أخيرا أقر الرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية بإشرافه وإعطائه أوامر بتعذيب المعتقلين والأسرى بالسجون الأمريكية والمتهمين بصلتهم ب''الإرهاب''. وحسب ما ذكرته صحيفة ''واشنطن بوست'' فإن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش اعترف في مذكراته بأنه أعطى موافقته لعناصر من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) باستخدام كل وسائل التعذيب ضد المعتقلين والأسرى المتهمين ''بالإرهاب''. وأفاد خبراء بمجال حقوق الإنسان للصحيفة الأمريكية أن اعترافات بوش بموافقته على تعذيب الأسرى في كتابه الذي من المقرر أن يصدر الأسبوع المقبل من شأنها إحالته على القضاء من حيث المبدأ، برغم ضآلة احتمالات حدوث ذلك. وأضافت ''واشنطن بوست'' أن بوش يعترف في كتابه بأنه قام شخصيا باعتماد استخدام أساليب وتقنيات التعذيب المختلفة ضد خالد شيخ محمد، وأنه ذكر في كتابه استعداده لاتخاذ نفس القرار ضد معتقلين آخرين لإنقاذ أرواح الأمريكيين. ونسبت الصحيفة لشخص مقرب من بوش لم تكشف عن اسمه، قوله إن بوش قال ''نعم'' لعناصر وكالة الاستخبارات المركزية عندما سألوه إذا كان بإمكانهم استخدام تقنية الإيهام بالغرق في استجواب خالد شيخ محمد. وأوضحت الصحيفة أن بوش قال في كتابه ''نقاط القرار'' إن خالد شيخ أو المتهم بكونه المخطط لهجمات سبتمبر كان يمتلك معلومات كبيرة الأهمية بشأن هجمات ''إرهابية'' كان يجري الإعداد لها ضد الولاياتالمتحدة. وفي كتابه نفسه يستهل الرئيس الأمريكي السابق مذكراته بالحديث عن مشكلته الشخصية في معاقرة الخمر والإدمان أثناء فترة شبابه، أو قبل أن ''يولد من جديد'' ويتبع تعاليم ''المخلص'' وفق الكنيسة الإنجيلية بعد أن بلغ الأربعين من عمره. ورغم إصرار بوش على شفائه من الإدمان فإن شائعات ظلت تطارده حتى بعد تسلمه دفة الرئاسة، مفادها أن رجل البيت الأبيض لم يشف حقا من إدمانه القديم، لكن ما هو محقق فعلا هو أن بوش لم يتخلص من ''لغة'' الإدمان حيث وصف الولاياتالمتحدة، في واحدة من خطبه الشهيرة إبان رئاسته، بأنها ''أمة مدمنة على النفط''.