صيف يدوم ستة أشهر على غير العادة الارتفاع الذي شهدته درجات الحرارة في الأيام الأخيرة أعاد المصطافين جبرا إلى شواطىء البحار التي عرفت اكتظاظا، بحيث دهش الكل للارتفاع الشديد لدرجات الحرارة والتي فاقت خمسة وثلاثين درجة مئوية حتى بالمناطق الساحلية، وتجاوزت تلك الحدود بالمناطق الداخلية واختار المواطنون وجهة البحر وكان حلهم الوحيد، بحيث عرفت شواطىء البحار اكتظاظا وارتسمت بها تلك المشاهد التي كانت في فصل الصيف. الحرارة المرتفعة أعادت أغلب المواطنين إلى وجهة البحر التي تعد المفر الأخير للبحث عن البرودة والانتعاش والاستمتاع ببعض النسمات من دون أن ننسى الغابات التي عرفت هي الأخرى إقبالا من طرف العائلات للاستمتاع بظلال الأشجار في ظل لفحات الحرارة المرتفعة التي مستهم على مستوى الأزقة والشوارع والمساحات المفتوحة على الشمس، وكان طبق الشواء الحاضر الأول بالغابات على غرار غابة بوشاوي التي تعد الملجأ المفضل للعائلات من دون أن ننسى حديقة الحامة التي تتميز بطقسها المعتدل والتي كانت هي الأخرى ملجأ العائلات في ظل الارتفاع غير الفصلي لدرجة الحرارة. كما كانت شواطىء البحار الملجأ المفضل للبعض، بحيث عادوا إليها مجبرين وعرفت شواطىء سيدي فرج وتيبازة إقبالا من طرف المواطنين هروبا من الحرارة اللافحة للأجساد. ارتأينا النزول إلى الشارع ورصد بعض الآراء حول الحرارة المرتفعة التي يشتكي منها الجميع ويبصمون بطول امتدادها إلى غاية فصل الخريف الذي كان في السابق يتميز بتساقط الأمطار وجوه المعتدل أو البارد، وصار الحديث عن الحرارة المرتفعة حديث الخاص والعام لاسيما مع ما تشهده المناطق الأوربية من تدهور في المناخ ميزه تساقط الأمطار والثلوج. إحدى السيدات قالت إنهم بالفعل يسطرون جولة إلى البحر في نهاية الأسبوع بسبب الحرارة المرتفعة التي ميزت الطقس وهي حرارة غير فصلية وغير عادية تماما خصوصا وأننا في موسم الخريف ولا يعقل عيش أجواء الصيف في فصل كان يتميز بالبرودة وتساقط الأمطار. أما الشاب فارس فقال إنه بالفعل زار البحر وهو لايزال يتردد عليه باستمرار خاصة وأنه لا يحتمل الحرارة ويطفئ نارها بالسباحة. ومكث الكل على أجواء الصيف من حيث اللباس ومن حيث التردد على شواطىء البحر، واستعجلت بعض المحلات دون سواها قدوم فصل الشتاء بعرض الألبسة الشتوية والتخلص من الألبسة الصيفية، لكن أغلب الناس مازالوا يلبسون الألبسة الصيفية الخفيفة حسب ما تحمكم به درجة الحرارة العالية التي لم يتفاعل معها الجميع، ورأى أغلبهم أنها مبعث للخمول والكسل على خلال المناخ البارد الذي يحفز على التمتع بالنشاط والحيوية. وعادت مظاهر فصل الصيف هي الأخرى إلى الشوارع بالإرفاق المستمر لقارورات المياه المعدنية الباردة وكذا الاغتسال من الحنفيات العامة نتيجة الحرارة المرتفعة من دون أن ننسى التأثر الكبير للشيوخ والأطفال بلفحات الشمس، وتبقى هي تلك الأجواء في فصل صيف دام لأكثر من ستة أشهر في انتظار الاعتدال الذي أعلنت عنه مصالح رصد المناخ والأحوال الجوية ابتداء من أوائل الشهر القادم.