دعا خطيب المسجد الأقصى المبارك ووزير الشؤون الدينية والأوقاف سابقا الدكتور يوسف جمعة سلامة أمس كافة العرب والمسلمين إلى المرابطة مع الإخوة الفلسطينيين من أجل نصرة القدس الشريف، مؤكدا صمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة الدمار الإسرائيلية الرامية إلى تهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين. وأكد الدكتور في ندوة فكرية احتضنها مركز "الشعب" للدراسات الإستراتيجية تحت عنوان "القدس اليوم" أن فلسطين تشهد حاليا هجمات يهودية شرسة لمحاولة تهويد القدس وطرد الملايين من الفلسطينيين إلى خارج البلاد، مضيفا أن هذه الحملات التهويدية تظهر بجلاء في المخطط الإسرائيلي الذي يسير بوتيرة متسارعة من خلال بناء جدار الفصل، وبدء عمليات تهديم المنازل والبيوت. وبهذا الخصوص، - يضيف المتحدث - أقرت الحكومة الإسرائيلية ببناء57 ألف وحدة استيطانية كعملية أولى لتهويد القدس الشريف. ومن هذا المنطلق أشار خطيب مسجد الأقصى إلى إلى أن القدس في حاجة لعون الأمة العربية الإسلامية أكثر من أي وقت مضى لمواجهة مخططات التهويد، معتبرا أن كل المؤشرات الحاصلة في المشهد السياسي الفلسطيني تدل على استمرار الانتفاضة الفلسطينية في المستقبل في حال مواصلة الاحتلال سياساته الاستيطانية. وفي هذا الصدد دعا الدكتور يوسف جمعة سلامة الشعب الفلسطيني لاسيما فئة الشباب باعتبارهم عماد الأمة وجيل المستقبل إلى الاقتداء بالتجربة الجزائرية في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي لمدة 132 سنة، مؤكدا أن الأمل لايزال قائما في تحرير أرض فلسطين مهما طال الاستيطان الإسرائيلي. وبعد أن ذكر بالجذور التاريخية للقدس الشريف أكد خطيب مسجد الأقصى أن القضية الفلسطينية تعد قضية كل من يدين بالإسلام وينطق بالشهادتين، وأن ارتباط الأمة الإسلامية بالقدس ليس ارتباطا موسميا مؤقتا وإنما هو ارتباط عقائدي ثري بالمعجزات باعتبار أن المنطقة كانت محطة أنظار المسلمين عبر التاريخ ومسرى الصحابة والتابعين. وقال المتحدث أن الكلام عن القدس يبدأ من المسجد الأقصى الذي يعد من أقدس الأماكن عند المسلمين، إلى جانب المسجد الحرام، مشيرا إلى العلاقة الوثيقة التي تربطهما كونهما يتمتعان بالبركة، إضافة إلى كونهما مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام حيث يقول الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله...". وفي رده على سؤال صحافيين بخصوص الخلاف الذي عرفته الفصائل الفلسطينية مؤخرا، أكد الدكتور جمعة سلامة أن هذا الشقاق والانقسام أساء إلى كل الفصائل الفلسطينية أكثر من غيرها، وأضاف أن العمل لا زال قائما لرأب الصدع وجمع مختلف أطياف المقاومة. وبخصوص العدوان الأخير على غزة حيا الشيخ سلامة الجهود التي بذلتها الجزائر حكومة وشعبا من أجل نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال الجسر الجوي الذي أقامته الجزائر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة .