مخطط خطير لتهويد القدس تنفذه إسرائيل منذ 6 أشهر حذر الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف السابق في فلسطين من مخطط خطير لتهويد المدينة المقدسة تنفذه سلطات الاحتلال الإسرائيلي مند ستة أشهر. كشف الشيخ يوسف جمعة سلامة أمس خلال نزوله ضيفا على مركز الدراسات الإستراتيجية لجريدة "الشعب" في مداخلة له حول المخاطر والتحديات التي تواجه المدينة المقدسة أن الدولة العبرية وضعت مخططا لتهويد مدينة القدس بالكامل في حدود سنة 2020 ، ويقوم هذا المخطط على عدد من العمليات، منها تهويد البيوت ومصادرة الأراضي سواء بالترغيب وإغراء أصحابها بمبالغ مالية كبيرة أو بالترهيب، وتغيير هويات المقدسيين، وتهجير سكان المدينة المقدسة وإحلال مكانهم المستوطنين اليهود.وترمي سلطات الاحتلال الإسرائيلي من وراء ذلك إلى تغيير المعطيات الديمغرافية للمدينة بحلول عام 2020 حيث يصبح عدد اليهود 87 بالمائة من سكانها والعرب 13 بالمائة فقط، يضاف إلى هذا ما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين ناتنياهو مؤخرا من أن القدس ليست للتفاوض وهي عاصمة إسرائيل.عرج خطيب المسجد الأقصى على بعض المحطات التاريخية التي مرت بها مدينة القدس مؤكدا أنها احتلت لأول مرة في اليوم الثاني من حرب الستة أيام سنة 1967، وتعرض المسجد الأقصى للحرق سنة 1969، فمخطط تهويد المدينة قديم لكنه أخد أبعادا متسارعة مند ستة أشهر، حيث ازدادت الحفريات التي هددت بنيانه وتسببت في تصدع جدرانه، وأضحى المستوطنون اليهود في المدة الأخيرة يستعملون باب المغاربة للصلاة فيه وقراءة ترانيمهم التلمودية، وللأسف فإن اليونسكو تقف مع إسرائيل في هذا الموضوع.أوضح المتحدث أن الدولة العبرية تعمل إما على تقسيم الأقصى أو تهديمه لإقامة بدله الهيكل المزعوم، وقدم للحضور صورة لفانوس ذهبي صنعه اليهود في المدة الأخيرة وأعلنت عنه صحيفة "هاآراتس" وهو يزن 42 كيلوغراما قالوا انه سيوضع مكان المسجد الأقصى بعد هدمه، محذرا هنا من أن المخطط خطير وحقيقي.وجه الشيخ يوسف جمعة سلامة نداء عاجلا لكافة العرب والمسلمين لنصرة القدس من خلال إجراءات عملية في عدة اتجاهات خاصة وان الأمة العربية والإسلامية تتوفر على إمكانات كبيرة من الناحية المادية والاقتصادية والبشرية.ويقول المتحدث أن دولارا واحد في العام من كل مسلم سيؤدي إلى جمع مليار ونصف مليار دولار وهو مبلغ كبير سيمكن المقدسيين من الصمود ومقاومة سياسة تهويد المدينة المقدسة من خلال بناء البيوت والمنشآت الأخرى الضرورية، لأنه عندما تهدم سلطات الاحتلال بيتا لأحد الفلسطينيين يجد هذا الأخير وعائلته أنفسهم في خيمة لأنهم إذا غادروا المدينة لن يستطيعوا العودة اليها أبدا لهذا فمساعدة هؤلاء أكثر من ضرورية، وقد قدرت هيئة وقفية من القدس في تقرير لها قدمته للأمين العام للجامعة العربية قبل أيام احتياجات المدينة وأهلها ب500 مليون دولار في السنة.ما تكمن المساعدة أيضا في خلال حملة إعلامية كبيرة تفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق مدينة القدس وأهاليها، ومخاطبة الرأي العام العالمي خاصة المسيحيين لأن المدينة ليست حكرا على المسلمين بل هي للمسيحيين أيضا.ووجه خطيب المسجد الأقصى أيضا نداء للقادة العرب الذين سيجتمعون في القمة العربية المقبلة بليبيا من اجل حماية أولى القبلتين وثالث الحرمين من خطر التهويد الذي يتهددها، وللفلسطينيين أن يوحدوا صفوفهم ويلمون شملهم، وختم مداخلته بالتأكيد على ضرورة أن يرتبط العرب والمسلمون بالقدس عقديا وليس عاطفيا وان لا يفقدوا الأمل أبدا.