وجّه خطيب وإمام المسجد الأقصى الدكتور يوسف جمعة سلامة، ندائه للقادة العرب في أن يكون محور برنامج أعمال القمة العربية المقبلة التي ستعقد بليبيا »المخاطر التي تتهدد القدس الشريف وكيفية حمايته«، والتي قال عنها أنها وصلت مستوى غير مسبوق في الستة أشهر الأخيرة، بعد تصاعد درجة الطمس والتهويد لمعالم المدينة المقدسة بطريقة مُمنهجة تُنفذ من طرف الصهاينة، وأمام السكوت الفاضح للرأي العام العالمي على رأسها الألسيسكو. طالب النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس في المحاضرة التي ألقاها بمركز يومية »الشعب« للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان »المخاطر والتحديات التي تواجه مدينة القدس الشريف«، إلى ضرورة أن يكون على رأس أولويات قادة الدول العربية في القمة المقبلة المقرر عقدها بليبيا الشهر المقبل كيفية حماية مدينة القدس من التغيير لمعالمها، مضيفا »لابد على الدول العربية والإسلامية أن تقوم بإجراءات عملية فعالة تكون كفيلة بحماية مدينة القدس الشريف من مخططات الطمس والتهويد الذي تمارسها أيادي المحتل الصهيوني«. واستعرض خطيب الأقصى صورا حية، وثائق وحتى خرائط تبين مدى التقدم المهول للحفريات التي تجريها السلطات الصهيونية تحت القدس الشريف بحثا عن »هيكلهم المزعوم« ووضعه مكان مسجد الأقصى المبارك بعد إزالته، وقال»هذا المخطط يسير بانتظام وأولها تهجير الفلسطينيين لزيادة عدد اليهود في القدس وبناء عشرات الوحدات السكنية للوصول عام 2020 إلى نسبة 87 بالمائة لليهود و13 بالمائة للفلسطينيين«، قبل أن يؤكد إلى أن عام 2009 كان من أشد الأعوام في محاولات التهجير، سواء بتهديم البيوت ومصادرة الهويات، مضيفا »هناك أسلوبين للتهجير إما بالترغيب بإغراءات وعرض مبالغ مالية ضخمة أو الترهيب بقوانين جائرة تمنع الفلسطينيين من العودة إن هم خرجوا من المدينة«. وحذّر الشيخ سلامة خطيب المسجد الأقصى الدول العربية والإسلامية من التغافل عن اتخاذ إجراءات عملية سريعة فعالة لنصرة القدس ومواجهة مخططات التهويد الإسرائيلية، وقال أن القيام بتوأمة المؤسسات التعليمية والمستشفيات العربية بمدينة القدس وإقامة حملة إعلامية وسعة لفضح جرائم ومخططات الاحتلال الإسرائيلي كفيلة بالنصرة الفعلية للقضية، مجددا ندائه للعرب بقوله »يوم توحدتم انتصرتم وأمتنا قادرة على قيادة العالم من جديد ما دمنا نملك ثروات ومياه وأيدي عاملة شابة، ففلسطين لفظت المحتلين عبر التاريخ وسيكون ذلك بعد أن تصبح القضية على رأس اهتمامات العرب«، متسائلا لماذا هذا الرد الباهت والضعيف الذي لا يتناسب مع الهجمة البشعة لتهويد القدس. وقال سلامة أن الهيئة الإسلامية العليا بالقدس قد طالبت من الجامعة العربية تخصيص ميزانية بقيمة 500 مليون دولار، لمواجهة سياسة التهويد التي تسارعت وتيرتها بشكل مهول في الستة أشهر الأخيرة بالقدس، بسبب الدعم الذي تتلقاه المجموعات الاستيطانية والمنظمات اليهودية التي تشرف على استقدام اليهود من خارج فلسطين، أين استدل بتبرعات أحد الأثرياء الروس اليهودي ميسكوفيتش الذي تبرع ب 600 مليون دولار لبناء مستوطنة منطقة الجبل المطلة على المدينة المقدسة وهو الآن بصدد بناء مستوطنة أخرى داخل مدينة القدس على حساب أراضي الفلسطينيين، متسائلا أين هم الأثرياء العرب والمسلمين الذي لم يظهروا لغاية اليوم مستوى دعمهم للقضية والقدس بإجراءات فعلية وعملية كما قال. ورغم كل هذا، أبدى خطيب الأقصى تفاؤله وأمله بحل عادلا للقضية للفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مستدلا بأن الجزائر استعمرت 132 سنة ولكنها استقلت بعد توحّد سواعد الرجال واتفاقهم على كلمة سواء، فلماذا لا تستقل فلسطين بعد أن يتوحدوا كما قال، قبل أن يضيف »نحن نتعلم دائما من نضال الشعب الجزائري ضد المستعمر، والمواقف المشرفة للجزائريين حكومة وشعبا لا يمكن أن يساومهم فيها أحد باعتبارهم ذاقو ويلات وبشاعة الاستدمار«.