تجمد أحد المحركات وراء سقوط طائرة الجوية الجزائرية بمالي لا زال المحققون في حادثة تحطم طائرة الجوية الجزائرية في شمال مالي، في جويلية الماضي، يبحثون في الأسباب التي أدت إلى سقوط الطائرة، خاصة وان التقرير الأولي الذي عرضته لجنة التحقيق في 20 سبتمبر الفارط لم يعطي أجوبة كافية، ويعتقد خبراء، بان أسباب سقوط الطائرة يعود إلى تجمد أجهزة استشعار احد محركات الطائرة، دون أن ينتبه إلى ذالك قائد الطائرة، ويعتقد المحققون، بان هذا السيناريو يبقى الأقرب إلى الحقيقة، خاصة وان كل المؤشرات أظهرت تباطؤ في سرعة محرك الطائرة. بعد أكثر من شهرين على حادثة سقوط الطائرة المستأجرة من الجوية الجزائرية، في شمال مالي، لا يزال المحققون يبحثون في الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تحطم الطائرة، خاصة وان التحريات التي قام بها المكتب الفرنسي للتحليل، لم تمكن من تحديد السبب الذي أدى إلى سقوط الطائرة، ورغم إعلان المحققين، بأنهم لا يستبعدون أي فرضية، بما في ذلك العمل الإرهابي، إلا أن خبراء في الملاحة الجوية رجحوا فرضية تجمد أجهزة استشعار المحرك، وهو نفس السبب الذي أدى إلى تحطم الطائرة التابعة لشركة «إير فرانس» في ريودي جانيرو بالبرازيل. واستطلعت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أراء بعض المختصين في الطيران المدني، والذي رجحوا فرضية تجمد احد المحركين، وقال جيرار أرنو، وهو نقيب سابق في الخطوط الجوية الفرنسية، ورئيس خلية تنشط في مجال الطيران، بان «الفرضية الأكثر تداولا بين الخبراء تتمثل في تجمد المحرك»، ويرى الخبراء بان ما تضمنه التقرير الذي أعلنه المكتب الفرنسي للتحقيقات بشان تباطؤ الطائرة وفقدان لقوة الدفع ربما تكون بسبب نقص القوة في احد المحركات، ويضيف الخبير في مجال الطيران «أن مثل هذه الحوادث عندما تقع ليلا وفي ظروف مناخية صعبة غالبا ما تؤدى إلى وقوع الكارثة»، ويعتقد الخبراء، بان الحادثة مرتبط بقوة دفع المحرك، وهو ما يفسر سقوط الطائرة. وكان مسؤول لجنة التحقيق، قد أشار لدى عرضه التقرير الأولى عن الكارثة الجوية، بان مسجل المحادثات التي دارت داخل قمرة القيادة «لم يكن يشتغل بطريقة عادية» وهو ما حال دون فهم الحديث الذي دار بين طاقم الطائرة المنكوبة، في حين اظهر المسجل الخاص بالرحلة بان الطائرة «سقطت فجأة» بعد توقف محركات الطائرة التي كانت حينها في مسارها العادي، وأوضح المتحدث، بان نظام القيادة الآلي تم توقيفه، دون تحديد إن كان هذا العمل إراديا، أي تم توقيفه من طاقم الطائرة، أم نتيجة خلل في الطائرة. ويوضح التقرير، بان الطائرة بدأت بعد ربع ساعة من إقلاعها، في الانخفاض عن مسارها، كما تم توقيف نظام القيادة الآلي، لتتعرض الطائرة إلى عدة انحرافات بلغت 140 درجة، وأشار التقرير بناء على معطيات تم التوصل إليها من خلال فحص إحدى العلب السوداء، بان قائد الطائرة حاول قبل 20 ثانية على سقوطها، الارتفاع من جديد إلا أن هذه المحاولة لم تنجح. وأظهرت بيانات تضمنها التقرير، بان الطائرة انحرفت شمالا وقامت بشبه دورة قبل أن تواصل الرحلة، في طريق مغاير تماما، قبل أن تنحرف مجددا على الشمال قبل أن تهوى إلى الأرض. وبحسب التقرير، فان المحققون يعكفون على دراسة بعض التفاصيل الخاصة بالرحلة، والتي يمكن أن تحدد أسباب تحطم الطائرة، ومنها الأسباب التي أدت إلى تراجع سرعة المحرك مباشرة بعد بداية الرحلة، وكذا الأسباب التي أدت إلى تغيير ارتفاع الطائرة ومسارها، وقال المحققون، بان إخضاع المحرك لسلسلة من التجارب ضرورية لفهم أسباب هذه الاختلالات. ويشير الخبراء، بان أجهزة الاستشعار لدى المحرك في طائرة «ماك دونالدوغلاس» التي تحطمت في مالي، تشتغل بنفس نظام «بيتو» الذي كان سببا في تحطم طائرة الخطوط الجوية الفرنسية التي كانت تقوم برحلة بين ري ودي جانيرو وباريس، في 2009، وهي مصممة لتقديم معلومات بشان قوة دفع المحركات، وكذا مستوى الضغط ودرجة الحرارة، ويضيف الخبراء، انه في حال تجمد أجهزة الاستشعار، فان كل هذه المعلومات تصبح خاطئة، وهو ما يعنى أن قوة المحرك لن تكون مناسبة لوضع الطائرة. وتم تكليف قاضيين فرنسيين للتحقيق في أسباب الكارثة وتهم «القتل غير العمد عن طريق الخطأ، الإهمال، عدم الانتباه أو الإهمال أو الإخلال بواجب الرعاية أو الاحتياطات التي يفرضها القانون أو اللوائح المرتبطة بسلامة الطيران المدني، وقالت الصحيفة، بان عائلات الضحايا تلقت رسالة من الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية، محمد الصالح بولطيف، يبلغ فيها العائلات، باستعداد الشركة لمعالجة مسالة التعويضات، بالنسبة للعائلات التي تعاني متاعب مالية. وفجرت الرسالة غضب عائلات الضحايا، التي رفضت أن تتنازل عن حقها في متابعة القضية أمام المحاكم، مقابل حصولها على التعويض، وقال محامي عائلات الضحايا، بان شركات التامين غالبا ما تطالب العائلات التخلي عن المتابعة القضائية مقابل الحصول على تعويضات مالية، كما وقع في السابق مع حادثة تحطم طائرة «الكونكورد» الفرنسية، مضيفا بان العائلات رفضت التنازل عن حقها في التأسيس كطرف مدني في القضية وكانت الطائرة وهي من نوع ماكدونل دوغلاس أم.دي83، قد تحطمت أثناء قيامها برحلة من واغادوغو إلى العاصمة الجزائرية، فوق شمال مالي، بعد نصف ساعة من إقلاعها، مما أدى إلى مقتل 116 شخصا منهم 54 فرنسيا (يحمل بعض منهم الجنسية المزدوجة) و23 من بوركينا فاسو وثمانية لبنانيين وستة جزائريين. ولقي جميع أفراد الطاقم الاسباني الستة مصرعهم.