كشف الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في مذكراته أنه فكر ذات مرة في تغيير نائبه ديك تشيني كما قدم خلال المذكرات نصائح بشأن الاقتصاد الأمريكي واعترف بارتكاب أخطاء في العراق والتعامل مع الإعصار كاترينا. وكتاب بوش "نقاط حاسمة" مليء بالنوادر والتفاصيل الخفية لثمان سنوات في الرئاسة مكتظة بالأحداث بدأت بهجمات 11 سبتمبر 2001 وانتهت بانهيار اقتصادي قال عنه بوش "شعرت مثل ربان سفينة تغرق". لا أحكام على أوباما وتحدث بوش عن كثير من الأخطاء تشمل الحرب على العراق والفشل في العثور على أسلحة دمار شامل هناك برغم إشارة عدد كبير من تقارير الاستخبارات إلى وجودها. وكتب بوش "لم يصدم أو يغضب أحد أكثر مني عندما لم أجد أسلحة.. كان ينتابني شعورٌ بالغثيان كلما أفكر بالأمر ولا أزال". ويتضمن الكتاب الكشف عن أن تشيني وهو شخصية مثيرة للجدل تطوع بالتنحي عن منصبه عام 2003 حتى يستطيع بوش اختيار شخص آخر كمرشح لنائب الرئيس في حملته للفوز بولاية ثانية عام 2004. وكتب بوش أنه فكر في الأمر وقال "ساعد تشيني بأجزاء مهمة في قاعدتنا إلا أنه أصبح هدفا مستمرا للانتقاد من جانب الإعلام واليسار". وبينما لم يتفق بوش مع صورة تشيني التي رسمها له المنتقدون فإن قبول استقالته كان سيساعد على "توضيح أنني كنت أتولى المسؤولية". وصرح بوش بأنه تشاور مع مساعديه بشأن طلب من السناتور بيل فريست الترشح معه بدلا من تشيني ولكنه في النهاية استقر على تشيني. وظل بوش (64 عاما) بعيدا عن الأنظار بشكل كبير واحتفظ بآرائه لنفسه منذ ترك واشنطن وعاد إلى تكساس في مطلع 2009 وتدنت شعبيته في نهاية ولايته إلى نحو 30%. ولم يصدر بوش أي أحكام على خليفته باراك أوباما الذي هاجم مرارا سياسات بوش الاقتصادية هذا العام. لم أهدر فوائض كلينتون ولكن بوش يرفض الاتهامات التي قال إنها استمرت لسنوات من الديمقراطيين والجمهوريين بأنه "أهدر" فائض الميزانية الذي تركه له سلفه الديمقراطي بيل كلينتون عندما تولى الرئاسة في 2001. وتتلخص نصيحة بوش لإعادة الاقتصاد الأمريكي إلى وضعه القوي الذي يخلق فرص عمل في خفض الإنفاق الحكومي والتعامل مع ديون التأمين الاجتماعي والرعاية الطبية غير الممولة وخلق الظروف المناسبة للقطاع الخاص وخاصة المشاريع الصغيرة من أجل إتاحة فرص عمل جديدة. ومن المقرر طرح الكتاب رسميا في التاسع من نوفمبر الجاري. وبرغم أن كتابه هو بشكل واضح محاولة من جانبه لتحسين صورته إلا أنه يرى أن الأمر سيستغرق عقودا حتى يمكن إصدار حكم على فترة رئاسته. وكتب بوش في الكتاب: "أيا كان الحكم على رئاستي فأنا مرتاح لحقيقة أنني لن أكون موجودا حينها لأسمعه".