمليات العسكرية
لم يختلف عدد من المجاهدين الذين التقتهم النصر بوهران، حول كون أحداث 20 أوت 1955 التي شهدتها منطقة الشمال القسنطيني، كان لها رد فعل بالجهة الغربية بالمنطقة الخامسة الثورية، في أكتوبر 55 حيث قام مجاهدو المنطقة بعدة عمليات أعطت للعدو درسا بأن الجزائر موحدة وليست مناطق منفصلة وشعبها يتكلم لغة واحدة هي الكفاح حتى النصر، بينما كانت انعكاسات مؤتمر الصومام سنة 1956 الانطلاقة التنظيمية لصفوف المجاهدين الذي توحدوا أيضا تحت لواء جبهة التحرير الوطني.
المجاهد غبريني مصطفى من الأشبال الأوائل للكشافة الإسلامية الذين صنعوا جزء من تاريخ الجزائر النضالي ضد المستعمر الفرنسي، يقول أن أحداث 20 أوت 1955 كانت الانطلاقة الأولى لتنفيذ العمليات ضد العدو في النهار، كون كل العمل الذي كان يقوم به المجاهدون منذ الفاتح نوفمبر 1954 كان ليلا تجنبا للمواجهة مع الجيش الفرنسي. وكان مشكل نقص الأسلحة عائقا كبيرا أمام المجاهدين، فهجومات 20 أوت 55 أعطت دفعا قويا ومعنويا للمجاهدين في الجهة الغربية من البلاد.
وأوضح المجاهد غبريني أنه منذ 54 تم تنظيم صفوف كل من التحق بالجهاد، وبفضل هذا التنظيم انتشر خبر الهجومات وسط كل المجاهدين في كل جهات الوطن، مما ساعد في رفع معنويات المجاهدين. ولكن الإستعمار حرك آلته التدميرية في أكتوبر 1955 ونفذ هجوما كاسحا في مختلف مناطق الجهة الغربية وفي آن واحد حتى لا تتحرك هذه الجهة وتنفذ عمليات ضده، وكان رد فعل الإستعمار دليلا أيضا على أنه شعر بشمولية الكفاح ضده وأن الأمر لا يقتصر على منطقة دون أخرى، خاصة وأنه تلقى ضربة قوية أيضا على يد مجاهدي الجهة الغربية الذين قاموا بحرق أغلب مزارع المعمرين ومحلاتهم وممتلكاتهم في وهران وعين تموشنت وتلمسان وغيرها من العمليات التي أعطت درسا للمستعمر بأن الجزائريين على كلمة واحدة لتحرير كل الجزائر.
أما المجاهد قدور الناير محكوم عليه بالإعدام سنة 1957، ابن حي الحمري، فيقول أنه نفذ العديد من العمليات الفدائية في وهران منذ التحاقه بصفوف جبهة التحرير، فبعد أحداث 55 ومؤتمر الصومام 56 قرر الشروع في تنفيذ العمليات الفدائية ضد الإستعمار بعد أن قهره ما كان يعيشه من اللامساواة والحقرة خاصة وأنه يسكن في المدينة التي يقطنها المعمرون الذين استحوذوا على كل الخيرات، ومن أبرز ما كان يدور في مخيلة عمي قدور، العملية التي أوصلته لحكم الإعدام والتي قرر تنفيذها بعد أن زاد حماسه الثوري بعد 55 وكذا 56. يقول أنه كان كلما تجول في وسط مدينة وهران إلا ويثيره منظر الضباط الفرنسيين وهم يستمتعون بكل ما لذّ وطاب داخل مطعم كبير، وكان يتحين الفرصة لتنفيذ عملية ضد هؤلاء. وفعلا جاء اليوم الموعود في 21 نوفمبر 1957 أي بعد سنة عن مؤتمر الصومام الذي هيكل قواعد النضال وجمع الجزائريين على كلمة واحدة هي "النصر او الإستشهاد". ففي هذا اليوم استعد عمي الناير للموت لان تنفيذ عملية في وسط المدينة وفي وضح النهار كان خطيرا جدا "كنت أعرف أنه 90 بالمائة لن أعود حيا ولكن أنفذ العملية وأقتل هؤلاء العابثين بخيراتنا" هكذا عبر عمي قدور مواصلا كلامه عن ذالك اليوم الذي خرج فيه من بيته بالحمري متجها نحو وسط المدينة وهو يحمل قنبلة يدوية مفتوحة بمعنى أن أبسط حركة يمكن أن تفجرها، وفي لحظة معينة رمى تلك القنبلة دون أن ينتبه له أحد ولكن بمجرد فراره نحو الشوارع المجاورة كانت القنبلة قد قتلت العديد وجرحت العشرات، وأوقعت عمي قدور في يد الإستعمار بعد أن اعترض طريقه شرطي فرنسي كان قد اشتبه فيه ولكن رغم هذا استعان عمي قدور بالمسدس الذي كان معه وأطلق الرصاص على الشرطة التي بادلته الطلقات وأصابته رصاصاتها على مستوى الرجل، وحكم عليه بالإعدام نظرا لحجم العملية. وبعد الإسعافات الأولية حول لسجن وهران دون علاج موقع الإصابة، هناك احتج السجناء الذين كانوا في الزنزانة معه على عدم التكفل الطبي بإصابته حيث كان ينزف وبدأ الجرح يتعفن ولم يهتم أعوان السجن لعلاجه. ولكن كثرة الاحتجاجات داخل السجن أرغمتهم على تحويله للمستشفى ومداواته، وبعدها تم نقله إلى سجن البرواقية ثم سركاجي ثم سجن الحراش وهكذا لغاية انتهاء مفاوضات إيفيان التي أقرت العفو على السجناء فتحول حكم الإعدام إلى السجن المؤبد ليطلق سراحه يوم الإستقلال.
أما المجاهد لحسن الناصر رابح، فقد أعادنا لفترة ما قبل 54 حين كان الجزائريون في كل ربوع الوطن يحاربون الفرنسيين بطرقهم الخاصة "أول نوفمبر لم يكن صدفة بل نتج من نضالات الشعب المتكررة" هكذا قال المجاهد لحسن الذي التحق بالتنظيم سنة 1949 بمنطقة ندرومة في تلمسان، و يضيف أنه في 15 أكتوبر 1953 كان قد تعرض لأبشع أنواع التعذيب بعد تنفيذه لعملية نوعية قتل فيها ضابط فرنسي يسمى ماركو كان يزرع الرعب في منطقة ندرومة هذه العملية حسب المجاهد حسان كانت ضمن هجومات نفذها مجموعة من الثوار ضد ممتلكات المستعمر بكل المنطقة وكانت قد سبقت أحداث أوت 55، ثم سجن رفقة 52 مجاهدا وصدرت في حقهم أحكام متفاوتة. وبمجرد إطلاق سراحه سنة 1955 التحق عمي حسان بالرفاق في جبال ندرومة وتلمسان، وكان قد علم بما حدث في الشمال القسنطيني، فقرر عدم التراجع ومواصلة النضال ولكن في ظل تنظيم محكم يشرف عليه قادة عسكريون حسب قرارات مؤتمر الصومام كما قال، وانعكس هذا على الجنود الذين أصبح لديهم كلمة السر واللباس الموحد، وبدأت أولى العمليات في جبل فلاوسن بتلمسان أين اكتشف العدو مكانهم بعد أن دلهم عليه أحد الخونة. ولكن حسب عمي حسان فقد صمد المجاهدون كونهم متعودون على المنطقة، حتى تمكنوا من الفرار والاستقرار في الوادي في سفح الجبل لغاية فقدان الإستعمار لأمل القضاء عليهم. ولم تنته العمليات لغاية الإستقلال التام في 1962. هوارية ب
العضو السابق في فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا المجاهد أعراب محند للنصر
مؤتمر الصومام وضع خريطة جديدة للجزائر و حدد الرتب العسكرية لجيش التحرير و العلامات التي ترمز إليها
اعتبر العضو السابق في فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا المجاهد أعراب محند، أنّ مؤتمر الصومام جاء كمرحلة أولية لبناء الدولة الجزائرية، مبرزا عظمة المؤتمر من ناحية التنظيم والشخصيات التي شاركت في إنجاحه وأشار ذات المتحدث في حديث للنصر، إلى أن عبان رمضان الذي كان يلقب بمهندس مؤتمر الصومام، كان من بين أهم العناصر البارزة التي خططت لانعقاده في سرية تامة بمنطقة ايفري في اوزلاقن ولاية بجاية، إذ جرت الاتصالات بين قادة الثورة لاختيار المنطقة والتاريخ الذي ينعقد فيه المتزامن مع الذكرى الأولى للهجوم على الشمال القسنطيني، وقد تمخض عن هذا الاجتماع، توحيد النظام العسكري والسياسي، حيث وضعت رتب عسكرية والعلامات التي ترمز لها، و كذا خريطة جديدة للجزائر، وفقا لظروف الحرب آنذاك وتحسين مستوى المبادرة، والتعاون والتنسيق بين مختلف القوى المشاركة في الثورة وغيرها من النقاط الأخرى.
فمباشرة بعد اندلاع ثورة أول نوفمبر، مثلما يقول المجاهد أعراب محند كان المسؤولون يفكرون في طريقة للالتقاء فيما بينهم، إلا أن الفرصة لم تكن مواتية، وفي سنة 1955 عرفت الجزائر أحداث تاريخية عديدة أهمها، توسيع عمليات الكفاح إلى منطقة الشمال القسنطيني التي قادها الشهيد زيغود يوسف رفقة زملائه، واعتبر محدّثنا ذلك الحدث بالهام في سلسلة تاريخ جبهة التحرير الوطني، مضيفا أنه بعد خروج المناضل عبان رمضان من السجن في نفس السنة، تمت إعادة تنظيم الأفلان علما بأن عبّان كان يتواجد في المنطقة المستقلة المتمثلة في الجزائر العاصمة مع العربي بن مهيدي، فرحات عباس، كريم بلقاسم، و يوسف بن خدة الذين نصبوا لجنة للتفكير في طريقة لتنظيم الثورة التحريرية تنظيما شاملا في كل المجالات السياسية، العسكرية والاجتماعية ووضع أهداف لها. وأضاف محدثنا أن عبان رمضان كلف عمر أوزقان ومحمد بجاوي و عبد المالك تمام و عبد الرزاق شنتوف بإعداد أرضية سياسية وفي نفس الوقت قاموا باتصالات مع قيادات الجيش وجبهة التحرير الوطني. وعرفت تلك المرحلة من الثورة حسب محدثنا صعوبة كبيرة في الاتصال مع الإخوة ما بين الولايات نظرا لعدم توفر الامكانيات، ولكن عبان رمضان أعطى نفسا جديدا للثورة بالاتصال مع المسؤولين، و إعادة تنظيم فدرالية فرنسا، كما تمكن من توسيع الاتصالات داخل الوطن. و بتاريخ 2 أوت 1956، كانت نهاية مرحلة التحضير للمؤتمر وبداية مرحلة جديدة، و وقع الاختيار على أن ينعقد مؤتمر الصومام ما بين الولاية الثانية والثالثة، قبل أن يقع الاختيار على منطقة القبائل الصغرى جهة جبل بيبان، إلا أنّ القادة عندما تأهبوا لعقد الاجتماع، وقع اشتباك عنيف بينهم وبين الجيش الفرنسي بعد سقوط وثائق المؤتمر في أيدي المستعمر، ليتم تغيير موقع عقد المؤتمر إلى منطقة إيفري في أوزلاقن ببجاية كونها منطقة آمنة، بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجي الهام المحاذي لغابة أكفادو الكثيفة واتصالها بجبال جرجرة. وقال محند أعراب عن مؤتمر الصومام، " صحيح أنّه انعقد في 20 أوت ولكنه امتد إلى 15 يوما، وكان القادة يدرسونه بعناية فائقة، ولم يكن مؤتمر يوم واحد فقط لأنهم كانوا في انتظار وصول وفود المنطقة الأولى التاريخية بالأوراس بعد استشهاد القائد مصطفى بن بولعيد يوم 25 مارس، وحضر بدله أخوه الذي رفضوا أن يكون بينهم بسبب عامل الثقة، ومن بين الذين حضروا مؤتمر الصومام ذكر محدثنا، كريم بلقاسم من الولاية الثالثة، زيغود يوسف وبن طوبال من الولاية الثانية، العربي بن مهيدي من الولاية الخامسة وكان عبان رمضان مهندس المؤتمر، و عميروش آيت حمودة مكلّف بالأمن، واعتبر أعراب غياب بعض الأعضاء من القادة بأنّه لم يؤثر على نتائج المؤتمر رغم أن الظروف التي انعقد فيها كانت صعبة".
وعن النتائج الكبرى التي تمخضت عن مؤتمر الصومام، قال محدثنا "يمكن اليوم أن نقول بأن القادة الذي حضّروا لانعقاده وضعوا أرضية سياسية للثورة بمختلف مراحلها، كما أنهم فكروا في بناء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال، ووضعوا شروط المفاوضات مع فرنسا، وكيفية قبول التفاوض معها، أما النقطة المهمة التي خرج بها المؤتمر فهي تنظيم الجيش ليصبح جيش عصريا بكل المقاييس". سامية إخليف
المجاهد بوطمين الجودي
زيغود يوسف خطط لهجومات الشمال القسنطيني وقادها بنفسه
قال المجاهد بوطمين الجودي المدعو لخضر أن مسؤول الولاية التاريخية الثانية الشهيد زيغود يوسف، هو من قاد العمليات الهجومية بنفسه ببلدته التي تحمل اسمه حاليا، مضيفا أنه لم يكن يخيفه رد فعل العدو، فهو قائد محصن بالقناعة الثورية، فقد دبر و خطط لكل شيء وحده، وأعد للهجوم في الوقت المناسب، كما قام بالتحضير للهجوم منذ ماي 1955 و استمرت تحضيراته، طيلة 3 أشهر ونصف لتنطلق في منتصف النهار من يوم 20 أوت 1955.
وعاد المجاهد عمي لخضر الذي كان كاتبا عاما للولاية الثانية، إلى سرد تفاصيل التحضيرات، قائلا أن أول لقاء نظم بين زيغود يوسف و المجاهدين كان بمنطقة بوساطور بسيدي مزغيش بسكيكدة، ليليه اجتماع آخر بقرية الزمان بذات المنطقة، حيث تم تعيين القادة المسؤولين عن العملية و المناطق، فزيغود يوسف قام بتنفيذ هجوم مسلح ببلدته المسماة حاليا باسمه، و بن طبال لخضر كلف بعنابة، و رابح لوصيف بواد الزناتي، وعمار شهادلي بالقل، ومحجوب لعيفة بعين اعبيد، وبوجريو مسعود بقسنطينة.
لقمان قوادري
وزير المجاهدين يكشف من سكيكدة
ندوة دولية حول التعذيب خلال الثورة تعقد قريبا بالجزائر
أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني أمس بسكيكدة عن ندوة دولية حول التعذيب من المنتظر أن تحتضنها الجزائر في نوفمبر القادم تزامنا مع الاحتفال بالذكرى ال 60 لثورة التحرير الكبرى.
وأوضح الوزير على هامش الاحتفالات الرسمية بذكرى 20 أوت 1955 بأن الندوة ستعرف مشاركة أساتذة ومؤرخين وشخصيات تاريخية من مختلف الدول تتناول موضوع التعذيب الذي مارسه المستعمر في حق الشعب الجزائري.
وفي ذات السياق كشف الوزير عن برنامج ضخم وخاص يجري التحضير له بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 60 لاندلاع ثورة نوفمبر سيسلم لوسائل الاعلام لاحقا و يتضمن تنظيم ندوة كل 15 يوما.
و وجه وزير المجاهدين بالمناسبة رسالة إلى العالم يذكر فيها بمآثر الثورة التحريرية وتضحيات الشعب الجزائري و رسالة أمل إلى الشعب الجزائري حاثا الشباب على أن يلتفوا حول الجزائر كما التف حولها أسلافهم ويحافظوا عليها لتتألق كما أرادها الشهداء.
كما شدد الوزير بالمناسبة على ضرورة انجاز أرشيف خاص بالثورة بهذه الولاية التاريخية، داعيا إلى كتابة وتسجيل كل الشهادات التاريخية وذلك بالتنسيق مع منظمات الشهداء، ومنظمة أبناء الشهداء وتسجيل واحصاء مقابر الشهداء، ومراكز التعذيب والأماكن التي وقعت فيها المعارك، وذلك تحسبا لإنجاز شريط حول الأسلاك الشائكة.
من جهة أخرى أبدى الوزير امتعاضه من التأخر المسجل في أشغال قاعة المؤتمرات بالمتحف الجهوي للمجاهد حيث لم يتقبل التبريرات التي قدمها المقاول ومكتب الدراسات وشدد على ضرورة اتمام الأشغال في اقرب وقت ممكن لتكون جاهزة الذكرى ال 60 بالثورة التحريرية.
كما أكد الوزير بأن العمل على جعل وزارة المجاهدين وزارة سيادة تاريخية يعد "توجها إستراتيجيا وأكيدا".
وأضاف في لقاء جمعه بمجاهدين و أبناء شهداء بمقر الولاية، بأن "الرؤية واضحة والعزيمة أكيدة" لجعل تاريخ الجزائر "رايتنا وأساس عملنا وسر نجاحنا" مشددا على أن ذلك لن يتأتى إلا بالمشاركة الواسعة والمخلصة لكل الأوفياء لهذا الوطن.
و أضاف زيتوني مخاطبا مجاهدي و أبناء الشهداء بهذه الولاية التي وصفها بالتاريخية بأن المجاهدين وذوي الحقوق وكل أبناء الجزائر المستقلة اليوم مدعوون إلى الترك على الهامش كل ما يفرق الجزائريين و وضع صوب الأعين ما يجمع أبناء هذا الوطن ويبني البلاد.
ودعا الوزير في هذا السياق إلى المساهمة في نقل الذاكرة التاريخية إلى الأجيال وتثمين التاريخ النضالي للجزائر والجزائريين.
كما ذكر من جهة أخرى بأن برنامج عمل وزارته يتمحور إلى جانب التكفل الجدي والسريع بالانشغالات الاجتماعية والنفسية والصحية لشريحة المجاهدين إلى التكفل بتثمين التراث الثقافي التاريخي ونقله إلى الأجيال الصاعدة.
وكان السيد زيتوني قبل ذلك قد أشرف على إعطاء إشارة انطلاق الاحتفالات الرسمية الخاصة باليوم الوطني للمجاهد منها انطلاق سباق نصف ماراطون شارك فيه 215 عداء من مختلف الأعمار من بينهم 30 فتاة يمثلون عدة ولايات من الوطن.
وبمقر مديرية المجاهدين تفقد الوزير سير عملية معالجة ملفات ذوي الحقوق حيث أكد على ضرورة العمل بالترتيبات الرامية إلى تحسين نوعية الخدمة وتقليص آجال معالجة الملفات.
و بدائرة الحدائق عاين الوزير مشروع إنجاز قاعة للعلاج وإعادة التأهيل الوظيفي خاصة بفئة ذوي الحقوق حيث رصد لهذا المشروع الذي استكملت أشغاله ولا يزال ينتظر التجهيز رخصة برنامج بأكثر من 30 مليون دج.
كما تفقد الوزير ورشة إنجاز مشروع المقر الجديد لمديرية المجاهدين بسكيكدة الذي انطلقت أشغاله سنة 2013 وحددت آجال إنجازه ب 22 شهرا.
وكان وزير المجاهدين قد حضر سهرة الاثنين عرض ملحمة بعنوان "معالم" من إخراج وتأليف عبد الوهاب تمهاشت تحكي مظاهر وصور التعذيب إبان الثورة التحريرية. كمال واسطة
باحثون: مؤتمر الصومام وضع " تنظيما محكما " للثورة التحريرية
وضع مؤتمر الصومام الذي انعقد بتاريخ 20 أوت 1956 "تنظيما محكما" للثورة التحريرية وذلك من خلال تزويدها بالعديد من المؤسسات السياسية والعسكرية التي أمنت استمرار الثورة لتحقيق هدف الاستقلال، حسبما أكده اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة باحثون في الثورة التحريرية.
وفي هذا السياق، أكد الباحث في الثورة التحريرية عامر رخيلة في مداخلة بمنتدى يومية الشعب التي احتضنت ندوة تاريخية حول "وثيقة مؤتمر الصومام" احتفالا باليوم الوطني للمجاهد المصادف ليوم 20 أوت أن "المؤتمر وضع تنظيما محكما للثورة التحريرية من خلال تزويدها بالعديد من المؤسسات السياسية والعسكرية لتحقيق هدف الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية".
وأضاف أن "المؤسسات التي انبثقت عن مؤتمر الصومام أمنت مواصلة مسار الثورة التحريرية ومن نتائج المؤتمر التاريخي ميلاد لجنة التنفيذ والتنسيق والمجلس الوطني للثورة" ما جعل من المؤتمر "محطة متميزة من مسار الثورة التحريرية المباركة ".
كما أشار الى أن "الخلافات السياسية التي كانت مابين بعض قادة الثورة التحريرية هي خلافات شكلية وتنافس ما بين أفكار كل التيارات التي كانت تحتضنها جبهة التحرير الوطني وليست خلافات جوهرية بدليل امتصاص هذه الخلافات في القرارات التي اتخذت ونفذت بمسؤولية من أجل تحقيق أهداف الثورة ".
وقال السيد رخيلة أن وثيقة مؤتمر الصومام "عكست واقع الثورة التحريرية المتمثل في وحدة التنظيم" لكن من سلبياتها حسب نفس المتحدث هي "اقصائها لدور الحركة الوطنية التي كانت بازرة بقوة في ساحة النضال ماقبل اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر 54 وميلاد بيان اول نوفمبر54 " .
ودعا السيد رخيلة بالمناسبة المجاهدين والمؤرخين الى ضرورة " رفع التحفظ عن بعض الاحداث التي عرفتها الثورة التحريرية بعد مرور 60 سنة من اندلاعها".
وفي نفس السياق أكد الصحفي الباحث في قضايا التاريخ محمد عباس أن مؤتمر الصومام التاريخي " أفشل مخططات فرنسا الاستعمارية من خلال جمع المؤتمر لكل فعاليات الثورة التحريرية" مبرزا أن "وثيقة المؤتمر جسدت كذلك التركيبة الفكرية لجبهة التحرير الوطني". وأشار السيد عباس الى ان "بعض الخلافات التي ظهرت قبل وخلال المؤتمر شكلية وليست جوهرية". واج
المجاهد صالح بن قبي
هجومات الشمال القسنطيني حركت الجزائر ديبلوماسيا
ساهمت هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 بشكل كبير في "تحريك الدبلوماسية الجزائرية واسماع صدى القضية الوطنية دوليا وكذا في فك الحصار الفرنسي على منطقتي الاوراس والقبائل" كما أكده المجاهد والدبلوماسي الاسبق صالح بن قبي أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة.
وأوضح المجاهد بن قبي في محاضرة القاها بمنتدى الأمن الوطني بمناسبة يوم المجاهد المصادفة للذكرى المزدوجة ل لأحداث (20 أوت ومؤتمر الصومام 1955 - 1956) أن هجومات الشمال القسنطيني استهدفت بالدرجة الاولى فك الحصار الفرنسي على منطقتي الاوراس والقبائل المفروض في فيفري 1955 وذلك بتحريك الثورة التحريرية وتعميمها في كل مناطق الوطن لاسيما بالمداشر والقرى و المدن الكبرى واسماع صداها على المستوى الدولي".
وقال السيد بن قبي في هذا الاطار أن "هذه الهجومات خلفت في ظرف أربعة أيام أزيد من 13 شهيدا وهذا -ما أكد على حد تعبيره- بان القضية الجزائرية كانت "قضية شعب اختار الاستشهاد لاسترجاع سيادته الوطنية ".
وكشف المحاضر بأن هذه الهجومات جاءت "لاسباب سياسية وعسكرية ودبلوماسية خاصة" وانها -كما قال- ساهمت في "اسماع صدى الثورة وتسجيلها في جدول أعمال مؤتمر باندونغ لدول عدم الانحياز في مارس 1955 وكذا ادراجها في جدول اعمال الجمعية العامة ال11 للامم المتحدة في ديسمبر 1956 ".
ولدى تطرقه ايضا الى مؤتمر الصومام الذي صادف مناسبة احياء الذكرى الاولى لهجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1956 حيا "نضال وتضحيات الطلبة الجزائريين الذين اختاروا الانضمام الى الثورة ومقاطعة الدراسة سواء في الجامعة و الثانويات".
وقال في هذا الشان أن "الطلبة الجزائريين الذي كان عددهم يقدر ب 400 طالب مقارنة مع الطلبة الفرنسيين الذين تجاوزوا 6000 طالب في 1956 قاموا بدور كبير في اعطاء إنطلاقة حقيقية للدبلوماسية الجزائرية آنذاك وانجاح اعمال مؤتمر الصومام".
وذكر المجاهد بن قبي انه تم في مؤتمر الصومام الذي شارك فيه عدد معتبر من الطلبة الجزائريين اجراء تقييم لانجازات الثورة التحريرية بعد سنتين من اندلاعها ووضع الاسس العسكرية والسياسية والاجتماعية لها وتحريك العمل الدبلوماسي لاسماع صدى الثورة التحريرية دوليا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.