أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية والإتحاد الأوربي دعمها المطلق للمبادرة الجزائرية، الرامية إلى جمع الفرقاء الليبيين بغية التوصل إلى تسوية الأزمة التي يمر بها هذا البلد. وفي هذا الخصوص، عبرت مساعدة كاتب الدولة الأمريكية المكلفة بالشرق الأوسط آن.و.باترسون نهاية الأسبوع بنيويورك عن دعم الولاياتالمتحدة للجهود التي تبذلها الجزائر في سعيها من أجل التوصل إلى حلّ للأزمة الليبية بالتنسيق مع دول الجوار والمبعوث الأممي إلى ليبيا ليون برناردينو. و كان قائد القوات الأمريكية بإفريقيا «أفريكوم» الجنرال دافيد رودريغيز، قد أكد في وقت سابق أن الجزائر تعد شريكا هاما و أضاف نحن «نشاطر التزامها من أجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم «. و قال أن «الجزائر تعد شريكا هاما بالنسبة لنا ونحن متفقون في العديد من الجوانب، كما أننا نشاطر التزام الجزائر من اجل ليبيا موحدة يحكمها الليبيون أنفسهم «. كما أشار إلى أن الأفريكوم على استعداده للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الجزائرية من اجل محاربة الإرهاب و تعزيز الأمن الإقليمي. كما أعلن الإتحاد الأوربي، في سياق متصل، مساندته للمبادرة الجزائرية الرامية إلى جمع الفرقاء الليبيين في أكتوبر المقبل على طاولة الحوار و التفاوض لحل الخلافات القائمة، و التوصل بالتالي إلى تسوية سياسية للأزمة التي يمر بها هذا البلد. وخلال محادثاتها مع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة بمقر البعثة الدائمة للجزائر لدى الأممالمتحدة أعربت باترسون عن استعداد بلدها لدعم جهود الجزائر ومرافقتها فيما يخص الشأن الليبي. وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية قد التقى خلال فترة تواجده بالولاياتالمتحدةالأمريكية مسؤولين أمريكيين سامين وعلى رأسهم كاتب الدولة الأمريكي جون كيري. وفي السياق ذاته، رحب الاتحاد الأوروبي بالمبادرة الجزائرية، حيث أشار الناطق باسم الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية ميكاييل مان إلى أن الجزائر أعلنت أنها ستنظم لقاء في أكتوبر المقبل يهدف إلى إيجاد حل توافقي للازمة الليبية . وكان لعمامرة قد أكد بنيويورك أن الجزائر مستعدة باعتبارها دولة مجاورة على مساعدة ليبيا على انتهاج طريق السلم و إعادة بناء مؤسساتها. وقال الوزير خلال الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا الذي عقد على هامش الدورة العادية ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة من الأمين العام الأممي، بان كي مون، «نتمنى أن يخرج أشقاؤنا الليبيين أقوياء من هذه المحنة و بالنسبة لنا فإن ليبيا تمر بمرحلة صعبة من تاريخها ولا يتعلق الأمر بالتأكيد بدولة بصدد الانهيار بل بدولة تواجه صعوبات ولديها ما يكفي من الحكمة والكفاءات و الموارد لاجتيازها». وأضاف «نحن مستعدون لمساعدتهم على انتهاج طريق السلم باعتبارنا جيران» وخلال هذا الاجتماع أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه عقب الطلبات المتعددة التي تلقاها من مختلف الشخصيات و القوى السياسية من ليبيا الشقيقة قرر رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إطلاق مبادرة ترمي إلى مباشرة حوار وطني شامل في ليبيا من شأنه أن يفضي إلى المصالحة الوطنية و تعزيز المؤسسات الليبية.