إنزال كبير على شواطئ عنابة دفع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية، العنابيين مع نهاية الأسبوع إلى العودة بقوة لشواطئ البحر في فصل الخريف، رغبة في الاستجمام وبحثا عن الراحة بعد أن تجاوزت الحرارة 38 درجة خلال 24 ساعة الأخيرة . وشهدت شواطئ الكورنيش إقبالا كبيرا لشباب والعائلات ، حيث غصت شواطئ " شابي، السانكلو، عين عشير" بآلاف الوافدين بمظلاتهم الشمسية، مسترجعين أجواء فصل الصيف المفعمة بالراحة والتسلية ،نظرا للارتفاع الشديد في درجة الحرارة والرطوبة العالية التي لم تتحملها أغلب الأسر. فخلال تجولنا بشاطئ سانكلو، لاحظنا مدى التوافد الكبير للعائلات، فحرارة الجو دفعت العنابيين إلى النزول إلى الشاطئ بقوة للتمتع بنسمات باردة بعيدا عن حرارة البيت التي لم تستطع حتى مكيفات الهواء التقليل منها، كما اكتظ شاطئ عين عشير بالعائلات لقربه من الغابة وتواجد فضاءات لتسلية والترفيه بهذا المكان الذي يزاوج بين خضرة الطبيعة وزرقة البحر . و أدى الارتفاع غير الموسمي لدرجة الحرارة مع رداءة مياه الحنفيات، إلى زيادة الطلب على المياه المعدنية التي أصبحت لا تلبي احتياجات المواطنين، وتكلفه أيضا ماديا، حيث وصل سعر قارورة 1.5 لتر إلى 35 دج بمحلات التجزئة، وأرجع بعض تجار النقص أو نفاد بعض الماركات من المياه المعدنية إلى كثرة المحتكرين والوسطاء في مسالك توزيع المياه المعدنية، بهدف بيعها بسعر مرتفع، مؤكدين دخول أطراف غير مهنية أصبحت تقتني كميات كبيرة من المياه المعدنية من المساحات و الفضاءات التجارية من دون مراقبة من الجهات المعنية وبيعها بأسعار مرتفعة جدا مقارنة بثمنها الأصلي الذي لا يتجاوز عادة 25 دج للقارورة، ما شجع على بروز مضاربات على هذا المنتوج ويكون فيه المحتكر هو المسؤول والمتحكم الوحيد في سعر القارورة. كما يرجع البعض الآخر سبب ارتفاع سعر المياه المعدنية إلى قرار غلق بعض شركات المياه المعدنية لعدم مطابقتها للمواصفات وتسببها في أمراض خطيرة. كما أضحت منابع المياه الموجودة بأعالي جبال سيرايدي، والتي تتميز بنوعيتها الجيدة وبرودتها الطبيعية، الملاذ الوحيد للعائلات المحدودة الدخل، حيث تشهد منابع المياه يوميا إقبالا كبيرا للعنابيين خاصة في الفترة المسائية، من أجل التزود بالمياه الباردة تنسيهم غلاء المياه المعدنية التي تباع في الأسواق .