بوش يعترف بإعطاء أوامر بالتعذيب بعد وقت طويل قضاها مختفياً عن الأنظار وبعيداً عن المشهد السياسي منذ مغادرته البيت الأبيض قبل نحو عامين، من المنتظر أن يكشف الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، عن أفكاره بشأن لحظات تاريخية ومثيرة للجدل من فترة رئاسته وذلك بعد إصدار مذكراته التي جاءت في كتاب بعنوان "لحظات القرار. ويتناول بوش في كتابه، الذي طرح أمس في الأسواق ، إلى جانب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، على بلاده، أزمة الإعصار كاترينا بالإضافة إلى "أسوأ اللحظات" في فترة رئاسته.ويقر الرئيس الثالث والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية بمسؤوليته بمنح الموافقة على قرار استجواب المشتبهين بالإرهاب بواسطة أسلوب "الإيهام بالغرق" المثير للجدل، والذي أدى لانتقادات حادة جديدة لبوش ولمطالب بمحاكمته.وقال بوش في مذكراته إنه ألغى مقترحين باستخدام أساليب تحقيق أكثر تطرفاً من الأسلوب السابق، غير أنه لم يكشف عن طبيعتهما.وفيما يتعلق بالكشف عن اختياره لأسلوب "الإيهام بالغرق" في التحقيق مع المشتبهين بالإرهاب، قال بوش: "وضع خبراء وكالة الاستخبارات المركزية CIA لائحة بأساليب التحقيق.. وبتوجيه مني، أجرت وزارة العدل ومحامو الوكالة مراجعة قانونية دقيقة، وجاء برنامج التحقيق البديل بصورة تستجيب للدستور وكل القوانين ذات العلاقة، بما فيها تلك التي تمنع التعذيب."وأضاف قائلاً: "كان هناك اقتراحان آخران، لكنني شعرت بأنهما أكثر تطرفاً، حتى وإن كانا مشروعين قانونياً."ويمضي بوش قائلاً إنه الأسلوب الجديد في التحقيق أثبت نجاعته، ونجم عنه الكشف عن معلومات حول بنية وتركيبة تنظيم القاعدة وأدى إلى القبض على رمزي بن الشيبة، وغيرهم.وكشف بوش أنه تلقى تأكيدات من مصدر غير متوقع، هو المشتبه بالإرهاب، أبو زبيدة، الذي قدم توجيهاً لبوش بضرورة تنفيذ ذلك "مع كافة الأخوة."ويصف الرئيس الأمريكي السابق في مذكراته "لحظات القرار"، ردة فعله إثر إبلاغه من قبل مستشارة الأمن القومي حينذاك، كوندليزا رايس، بارتطام طائرة ثالثة بمبنى وزارة الدفاع "بنتاغون."وأشار قائلاً: ""جلست في مقعدي واستوعبت كلماتها.. أفكاري بدأت تتضح، يمكن أن تكون الطائرة الأولى حادثة، الثانية بالتأكيد هجوم أما الثالثة فكانت إعلان حرب"، وفق ما كتب بوش في كتابه الجديد المؤلف من 481 صفحة، وحصلت CNN على نسخة منه قبيل طرحه للبيع.وأضاف: "دمائي بدأت تغلي.. سنجد من فعلوا ذلك ونركل مؤخراتهم... غاية رئاستي صارت واضحة: وهي حماية شعبنا والدفاع عن حريتنا التي تعرضت لهجوم."ويذكر أن الولاياتالمتحدة غزت أفغانستان في أواخر عام 2001 لمطاردة تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم وأطاحت بنظام حركة طالبان هناك الذي كان يأوي التنظيم وقياداته.كما سلم في كتابه بإخفاقه التواصل مع ضحايا الإعصار، وغالبيتهم من الأمريكيين من أصول أفريقية.وأوضح الرئيس الأمريكي السابق في حديث لشبكة "NBC" مؤخراً، أن أسوأ لحظات إدارته" تمثلت بإعلان مغني الراب أثناء حملة تبرعات للضحايا، بأن "جورج بوش لا يحب السود."