مجهولون يقتحمون مصلحة الاستعجالات ويختطفون مريضا بمستشفى محمد بوضياف شهد ليلة أمس الأول حرم المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بعاصمة الولاية أم البواقي واحدا من أغرب وأعنف الاعتداءات منذ تأسيسها نظرا للعدد الهائل من الأشخاص المنفذين له وحجم الخسائر المادية التي خلفها على مستوى إحدى مصالح المستشفى ليتمكن بعدها المعتدون في أعقاب اقتحامهم للمصلحة باختطاف أحد المرضى المصابين بجروح حرجة تحت طائل التهديد وأمام مرأى ومسمع رجال الأمن والدرك الوطني الذين تعرضوا هم كذلك لإصابات متفاوتة الخطورة جراء الاعتداءات المسلحة التي نفذها المجهولون. المهاجمون حولوا المستشفى إلى ساحة معركة أدت إلى زرع حالة من الرعب والهلع وسط عشرات المرضى الذين قضوا ليلهم نائمين بأعين مفتوحة خوفا من تكرر المشهد. الحادث بحسب شهود عيان وقع منتصف ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضيين أين استقبلت مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة الاستشفائية المعنية مريضا في العقد الثالث من العمر أصيب بجروح وصفت بالحرجة على مستوى الرأس وفي مناطق متفرقة من جسمه ليتجند الطاقم الطبي المناوب ومعه تسخير كافة الإمكانيات المادية والتجهيزات لوقف النزيف الحاد على مستوى رأس الضحية الذي رجحت مصادرنا تعرضه لحادث مرور أليم على طول الطريق الوطني رقم 32 الرابط بولاية خنشلة عند مدخل مدينة عين الزيتون. الطاقم الطبي والإداري ومعه أعوان الأمن ورجال الشرطة والدرك تفاجأوا بعدها باقتحام أشخاص مجهولين قدرعددهم بقرابة 30 شخصا من أعمار مختلقة مدججين بشتى أنواع الأسلحة البيضاء من عصي وهراوات وقضبان حديدية أين أقدموا بعد رشق المستشفى بوابل من أكوام الحجارة على توجيه طعنات متفرقة لأحد أعوان الأمن والاعتداء بعدها على رجال الشرطة بالضرب وتهديد فردين من رجال الدرك اللذين كانا ضمن الحارسين على سلامة وأمن المريض المصاب ليقوموا بعدها بتحطيم الباب الخارجي والواجهة الزجاجية لغرفة الإنعاش على مستوى مصلحة الاستعجالات مكان تواجد الجريح وقاموا بعدها بتحطيم عدد من التجهيزات الطبية وتحويل المريض المصاب واختطافه نحو وجهة مجهولة. المصادر السابقة بينت بأن الأمر مخطط له مسبقا كون المعنيين الذين قدموا على متن أزيد من 15 مركبة سياحية تبين أن أغلبها مجردة من لوحات الترقيم لتنطلق مصالح الضبطية القضائية في تحريات مكثفة للوصول إلى هوية وعدد الجناة. وفي وقت أشارت مصادرنا بأن سبب إقدام المجهولين على فعلتهم هذه هو كون الجريح يحتمل تورطه في إحدى أكبر القضايا الإجرامية أو تورطه ضمن إحدى شبكات التهريب ومعها ترويج المخدرات ما جعله مبحوثا عنه من طرف مصالح الأمن . مدير المؤسسة الاستشفائية السيد العايب محمد وفي لقائه ب"النصر" أكد حصول الحادث مبينا بأن الأمر ليس عاديا كونه مخطط له مشيرا في معرض حديثه بأن الأمن متوفر من رجال شرطة وأعوان الوقاية والأمن بالمستشفى، غير أن ما حدث يبقى حالة نادرة ليس باستطاعتهم أمامها فعل أي شيء. محدثنا أوضح بأن القضية خارجة عن نطاق المستشفى وهي على مستوى الجهات المعنية المختصة وفي مقدمتها مصالح الأمن التي باشرت تحريات مكثفة بعد تقدم الإدارة بشكوى رسمية.